ابن سلمان في الجزائر.. صمت رسمي وتضارب إعلامي
لم تعلق المؤسسات الرسمية الجزائرية على الأنباء المتداولة بخصوص قيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزيارة للبلاد، فيما تباينت مواقف الصحافة الجزائرية من هذه الزيارة، وانقسمت بين “مشكك” و”مرحب”.
وأعلنت السعودية أن ولي العهد سيقوم بتعليمات من الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة لبعض الدول العربية بطلب منها في الأيام القليلة المقبلة، ولم تحدد هذه البلدان.
صمت رسمي
تجنبت المؤسسات الرسمية الجزائرية التعليق على الأنباء التي تتحدث عن زيارة لولي عهد السعودية محمد بن سلمان للبلاد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
الصمت الرسمي بحسب مراقبين لا يعني انعدام موقف أو رأي لدى سلطات الجزائر من الزيارة، لأن المواقف تجدها في الصحافة المقربة عن طريق التسريبات.
وعكست التقارير الإخبارية الجزائرية لأنباء الزيارة، تباينا بلغ درجة التناقض حيث شككت “الشروق” المقربة والواسعة الانتشار، فيما رحبت “الخبر” (المقربة والواسعة الانتشار كذلك) بالزيارة، تماما كما فعلت “التهار الجديد” و”كل شيء عن الجزائر/TSA”.
تشكيك الشروق
واختارت جريدة “الشروق”، أن تعنون مقابها بالتساؤل حول الزيارة، قائلة: “هل سيزور ابن سلمان الجزائر؟”.
وأضافت: “تداولت عدة مواقع إعلامية خبر زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر، الاثنين القادم أو بداية ديسمبر، في إطار جولة عربية”.
وشددت الجريدة: “لا يوجد تأكيد رسمي للمعلومة من سلطات البلدين”.
وتابعت: “ووفق معلومات غير رسمية، نشرتها مواقع إلكترونية، وتم تداولها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فإن الجزائر ستكون إحدى محطات محمد بن سلمان في هذه الجولة”.
“الخبر” تؤكد الزيارة
وقالت جريدة “الخبر”، يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الخميس، جولة تشمل عدداً من الدول العربية.
وأضافت “الخبر”، في تقريرها الذي عنونته بـ”محمد بن سلمان في الجزائر”، إن “وسائل إعلام ذكرت أن محمد بن سلمان سيزور 6 بلدان هي: الجزائر، الإمارات، البحرين، تونس، مصر وموريتانيا”.
وزادت: “ستكون هذه الجولة أول خرجة لولي العهد منذ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده بإسطنبول، الشهر الماضي”.
النهار الجديد موعد الزيارة
وسارت “النهار الجديد” على نفس المنوال حيث وضعت خبرا مقتضبا قالت في عنوانه “ولي العهد السعودي في زيارة للجزائر يوم 6 من ديسمبر القادم”.
وأفادت “النهار الجديد”: “سيشرع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارة رسمية للجزائر في السادس من شهر ديسمبر”.
وأوضحت: “وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لولي العهد السعودي، والتي تدخل في إطار جولة تقوده إلى عدة دول عربية شقيقة”.
توقع كل شيء عن الجزائر
و”توقع” موقع “كل شيء عن الجزائر”، نقلا عن مصادره الخاصة، أن “يزور الأمير السعودي محمد بن سلمان الجزائر في أوائل ديسمبر، في محطة له ضمن جولة يزور فيها عددا من الدول بدأها الخميس”.
جاء ذلك في تقرير موقع “كل شيء عن الجزائر”، عنونه بـ”ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يزور الجزائر أوائل ديسمبر”.
وأضاف: “تجري حاليا الاستعدادات لهذا الزيارة، حيث تخضع لأقصى درجات التحضير، دون تحديد برنامج معين للأمير السعودي القوي”.
وأفاد وفقا لمصادره أن ابن سلمان “سيقضي ليلة في الجزائر، كما سيزور البلدان المغاربية الأخرى”.
وسجل: “ينتظر أن يشرع في جولته المغاربية بعد قمة العشرين، التي ستنظم في الأرجنتين يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر”.
زيارة ابن سلمان للجزائر في حال حدوثها، ستكون محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين، الذين تناقضت مصالحهما بشكل كبير في السنوات الأخيرة، واهتلفت مواقفهما في قضايا استراتيجية في المنطقة، في عدد من الملفات سواء في البترول او العلاقة مع إيران.
واكتفى بيان للديوان الملكي السعودي، صدر الخميس، بالتأكيد على أنه “بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلاقاً من حرصه على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة من تلك الدول، فقد غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لزيارة عدد من الدول العربية الشقيقة”.
وكشفت وكالة الأنباء الألمانية، نقلا عن مصدر دبلوماسي في الرياض، أن ولي العهد السعودي جولة خارجية إلى الإمارات والبحرين ومصر، قبل توجهه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين في وقت لم تنشر وسائل الإعلام السعودية أي برنامج حول محطات هذه الجولة العربية.
ورغم الصمت السعودي، فإن مواقع إعلامية، من خارج المملكة، تحدثت عن أن الجولة ستشمل دولا عربية أخرى، هي تونس والجزائر وموريتانيا، وهي معلومات غير مؤكدة رسميا إلى حد الآن.
وشرع ولي العهد السعودي، الخميس، في جولة عربية، بدأها من الإمارات ، هي الأولى له بعد حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بقنصلية بلاده باسطنبول التركية، حيث يعيش العالم جدلا كبيرا حول مسؤوليته في القضية، كون فريق الاغتيال كان يضم مقربين منه.
عربي21