نواب سودانيون يباركون التعاون الاستراتيجي مع أنقرة
بارك نواب بالبرلمان السوداني التعاون الاستراتيجي بين بلادهم وتركيا، والذي جاءت زيارة نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إلى السودان مؤخرا لترسيخه، ورسم ملامحه المستقبلية.
وأكد 3 نواب سودانيون وصحفي في أحاديث منفصلة للأناضول، أن التقارب بين البلدين يمضي في الطريق الصحيح، وأن الخرطوم تنظر إلى أنقرة رمزا للتنمية الاقتصادية في السودان، لافتين أن بلادهم فضلت التعاون الاستراتيجي مع تركيا على حساب دول أخرى كانت ترغب في ذلك.
وفي 19 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، وصل أوقطاي الخرطوم في زيارة رسمية استغرقت 3 أيام، رفقة وزيرة التجارة روهصار بكجان، ووزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي، وعدد من نواب الوزراء، وكبار المسؤولين من مختلف المؤسسات.
ووفق تصريحات إعلامية أدلى بها أوقطاي في الخرطوم، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عازم على تطوير العلاقات والتعاون الاقتصادي بين تركيا والسودان إلى أعلى المستويات.
ولفت أنه بحث في زيارته التحضرات لعقد اجتماع مجلس التعاون الاسترايتجي الرفيع المستوى بين تركيا والسودان، في ديسمبر / كانون الأول المقبل.
** علاقات تاريخية
وفي هذا الإطار، وصف النائب في البرلمان السوداني عن حركة “الإصلاح الآن” المعارضة فتح الرحمن فضيل، العلاقات بين بلاده وتركيا بالاستراتيجية والتاريخية.
وقال إن السودان وقف إلى جانب الدولة العثمانية في مواجهة الاحتلال البريطاني، وخاصة في منطقة دارفور (غرب) التي دعمت الخلافة العثمانية حتى النهاية.
وأشار إلى أهمية البعد الاستراتيجي لعلاقات السودان مع تركيا، بسبب الموقع الجغرافي الهام لبلاده، حيث يعتبر من أبرز الدول التي تمتلك ساحلا طويلا على البحر الأحمر، لافتا أن هذه المناطق احتضنت قواعد عسكرية على مر التاريخ.
ولفت أن المشاكل الأمنية التي تعانيها المنطقة تعيق استخدام السودان لسواحل البحر الأحمر بالشكل المناسب، مؤكدا أن تفعيل هذه المناطق عسكريا وأمنيا يحمل أهمية كبرى بالنسبة إلى أمن السودان وعموم المنطقة.
وأوضح أن تخصيص السودان جزيرة سواكن لتركيا أزعج عددا من الدول، وأن هذه الجزيرة الاستراتيجية ستساهم في أمان السودان، كما ستؤدي إلى تواجد تركيا في المنطقة بشكل فعلي.
ومضى قائلا: “كما وقف السودان إلى جانب الأتراك لفترة طويلة في التاريخ، فإنه يسعى اليوم إلى الدخول في علاقات تعاون مع تركيا مستقبلا أيضا”، مشيرا أن “عددا من الدول مثل الولايات المتحدة وروسيا، كانت ترغب في التعاون مع السودان في المجال الاستراتيجي، إلا أن الأخير فضل التعاون مع تركيا”.
** تركيا “نصير المظلومين”
من جانبها، قالت عبلة مهدي عبد المنعم البرلمانية السودانية عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وهي من أصل تركي، للأناضول، إنها تدعم التقارب التركي السوداني بشكل جارف.
وأردفت أن السودان يعتبر دولة غنية من حيث الثروات الباطنية، إلا أنه تضرر كثيرا من تدخلات الدول الأجنبية.
وأضافت أن التقارب التركي السوداني في المجال السياسي والاقتصادي يمضي بالطريق الصحيح، وأنه يجب تأمين التقارب بين البلدين في المجال الاجتماعي أيضا.
بدوره، قال صالح يحيى بُره النائب عن حزب الرباط القومي، للأناضول، إن تركيا تعتبر دولة كبرى، وإنها تمثل الإسلام والتنمية الاقتصادية بالنسبة إلى السودان.
وقال “إن دول العالم الثالث تعتبر تركيا دولة متطورة وآخذة بالارتقاء، وتتخذ مواقف سليمة إزاء القضايا الإقليمية الحساسة، وتقف إلى جانب المظلومين والمحتاجين”.
وأفاد بأن السودانيين يشعرون ببالغ الامتنان جراء التقارب مع تركيا، وأنهم يرجون أن تتطور العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر.
فيما قال الصحفي السوداني محمد عثمان الراضي، للأناضول، إن التقارب في الفترات الأخيرة بين الخرطوم وأنقرة يعد بمثابة الأرضية المناسبة لتطوير العلاقات بشكل أكبر في المستقبل.
وأضاف أن زيارة الرئيس أردوغان إلى السودان العام الماضي، أكسبت العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين بعدا جديدا، مؤكدا أهمية زيارة نائب الرئيس التركي الأخيرة في هذا الإطار.