قمة أردوغان- بوتين ستحل عقدة شرق الفرات
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يعد يخفى على أحد أن هناك نزاع خطير بين أنقرة وواشنطن في سوريا. الأمر بالنسبة لتركيا مسألة وجود، أما الولايات المتحدة فتمارس سياسة دموية وتسعى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. تريد وزارة الدفاع الأمريكية زعزعة الاستقرار في تركيا أيضًا بعد العراق وسوريا.
يتعقد النزاع بين البلدين اليوم في شمال سوريا. حققت تركيا تقدمًا هامَّا عندما شلّت تنظيم غولن مشروع الولايات المتحدة في 15 يوليو، وأتبعت ذلك بدخول سوريا عبر عملية درع الفرات.
نجحت أنقرة من خلال حملتيها بعفرين وإدلب، في إحباط مخططات الولايات المتحدة الرامية لإنشاء حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية. وفي المقابل تسعى واشنطن لمنع تركيا من التحرك ضد شرق الفرات عبر وقف تقدمها نحو منبج.
اتخذ ترامب قرار الانسحاب من سوريا عقب محادثة هاتفية مع أردوغان في 14 ديسمبر الماضي، وبذلك مهد الطرق أمام تصفية وحدات حماية الشعب.
لكن القرار قُوبل بمعارضة شاملة من جانب البنتاغون، لتتشكل في هذه النقطة تمامًا “العقدة” بين تركيا والولايات المتحدة.
يبدو أن البنتاغون ميّعت قرار ترامب حتى الآن. قدمت الولايات المتحدة إلى تركيا “بروتوكول انسحاب” مكون من 5 مواد، يضمن سلامة وحدات حماية الشعب.
بدورها، ردّت أنقرة ببروتوكول من 5 مواد أيضًا، تخطط من خلاله لدخول سوريا إلى عمق 30 كم لتضييق نطاق التحرك أمام تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، وقطع الماء والهواء عنه مع مرور الوقت.
تتواصل المفاوضات بين البلدين على مستوى رئيسي هيئتي الأركان خلال المرحلة الحالية. تنوي أنقرة التقدم عبر القنوات الدبلوماسية، لأن شريحة مهمة في الولايات المتحدة، وعلى رأسها ترامب، بدأت تتفهم مخاوف تركيا الأمنية،, وهو ما تقتضيه مصالحها نوعًا ما.
قبل أيام قال السيناتور ليندسي غراهام، خلال زيارته أنقرة، إن المنطقة الآمنة ستُنشأ من أجل ضمان أمن تركيا، ليلمح بذلك إلى تقدم ملموس حققته أنقرة ميدانيًّا. فالبنتاغون تريد المنطقة الآمنة من أجل سلامة وحدات حماية الشعب، وتمارس ضغوطًا كبيرة على ترامب في هذا الخصوص.
ستواصل تركيا المفاوضات مع الولايات المتحدة طالما حققت نتائج عبر الطرق الدبلوماسية، ومن الواضح أن أنقرة تتصرف بمرونة في هذا الخصوص.
إذا فرضت البنتاغون كلمتها وسخّرت المنطقة الآمنة لحماية وحدات حماية الشعب، عندها ستلجأ تركيا إلى سياسة “لي الذراع”. واجتماع أردوغان مع بوتين اليوم هام جدًّا في هذا السياق.
إذا لم تتوصل الولايات المتحدة لتفاهم مع تركيا، فإن أنقرة مستعدة لحل هذه العقدة بالتفاهم مع روسيا. وهذا هو السبب في مجيء السيناتور غراهام إلى تركيا على عجل قبل زيارة أردوغان إلى روسيا، وتقديمه ضمانات لأنقرة.
إذن، الخيارات كثيرة أمام أنقرة، وموقفها قوي للغاية في الحقيقة.