اغتيال سفير روسيا لدى أنقرة تم بأمر من قيادي في “غولن” الإرهابية
كشفت لائحة اتهام أعدتها النيابة التركية حول جريمة اغتيال السفير الروسي السابق لدى أنقرة أندريه كارلوف قبل عامين، أن منفذ العملية تلقى أوامر بقتل السفير من قيادي في منظمة “غولن” الإرهابية.
وذكرت لائحة الاتهام أن “شاهين سوغوت” القيادي في المنظمة الإرهابية، التقى منفذ عملية الاغتيال “مولود مرت ألتن طاش” قبل 10 أيام من العملية.
وأوعز “سوغوت” إلى “ألتن طاش” بالتعليمات والأوامر المتعلقة باغتيال كارلوف، إذ أشارت اللائحة أن “سوغوت” الذي كان يعمل في هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، يعد “إماما” للقاتل “ألتن طاش”.
وحاول “سوغوت” تحطيم هاتفه الجوال أثناء إلقاء قوات الأمن التركية القبض عليه، إذ كان يتواصل مع الإرهابي “ألتن طاش” عبر الإنترنت، بحسب اللائحة.
وفي أبريل / نيسان الماضي، أصدر القضاء التركي حكما بحبس “سوغوت” على ذمة التحقيقات.
نيابة أنقرة التي أعدت لائحة الاتهام، أشارت أن “سوغوت” الذي يُعتقد أنه يعرف معلومات مهة تتعلق بمصدر أمر اغتيال كارلوف والعملية بشكل عام، استخدم حق الصمت في التحقيق.
وأضافت أن هاتف “سوغوت” كان يصدر إشارة على بعد 256 مترا من منزل “ألتن طاش” بحي “كتشي أوران” بأنقرة يوم 9 ديسمبر / كانون الأول 2016 (قبل تسعة أيام من التنفيذ)، مبينة أن سوغوت ذهب بنفسه إلى مكان قريب من منزل ألتن طاش، وأبلغه بأمر قتل كارلوف.
وتمكنت الجهات المعنية من النظر إلى محتوى هاتف سوغوت، الذي كان فيه مقاطع فيديو عن “فتح الله غولن” زعيم المنظمة الإرهابية، ومتابعته للأخبار اليومية واطلاعه على صور الإرهابي “ألتن طاش” و”كارلوف” وزعيم المنظمة “غولن”.
وبينت اللائحة أن “سوغوت” سبق أن تواصل مع قيادي آخر في المنظمة يعرف بأنه مسؤولها المزروع داخل جهاز الاستخبارات التركية حسين كوتوجا، بين عامي 2016 و2017.
وأضافت في هذا الإطار أن لقاء سوغوت مع ألتن طاش جاء زمنيا بعد لقاء “سوغوت ـ كوتاجا”.
والجمعة، اتهمت النيابة العامة التركية منظمة “فتح الله غولن” بالوقوف وراء اغتيال كارلوف، واصفة الجريمة بالعمل الاستفزازي ضد العلاقات الروسية التركية.
وطالبت النيابة العامة بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة، وعقوبات سجن بفترات مختلفة على 28 مشتبها فيهم، بينهم زعيم المنظمة.
ووجهت النيابة تهما ضد المشتبه فيهم، منها “انتهاك النظام الدستوري”، و”الانتماء إلى منظمة إرهابية”، و”ارتكاب جريمة قتل بدافع الترهيب”، و”إطلاق النار بالسلاح لإشاعة الخوف، والذعر، والقلق”.
وكان السفير الروسي أندريه كارلوف قد تعرض لهجوم مسلح في 18 ديسمبر 2016، أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور تم تنظيمه بالتعاون بين سفارة موسكو وبلدية جانقيا في أنقرة، ما أدى إلى مقتله.
ولاقت عملية الاغتيال إدانات واسعة من أنقرة وموسكو، ودول عربية وغربية.