شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

نهاية القهوة قادمة بسرعة لن تتوقعها.. فنجانك الصباحي سيصبح حكرًا على الأغنياء فقط.. ولهذا السبب أستراليا هي الأمل في إنقاذه

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

هل تتخيل عالماً بلا قهوة؟، عالم يصبح فيه الحصول على فنجانك الصباحي من هذا المشروب أمراً عسيراً أو امتيازاً مقصوراً على الأغنياء، إن هذا ليس مجرد خيالات، إذ أن نهاية القهوة قد تكون قريبة أكثر مما تصور، والأمل الأكبر في إنقاذها هو أستراليا.

فالتغير المناخي لن يؤدي فقط إلى حرائق متواصلة وجفاف وعواصف عاتية وارتفاع مستوى البحر في مناطق بعيدة تشاهد أخبارها في التلفاز، ولكن تأثير التغير المناخي، أقرب إليك مما تظن وسيصل إلى مشروبك الصباحي.

إذ أن تأثير التغيُّر المناخي سيطال حبوب البُن في العالم، والنتيجة أن نهاية القهوة قد تكون قريبة على الأقل كمشروب شعبي منتشر، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

نهاية القهوة قد تكون قريبة.. لن تصدق حجم الخطر الذي تواجهه زراعة البن

«أكثر من نصف أراضي العالم الصالحة لزراعة البُن ستُصبح غير ملائمة بسبب تغير المناخ»، حسب غريغ ميناهان، مدير الشراكة في منظمة بحوث البن العالمية ( World Coffee Research)، وهي منظمة غير ربحية.

يقول ميناهان: «يُتوقَّع أن يصل الطلب على القهوة إلى الضعف بحلول العام 2050، وما لم يُتَّخذ إجراءٌ ما، فإنَّ أكثر من نصف أراضي العالم الصالحة لزراعة البُن ستُصبح غير ملائمة بسبب تغير المناخ.

ويضيف قائلاً «دون أبحاثٍ وتطوير، ستكون صناعة القهوة بحلول عام 2050 بحاجةٍ لما يصل إلى 180 مليون مظروف إضافي من القهوة مقارنةً بما يُرجَّح أن يكون لدينا بالفعل في السنة نفسها».

وهذا قد يعني أن نهاية القهوة قد تكون قريبة كمشروب شائع، لأنها ستصبح غالية الثمن بسبب العجز في الإنتاج.

والأمل في إنقاذها قد يأتي من أستراليا

ولمعالجة ذلك، تجري المنظمة تجارب دولية متنوعة في مواقع متعددة.

قهوتك الصباحية قد تصبح شيئاً ثميناً/ISTOCK

إذ تختبر 35 نوعاً من القهوة على امتداد 23 دولة لقياس النتائج في ظل مختلف صور المناخ، بما في ذلك مناطق ليست معروفة عادةً بإنتاج القهوة، مثل أستراليا.

وسيختبر العلماء في جامعة ساوثرن كروس الأسترالية 20 صنفاً «مُقاوِماً للمناخ».

وهو ما قد يكون أهم إسهامات أستراليا في عالم القهوة منذ تقديمها مشروب قهوة «فلات وايت»، حسب وصف الصحيفة.

ويقول البروفيسور غراهام كينغ، رئيس قسم علوم النبات في الجامعة، إنَّه ستُزرع نحو 900 نبتةٍ في محطة أبحاث المحاصيل الاستوائية في أليستونفيل شمالي ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية في يناير/كانون الثاني الجاري.

ووفقاً لكلامه، من المتوقع أن يتلف التغيُّر المناخي أكبر مناطق زراعة البُن في العالم نتيجة الظروف المناخية القاسية، وزيادة معدلات الإصابة بآفات وأمراض المحاصيل.

اقرأ أيضًا:   شابة تركية تطرب الدجاج بالموسيقى فيزيد إنتاجه!

وما الذي يميز أستراليا عن بقية بلدان العالم التي تزرع البن؟

«يُرجَّح أن تصبح الكثير من المناطق الجبلية الاستوائية المُنتِجة للبُن في العالم غير ملائمةٍ لزراعة القهوة في ظل استمرار التغيُّر المناخي»، حسب البروفيسور غراهام كينغ.

ولكنه يقول «لدينا الآن في أستراليا ميزة عدم وجود آفات مثل صدأ أوراق القهوة أو سوسة الكرز، أو أيٍ من الآفات أو الأمراض الخطيرة. هذا أمرٌ فريد للغاية مقارنةً بأغلب مناطق الإنتاج في العالم».

وبدأ تأثير التغير المناخي يُصبح ملموساً بالفعل في عدد من مناطق العالم المشهورة بزراعة البن.

وبالفعل، ها هي مزارع البن تتهاوى في كثير من المناطق جراء التغير المناخي

فكما ورد تفصيلاً في تقرير يعود لعام 2016 صادر عن مؤسسة Fairtrade الأسترالية، ضربت موجةٌ من آفة صدأ أوراق القهوة أميركا الوسطى عام 2012.

وحدث ذلك، بعد ارتفاعٍ غير مسبوقٍ لدرجات الحرارة والأمطار الهاطلة على المرتفعات، ما تسبَّب في خسائر بنحو 500 مليون دولارٍ في المحاصيل وتعطُّل نحو 350 ألف عامل.

وأدت مواسم الجفاف والعواصف المتكررة إلى تخلّي مزارعي كوستاريكا عن محصول القهوة واتجاههم لزراعة البرتقال.

والآفات تهاجم القهوة في إفريقيا وآسيا

وخارج أمريكا اللاتينية، عُثِر على آفة سوس الكرز -الذي لم يكن يظهر عادةً إلا على ارتفاع 1500 مترٍ فوق مستوى سطح البحر كحدٍ أقصى- على ارتفاعاتٍ فوق ذلك الحد.

والسبب في ذلك هو تزايد الحرارة وارتفاع مستويات الأمطار في غير أوانها في المناطق الزراعية من تنزانيا إلى إندونيسيا.

وفي مزارع جبل كليمنغارو بتنزانيا، عُثِر الآن على خنافس على ارتفاعاتٍ تزيد بنحو 300 مترٍ عن المستوى الذي كانت توجد عليه في القرن الماضي.

إي أن نهاية القهوة قد تكون قريبة في مناطق زراعتها التقليدية، ويجب أن يكون هنا مناطق بديلة كما يراهن الأستراليون.

ولكن أستراليا خالية من مثل هذه الآفات، ولكن طريقها ليس مفروشاً بالورود

ويقول كينغ إنَّ أستراليا ليست فقط خاليةً من تلك الآفات، بل إنَّ التغيُّر المناخي قد يفتح كذلك مزيداً من المناطق في أستراليا أمام زراعة البُن بسبب انخفاض أضرار الصقيع في فصل الشتاء.

ويُحذر كينغ من أنَّ التجربة ستحتاج على الأقل لخمس سنواتٍ كي تؤتي ثمارها، لكنَّ التمويل الممنوح لهم من منظمة AgriFutures الأسترالية التي بدورها تمولها الحكومة الفيدرالية الأسترالية سينتهي في مايو/أيار القادم.

اقرأ أيضًا:   مفاجأة من العيار الثقيل.. المرشحون الـ3 للكرة الذهبية (شاهد)

وقال إنَّ المنظمة قدَّمت «مشاركةً ضعيفةً للغاية» بهذا الصدد.

وقال دنكان فاركوهار، مدير تطوير الأعمال في منظمة AgriFutures إنَّ قطاع القهوة كان يحصل على تمويلٍ لتطوير أصناف جديدة منذ عام 2014.

وأضاف أنَّ «صناعات ناشئة، من بينها صناعة القهوة» دُعِيَت للمنافسة على جولة جديدة من التمويل.

فمازال أمام صناعة القهوة الأسترالية كثير من التحديات

وتُشير بيانات المنظمة إلى أنَّ إنتاج القهوة محلياً في أستراليا ما يزال أمامه طريقٌ طويلةٌ يخوضها قبل أن يفي بمتطلبات السوق المحلية.

وفي عامي 2011 و2012، أنتج أقل من 50 مُنتِجاً أسترالياً نحو 1000 طنٍ من حبوب البُن الأخضر الجاف، فيما جرى استيراد نحو 67 ألف طنٍ من الخارج.

ويقول خبراء المنظمة إنَّ البُن الأسترالي أقل في محتوى الكافيين بُنحو 10 إلى 15% من أغلب البُن المستورد؛ لأنَّه ينمو في بيئةٍ منخفضة الضغط.

وينتج نبات البُن الكافيين كوسيلةٍ دفاعيةٍ ضد التهديدات التي تُسبِّبها الآفات والأمراض.

كما ستتضرر بعض المناطق الأسترالية من ارتفاع الحرارة

يقول دايفيد بيزلي، المهندس الزراعي وخبير صناعة القهوة، إنَّ ارتفاع درجات الحرارة قد يضر بزراعة القهوة في شمال ولاية كوينزلاند بشمال شرق أستراليا».

لكنَّه متفق على أنَّ هذا الأمر قد يكون مفيداً في مزارع البُن الواقعة في مناطق شبه استوائية، حسب قوله.

غير أنه يُحذِّر من أنَّ التغيُّر المناخي قد يجعل المزارع الأسترالية أكثر عُرضةً للآفات والأمراض، وأنَّ ظروف الطقس المتطرفة ستُشكِّل تحدياً.

فالمزارعون الأستراليون يحتاجون إلى سلالات أقوى

في الواقع قد يجد المزارعون الأستراليون، في حال عدم الحصول على سلالاتٍ أقوى من البن، أنَّ التغيُّر المناخي يجلب لهم تحدياتٍ أكثر مما يجلب من فوائد.

وتقول زيتا غريلي، مُزارِعة البُن الأسترالية، إنَّ الظروف باتت أصعب على نحوٍ متزايد منذ أنشأت مزرعتها المسماة «Zeta’s Coffee» (بُن زيتا) على حدود ولاية نيوساوث ويلز وولاية كوينزلاند عام 1994.

وتقول: «في الماضي، كانت لدينا ظروفٌ مذهلة، ومناخٌ محليٌ رائع بالنسبة للقهوة، فكان الجو يبدو على مدار العام شبيهاً بأجواء الغابات المطيرة، لكنَّه مختلفٌ الآن.

كان التغيُّر تدريجياً، ففي حين كنا نشهد في السابق هطول نحو مترين من مياه الأمطار، لم نشهد طوال عام 2018 ما يزيد على مترٍ منها.

حتى أن بعضهم لم يحصد أي محصول على الإطلاق في 2018

في الواقع لم نحصل على محصول هذه المرة، فكان لدينا ثمار ناضجة أكثر من اللازم، وثمار خضراء تماماً، بالإضافة إلى زهورٍ على الأشجار، وهو ما لم نكن نريده. لذا قررنا تقليم الأشجار وإعدادها للسنة التالية».

اقرأ أيضًا:   سرّ روسيا المميت.. مدينة أخفى السوفيت سكّانها ومنعوا زيارتها، هكذا يعيش "منقذو العالم" في أرضهم المدفونة

لقد قلَّ المحصول ليصل إلى 19 كيلوغراماً مقارنةً بالسنوات المثالية التي يصل المحصول فيها إلى طن.

وتأمل غريلي أن تقود التجربة إلى التوصل لأنواع جديدة يمكنها أن تُثمر في معدل تساقط أمطارٍ منخفضٍ.

والأمر يحتاج من أصحاب الأراضي إلى أن يتخلوا عن القليل من السنتات

وتُشجِّع منظمة بحوث البن العالمية المُصنِّعين على تقديم ما بوسعهم لحماية مستقبل المحصول عالمياً عن طريق المساهمة في برنامج «الاقتطاع» الذي أطلقته.

تأثير المناخ على زراعة البن لن يؤثر على قهوتك فقط بل على ملايين المزارعين والعمال أيضاَ/ISTOCK

ويُشجع هذا المشروع أصحاب ماكينات تحميص القهوة على التبرع بنحو 20 سنتاً لكل كيلوغرام من القهوة الخضراء التي يشترونها من الموردين المشاركين، من أجل المساعدة في تمويل المبادرات الشبيهة بالتجربة العالمية.

وتشمل قائمة الداعمين للمبادرة ويندي دي يونغ، رئيسة قسم القهوة في شركة Single O، والتي ستصبح أول شركة لتحميص القهوة تستورد حاويةً كاملةً من القهوة «الصديقة للمستقبل» إلى أستراليا.

وتقول: «نُطالب المحامص والمُورِّدين في أستراليا بأداء دورهم لتمويل الأبحاث الحيوية والتطوير المطلوب للقهوة وللمزارعين على حدٍ سواء عن طريق الانضمام لبرنامج الاقتطاع الذي أطلقته منظمة بحوث البن العالمية».

والقهوة البرية مهددة بالانقراض، وهو أمر لو تعلمون خطير

وترحب مولي هاريس أولسون، المديرة التنفيذية لمنظمة FairTrade الأسترالية، بالأبحاث في مجال الأصناف الأقوى للقهوة.

وحذرت من أنَّ القهوة البرية قد تنقرض بحلول عام 2080، وهي التي تُعَد أساساً حيوياً للتنوع الجيني الرامي لتطوير أصنافٍ جديدة.

وتُشير إلى أنَّ توسعة مساحات زراعة البُن في أستراليا لن توقف تأثير التغيُّر المناخي على مزارعي القهوة في البلدان الأخرى.

فمستقبل فنجانك المحبب على المحك ومعه حياة ملايين المزارعين والعمال

وتقول: «ترتبط مواسم الجفاف الأكثر تواتراً وشدة بإحساسٍ عميقٍ ومزعجٍ بالفشل، والخسارة، وقلة الحيلة، والقلق الشديد، والتوتر، وارتفاع معدلات الانتحار بين المزارعين».

ودعت مستهلكي القهوة إلى التثقُّف في ما يتعلّق بالتحديات التي يواجهها المزارعون، والبحث عن العلامات التجارية المحايدة كربونياً وتساعد المنتجين على التكيُّف مع التغيُّر المناخي.

كما حثَّت رجال الأعمال والحكومات على السعي لإقامة اقتصاداتٍ محايدةٍ كربونياً.

وتابعت قائلة: «من المهم أن نتحرك جميعاً الآن؛ لأنَّ مستقبل القهوة، التي هي أحد أحب السلع في العالم، على المحك وكذلك معيشة وسعادة ملايين مزارعي القهوة والعاملين بها وعائلاتهم».

 

عربي بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *