شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

WP: ترامب جعل أمريكا مستعدة لبيع شرفها مقابل مبلغ تافه

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقال رأي للكاتب ديفيد فون دريل، الذي يعتبر أن ترامب تصرف بكل خضوع أمام محمد بن سلمان، وحاول إبعاد التهم عنه متذرعا بالمصالح المالية.

ويعد هذا الخيار خاطئا ومهينا للولايات المتحدة، التي تمتلك ما يكفي من النفوذ والقوة لتوبيخ ولي العهد السعودي وإجباره هو ونتنياهو على الانصياع لإرادتها.

واعتبر الكاتب أن هذا المبلغ ينطوي على مبالغة كبرى، حتى لو كانت الولايات المتحدة مستعدة لبيع شرفها مقابل هذا المبلغ التافه.

ويعد الرقم الذي كشف عنه غير دقيق خاصة أنه خرج من مطبخ دونالد ترامب؛ تماما مثل ادعاءاته السابقة بشأن حجم ثروته، وبراعته في عالم الأعمال.

وبالتالي، فإنها تنطوي هذه الادعاءات حول الأموال السعودية هي أيضا على مغالطة كبيرة.

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته “عربي21″، إنه يجب على ترامب طلب شيء ما في المقابل بعد أن زحف على الرمال الساخنة وقبّل خاتم ولي العهد السعودي الذي يتخبط في أزمته، في تصرف يمثل أفظع تذلل يشهده تاريخ الرئاسة الأمريكية.

خلافا لذلك، سيعتبر أنه قد تخلى عن ما تبقى من كرامته، ولم يحصل على شيء غير الإهانة.

وأوضح الكاتب أن الحديث هنا لا يتعلق بالحصول على عقد جديد لبيع الأسلحة الأمريكية للسعودية، وهي الذريعة التي يستنجد بها ترامب لتبرير ردة فعله الضعيفة والمنافقة أمام جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

اقرأ أيضًا:   تركيا تواجه تصعيد أميركا بالندية والدبلوماسية

وفي هذا الصدد، يدعي ترامب أن الولايات المتحدة مضطرة للجثو على ركبتيها أمام محمد بن سلمان، أو أن هذا الأمير سيأخذ مبلغ 110 مليارات دولار وينفقها في مكان آخر.

واستبعد الكاتب إمكانية توجه الأموال السعودية نحو وجهة أخرى، إذ إنه بعد 75 عاما من الشراكة بين البلدين، لم تعد أمام الرياض خيارات أخرى.. خاصة أن جيشها مدرب على يد ضباط أمريكيين، بأنظمة عسكرية أمريكية، وأسلحة أمريكية متطورة لا يمكن إدماجها مع أسلحة بلد آخر مثل روسيا والصين.

والأمر هنا يشبه إلى حد كبير منتجات شركة جيليت لماكينات الحلاقة: حيث إنها تبيع موس الحلاقة للزبون، فيصبح مجبرا على شراء شفراتها في كل مرة.

واعتبر الكاتب أن ما يزيد من فظاعة ضعف ترامب هو أنه لا توجد حاجة ملحة لتصرفه. ولكن السنوات التي قضاها سابقا في مغازلة الأثرياء السعوديين، على أمل أن يبيعهم شققه الفاخرة، جعلته غير مستعد بشكل جيد لمنصب مهم مثل الرئاسة الأمريكية.

ولو أن ترامب أراد التصرف بشكل مبدئي وتوبيخ ولي العهد المشاكس، لكان قادرا على القيام بذلك.

من جانب آخر، يعد السعوديون في حاجة ماسة للأسلحة الأمريكية، سواء قام ترامب بالتودد لهم أم لم يفعل.

اقرأ أيضًا:   أردوغان: حياتنا مع سنة نبينا أجمل.. علينا تأمل وتطبيق كل صفحة وكل مرحلة من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام

كما أنهم يحتاجون للمحافظة على استقرار سوق النفط العالمية، ووجود القيادة والقوة الأمريكية في العالم.

ويعتمدون أيضا على مشورة الأمريكيين لمساعدتهم على البقاء كطرف مؤثر في مستقبل ما بعد البترول.

واعتبر الكاتب أنه عوضا عن كل هذا، فقد قام ترامب بالجثو على ركبتيه أمام السعوديين، وهي إهانة لم يعد ممكنا محوها الآن.

وستتمثل الطريقة الوحيدة لاستعادة الشرف الوطني الأمريكي في مطالبة السعوديين بالتعاون في ملف السلام في الشرق الأوسط بين فلسطين وإسرائيل.

وبحسب الكاتب، فإن هذا الأمر أيضا يبدو مستبعدا، رغم أن جاريد كوشنر، الشاب قليل الخبرة الذي يريده ترامب أن يلعب دور هنري كيسنجر، يعتقد أن محمد بن سلمان يمتلك مفاتيح السلام.

ويضيف الكاتب أن السعودية كانت في مقدمة الأنظمة العربية التي استغلت معاناة أجيال من الفلسطينيين، لصرف أنظار شعوبها بعيدا عن سوء الحكم والسرقة.. إذ إنه في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كان الزعماء الذين لا يحظون بالشعبية يعمدون لتوجيه السخط الشعبي بعيدا عن أنظمتهم، وتحديدا نحو إسرائيل.

وشدد الكاتب على أن تقرب ترامب من محمد بن سلمان كان ليعتبر مقبولا أكثر، لو أن هذه العلاقة مكنت من دفع المملكة السعودية للعمل بصدق لإحلال السلام.

وتحيل هذه الفرضية إلى تساؤل آخر: كيف يمكن التفكير في أن الرئيس الأمريكي سيتصرف بهذه القوة، في وقت يتعامل فيه مع العالم بطريقة مستسلمة؟ وعلى سبيل المثال، قدم ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدية ثمينة، خلال العام الماضي، حين أعلن عن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المتنازع عليها، دون أن يحصل على أي شيء في المقابل من الإسرائيليين.

اقرأ أيضًا:   عرض أمريكي لأنقرة.. «باتريوت» مقابل التخلي عن «إس 400» الروسية

وشدد الكاتب على أن الوقت قد حان الآن لإرسال الفاتورة إلى نتنياهو، ومطالبته بجهود إضافية لتحقيق حل الدولتين بشكل دائم.

ويضيف الكاتب أن ترامب، الذي قدم نفسه كمهندس لاتفاق السلام، مارس التملق والتقرب من السعوديين والإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول إمكانية السماح لهم بالذهاب دون دفع الثمن.

وفي حال لم يساهم هذان الطرفان المؤثران في السياسة في الشرق الأوسط في الدفع نحو السلام، فسيعتبر ترامب واحدا من أكبر المغفلين في التاريخ، بعد أن قدم كل شيء ولم يحصل على أي شيء في المقابل.

وفي الختام، اعتبر الكاتب أن موقف ترامب من دور ولي العهد السعودي في جريمة قتل جمال خاشقجي، إذا كان يمثل الكلمة الأخيرة له، أمر يعني أننا “أمام أمير تافه قام بالدهس بكعب حذائه على وجه رئيس الولايات المتحدة”.

عربي21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *