شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

من يهربون من “المسؤولية التاريخية” هل تركتكم تركيا وحدها؟ نحن أمام حملة جديدة من أجل إقحام الإسلام في حرب مع كل الحضارات

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

نشعر أحيانًا بصعوبة في تحمل المسؤولية التاريخية والجغرافية، فتكون المسؤولية التي يحمّلها الدين والوطن والحضارة والهوية على أعتاق أمة ما ثقيلة للغاية.

فأحيانًا يحيينا هذا الحمل وقوينا ويعزز قدراتنا، وأحيانًا يسحقنا ويجعلنا نواجه الفناء لدرجة تجعلنا على وشك الخروج من قطار التاريخ بالكلية. لكنّنا نعود لنرتقي بعد كلّ انحدار، فنستجمع القوى ونتمسك بطموحاتنا وننهض دائمًا بفضل قوة هذه الطموحات.

نتعرّض لاختبارات في غاية الصعوبة، فيخرج منا أبطال عظماء يخوضون صراعات كبيرة.

نخضع لامتحانات صعبة جدًّا، فندفع الثمن غاليًا. تكون لنا طموحات ودعاوى وتصفية حسابات كبرى، كما نخوض صراعات كبرى، لكننا لا نخشى أن نخوضها، فنحن لا نحب الابتعاد، ولا نعرف أبدًا أن نقول “مالنا ومال كذا”.

يخرج من بيننا ونحن نسير في هذا الطريق أبطال وقادة عظماء، فيقدم المجتمع الذي يحملهم على أكتافه تضحيات تدمع الأعين. فيسير أولئك الأبطال والقادة ومن حولهم والشعب الذي يمنحهم القوة والحماس في طريق مصير إلهي. إنهم مدركون كل شيء، فلا يستكينون أو يستسلمون.

لسنا من يحدد مصيرنا، فالكفاح هو مصيرنا!

إنّ هذه الأشياء ليست من النوع الذي نحدده نحن في معظم الأحيان، بل إنها أقدار لا نستطيع التنصل منها. ولهذا الغرض نستجمع قوانا ونحصرها في هذا المجال، فنحاول أن نقف على أقدامنا ونسعى لإنهاض المنطقة وكل من تجمعنا به علاقات طيبة معنا.

إنّ الجغرافيا والجينات السياسية والذاكرة التاريخية تحدّد لنا مهمة ومسؤولية من جيل إلى جيل. فهذا هو عقلنا السياسي والطريق الذي نسير فيه، هذا هو كياننا وإدراكنا، هذا هو تاريخنا وهويتنا الثقافية، هذا هو انتماؤنا الإقليمي.

اقرأ أيضًا:   .صورة البابا بعد الكرة: الاحترام الخانع! تابعون لكم. ابن زايد وبن سلمان: وضع المنطقة قيد الرهن. العرب سيفوّتون فرصة القرن الحادي والعشرين. تصفية الحسابات مع "الاحتلال الداخلي" ضرورة

هذا إرث الألفية الأخيرة، وليس هناك من سيدعمه غيرنا

لقد أخذت هذه الأمة الدولة مسؤولية كهذه على عاتقها بعد مائة عام. فهذا القدر وجد طريقه إلينا من جديد، كما عاد ذلك الطموح والمسؤولية والجينات السياسية ليحط أمامنا مرة أخرى.

ننظر إلى العالم والمنطقة والهجمات التي تستهدف بلدنا لنرى أنه ليس أمامنا خيار لنهرب من هذا المصير. كما أننا نرى أنّ كلّ ما اعتززنا به على مدار قرون في الشرق والغرب والجنوب يتحول إلى قدر بالنسبة لنا في صورة هوية ومسؤولية.

إنّ تركيا تكافح في سبيل هذه المسؤولية المجيدة. فهي تقف في المكان ذاته على أراضيها وفي منطقتها وفي كلّ مكان في العالم، فتتحدث من المكان ذاته وتنظر إلى كلّ ما يحدث من خلاله. ليس هناك أحد سوانا في منطقتنا يستطيع تحمل مسؤولية إرث الألفية الأخيرة. فلم يكن هناك أحد يفعل هذا على مدار الألف سنة الأخيرة، ولن يكون كذلك مستقبلًا.

“حدود الإسلام الدامية” والمحتلون الداخليون…

وهذا هو بالتحديد سبب الهجمات التي نواجهها داخل تركيا منذ 15 عامًا، ومفترق الطرق وتصفية الحسابات التي نعيشها مع الغرب كلما زادت قوتنا، و”الأجانب” التي يضعونهم في مواجهتنا في منطقتنا كلما استعدنا وعينا، وإعادة تنظيم صفوف “المحتلين الداخليين” بصيغ جديدة كلما زاد وعينا.

كانوا يقولون في القرن العشرين “حدود الإسلام الدامية”، وتلك الحدود كانت كشمير وفلسطين وتركستان الشرقية وشرق أفريقيا والعديد من ساحات الصراع الأخرى؛ إذ كانت الحدود الخارجية للعالم الإسلامي محاطة بالكثير من الصراعات.

قالوا “سننقل الحرب إلى قلب العالم الإسلامي الذي سيتصارع فيما بينه”. وهو ما نجحوا فيه بنسبة كبيرة، فجرّوا المسلمين من خلال الاحتلالات والهجمات الخارجية إلى الصراعات العرقية والمذهبية والاقتتال على السلطة الذي رسموا ملامحه بمنتهى الدقة.

اقرأ أيضًا:   هذا إعلان حرب ضد تركيا. نحذركم يا عرب. أوقفوا وليي العهد هذين! أسقطوا محمد بن سلمان! افهموا أن الفخ نصب لكم!

تطبيق فكرة “إشعال فتيل الصراع بين الإسلام وكلّ الحضارات”

واليوم يجربون شيئًا آخر؛ إذ يحاولون حصار الإسلام والعالم الإسلامي بجدار من الأعداء، كما يجبرون المسلمين على الدخول في صراعات مع كل الحضارات الأخرى.

إنهم ينشرون حرب الغرب المستمرة منذ مئات السنين في مختلف بقاع العالم، ينشرون حسابات كيان إسرائيل في العالم بأسره، كما أنهم يحضرون البوذيين والهندوس ضد المسلمين والإسلام.

وبعد أن نفذوا فكرة “إشعال فتيل الحرب بين المسلمين”، فها هم يجربون خطة “إشعال فتيل الصراع بين الإسلام وسائر الحضارات الأخرى”. فهذه عملية حصار لنا من الشرق والغرب والجنوب، كما أنه مخطط لرسم صورة “عدو مشترك” في عقول كل البشر.

تركيا هي القوة الوحيدة الصامدة في عالم كهذا!

إننا نواجه تهديد كبير للغاية، فهم يبنون جدرانا ضخمة حولنا بشكل تدريجي. يتقدمون خطوة بخطوة نحو إعلان المسلمين تهديدا عالميا وتحويلهم إلى مشكلة مشتركة للبشرية.

ولو استمر الأمر على هذا النحو فإنهم سيشكلون مساحات صراع خطيرة بين المسلمين والهند والصين. وحينها ستزيد بطبيعة الحال شدة الهجمات الغربية على العالم الإسلامي بوجه عام وتركيا بوجه خاص.

إن تركيا هي الدولة الوحيدة الصامدة والقادرة على استجماع قوتها وإظهار مقاومة استثنائية وتحديد وجهتها في ظل عالم كهذا. فهذه هي المسؤولية التي يحملنا إياها التاريخ والجغرافيا. وهذا هو الشيء الذي نسميه الكفاح العظيم وتصفية الحسابات التاريخية. وهذا هو المصير الذي لن نجد منه مفرا أبدا.

من هربوا من المسؤولية التاريخية ومن تخلوا عن هذه الدولة..

اقرأ أيضًا:   هل حانت نهاية الديمقراطية؟ أزمة الديمقراطية في أمريكا وأوروبا!

وإذا كان الأمر كذلك، فلا عجب من وجود من يريد التنصل من المسؤولية التاريخية والجغرافية وهذه الجينات السياسية، من يتعب من الكفاح ويشعرون بصعوبة بسببه ولا يرغبون في دفع ثمنه. لكن الذي ليس طبيعيا في هذا الأمر هو أن يحاول هؤلاء إخفاء هذه الأمور تحت أقنعة مزيفة وأجندات مختلفة وإقدامهم على حسابات أخرى. فهذا عمى سياسي مثير للتعجب. الهرب من كفاح مستمر منذ مئات السنين والتخلي عن تركيا وتركها بمفردها.

إن الإعراض عن كفاح القرن من خلال حساب مصالح وسلطة تافهة وأوساط ضيقة وغضب وسخط وجملة من الشكاوى، بل ومعارضته سرا وفتح الباب أمام العمليات “الداخلية” المستترة؛ لهو خطأ مثير للدهشة، عجز عن فهم تركيا والمنطقة والعالم اليوم. بيد أنه بالنسبة للبعض يعتبر بمثابة خيانة مقصودة.

هذا هو أكبر كفاح ودعوى مستمر منذ قرون..

إن رواد هذا البلد وأبطاله وأصحاب الوعي والزعامة من أبنائه والأبطال السريين الذين انتشروا في كل بقعة حتى أقاصي هذا الوطن يمتلكون هذه الزعامة والفراسة وسيواصلون السير في هذا الطريق. ستستمر مسيرتهم في هذا الطريق وستتواصل مقاومة تركيا ولن تعرض أمتنا وهويتنا السياسية أبدا عن هذا المصير والمسؤولية التي حملها إياها التاريخ والجغرافيا والهوية.

هذا هو أكبر كفاح ودعوى مستمر منذ قرون، ولن يستطيع أحد مطلقا أن يخفي هذه الحقيقة من خلال عبارات أو حجج أو أدوار بريئة أخرى.

أدعو الجميع لينظروا إلى حيث يقفون، ليراجعوا الدعوى التي يمثلونها، ولينظروا إلى أي مدى يدعم هذا الوطن تركيا.

إبراهيم قراغول – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *