أنقرة تخوض “حربًا منخفضة الشدة” مع واشنطن
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نعيش “حربًا منخفضة الشدة” مع الولايات المتحدة. على الأصح تشن البنتاغون “حربًا منخفضة الشدة” غير معلنة ضد تركيا. تتواصل هذه الحرب في الداخل والخارج بأساليب مختلفة.
هذه الحالة تضع البلدين في مواجهة بعضهما البعض، وتؤدي إلى توتر العلاقات بينهما. هناك حقيقة يراها ويعترف بها الجميع الآن. تؤسس البنتاغون علنًا “جيشًا إرهابيًّا” ضد تركيا، وتسعى لتأسيس “دويلة” جديدة على حدودنا الجنوبية.
في كل مرة، تبين أن أصابع البنتاغون تقف وراء كل المحاولات الرامية لزعزعة الاستقرار الداخلي في تركيا.
ولأن أنقرة ترى هذه الحقيقة- أو التهديدات القادمة من الجانب الأمريكي- اتجهت إلى القضاء على التهديدات الموجهة إليها من الخارج، عن طريق إرسال قوات لها إلى سوريا.
أما في الداخل، فهي تواصل بكل زخم مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تشرف عليها البنتاغون.
في المرحلة الراهنة، أصبح شرق الفرات بؤرة “الحرب منخفضة الشدة”. أعلنت أنقرة أنها سوف تضرب الجيش الإرهابي الذي صرحت الولايات المتحدة أنه بمثابة “قوة برية” لها.
بدورها، أعلنت البنتاغون أنها ستضع “القوة البرية” تحت حمايتها من البر والجو، وأنها ستنشئ “أبراج مراقبة” على حدود تركيا لهذا الغرض.
أمس الأول، انعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان واستمر خمس ساعات. تطرق البيان الختامي للاجتماع إلى قرار إنشاء “أبراج المراقبة” الرامية إلى حماية تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، ووجه رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن تركيا “لن تغض الطرف عن أي أمر واقع”.
أكد بيان مجلس الأمن القومي التركي أن الوضع قبل التغيير الديموغرافي، الذي تسبب به التنظيم الإرهابي برعاية أمريكية، سيعود إلى حاله السابق، وشدد أن إعادة الحال إلى ما كان عليه ستكون الهدف المشروع لعملية تركية محتملة ضد شرق الفرات.
إصرار البنتاغون على التعاون مع وحدات الحماية حوّل شرق الفرات إلى ما يشبه “عقدة غورديون”. لكن أنقرة عازمة على حل هذه العقدة مهما كان ذلك صعبًا، ومهما كانت الكلفة.
لن تتراجع الولايات المتحدة عن مخططاتها إلا عندما ترى هذه العزيمة لدى أنقرة، وليس قبل ذلك.