شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

شقيق حاكم الإمارات يملك مئات اللوحات الفنية على متن يخته وذوو الثراء الفاحش يكافحون لحماية تحفهم

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تختلف المخاطر التي يخافها مُلَّاك اليخوت العملاقة الفارهة عن تلك التي يهابها البحَّارة في أعالي البحار، إذ يخشون تطاير إحدى سدادات زجاجات الخمر نحو لوحةٍ لبيكاسو على متن يخوتهم، أو وصول بقع حليب الكورن فليكس إلى إحدى لوحات جان باسكيات، وذلك لأنَّ ذوي الثراء الفاحش يملأون يخوتهم بالعديد من التحف الفنية، لدرجة أنَّ المحافظين منهم يُعلِّمون قادة اليخوت وطواقمها كيفية الاعتناء بالفن مثل تدليل الرُّكَّاب.

وبالفعل بدأت باندورا مازر ليز، وهي مؤرخة فنية مُحافظة تخرَّجت في جامعة أوكسفورد حسب صحيفة The Guardian البريطانية في إعطاء دروس في كيفية الاعتناء باللوحات الفنية، بعدما طلب منها أحد المليارديرات المساعدة في إصلاح لوحةٍ للفنان جان باسكيات تلطَّخت ببقع حليب حبوب الفطور. وقالت باندورا: «لقد سكب أطفاله الحليب عليها في أثناء تناول الإفطار على يخته، لأنهم اعتقدوا أنَّها مخيفة. وقد زاد أفراد الطاقم الطين بلَّةً حين مسحوا البقع من اللوحة».

وامتنعت باندورا عن ذكر اسم المالك أو تحديد اسم اللوحة، لكنَّ إحدى لوحات باسكيات تُظهِر وجهاً مخبولاً على شكل جمجمة، بيعت في أحد المزادات في الولايات المتحدة مقابل مبلغ قياسي بلغ 110.5 مليون دولار في عام 2017.

وقالت باندورا لصحيفة The Guardian البريطانية في مؤتمرٍ حول اليخوت العملاقة الفارهة، عُقِد في لندن الأسبوع الماضي، إنَّ أفراد الطاقم «ظنوا أنَّها مجرد لوحة فنية، ولم يكن لديهم أي فكرة عن أنَّ قيمتها تبلغ ملايين كثيرة. فوظيفتهم المتوقعة هي خدمة مُلَّاك اليخت في البحر، وليس معرفة اللوحات والفن. ولكن الآن بعدما تزايد التحف الفنية التي يضعها الأثرياء على متن يخوتهم، صار من المهم أن يعرف قادة اليخوت وأفراد طواقمها كيفية العناية بهذه التحف».

اقرأ أيضًا:   كاتب إسرائيلي: افتتاح مطار إسطنبول الجديد خبر سيئ للإمارات

يخوت تضم أعمالاً فنية أفضل من بعض المتاحف الوطنية

وذكرت باندورا أنَّ هناك يخوتاً عملاقة تحتوي على «مجموعات فنية أفضل من بعض المتاحف الوطنية»، قائلة إنَّ أحد اليخوت يضم أكثر من 800 قطعة فنية تزيد قيمتها على ضعف قيمة اليخت نفسه. وأضافت أمام نحو 100 شخصٍ حضروا مؤتمر Superyacht Investor الذي عُقِد في فندق Landmark: «من الواضح أنَّ [مالكيه] يريدون إظهار مجموعتهم الفنية حين يأتي الضيوف على متنه… فهي تعد بمثابة إحدى وسائل كسر الحواجز النفسية، وتُبيِّن ذوقهم. لكنَّ اليخوت ليست صالات عرض فنية، وعندما تُصاب التحف الفنية بضررٍ، فمن الواضح أنَّ ذلك يُمثِّل عبئاً كبيراً مُحزِناً على كاهل أفراد الطاقم، ويجعل أصحاب اليخت تعساء للغاية».

ولا شك أنَّ التعقُّل مطلوبٌ في عالم الفن وعالم اليخوت العملاقة، لكنَّ باندورا قالت إنَّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان -مالك نادي مانشستر سيتي ونائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة- لديه عدة مئات من التحف الفنية على متن يخته العملاق الفاخر الذي يحمل اسم توباز، وتبلغ قيمته نحو 460 مليون يورو.

وهناك أيضاً يخت «أفيفيا» الذي تبلغ قيمته نحو 260 مليون دولار وتعود ملكيته إلى جو لويس، والذي اكتشف فيه أحد المراسلين -الذي نظر عبر نوافذه حين كان يرسو على نهر التِمز في العام الماضي- لوحة ثلاثية الأقسام للرسَّام فرانسيس بيكون مُعلَّقة في إطارات ذهبية في السطح السفلي لليخت. جديرٌ بالذكر أنَّ هذه اللوحة، التي كانت تدور حول موت جورج داير حبيب بيكون، كانت معروضةً في معرض All Too Human: Bacon, Freud and a Century of Painting Life الذي أقيم في متحف Tate Britain الصيف الماضي.

اقرأ أيضًا:   السعودية هددت قطر عسكريا...والدوحة ترد بقوة وتحسم أمرها

يُذكَر أنَّ لويس المولود في بريطانيا، الذي لديه ثروة تقدر بنحو 5.1 مليار دولار، يمتلك غالبية الأسهم في نادي توتنهام لكرة القدم ويعيش في جزر البهاما التي لا يُفرَض فيها ضرائب على الدخل، ولديه مجموعةٌ فنية يصفها بأنَّها «إحدى أكبر المجموعات الفنية الخاصة في العالم». وهي تشمل لوحاتٍ رسمها ديغا وفرويد وكليمت وموديلياني وماتيس وبيكاسو، ومنحوتات من صُنع مور وديغا ودي موديكا. ومن غير المعروف أيٌّ من تلك التحف الفنية يحتفظ بها على يخته.

لا دروس توعية بالفن وكيفية التعامل مع التحف

وذكرت باندورا أنَّها لاحظت احتياجاً غير مُلبَّى يتمثَّل في عدم وجود دروس توعية بالفن وكيفية التعامل مع التحف الفنية في أثناء التجول في معرض موناكو لليخوت، حيث تُعرَض أكبر اليخوت الفارهة في العالم في شهر سبتمبر/أيلول من كل عام. وقالت: «كنت أتجول ورأيت أحاديث حول كل شيء، مثل دروس الاعتناء بالزهور وتذوق النبيذ، لكن لم يكن هناك أحدٌ يفكر في الفن ومساعدة أصحاب اليخوت في العناية بمجموعاتهم الفنية».

تهدف الدورة التدريبية التي تُدرِّسها باندورا وتبلغ قيمتها نحو 340 دولاراً في اليوم إلى منح طاقم عمل اليخوت فهماً يضاهي فهم «جامعي الأعمال الفنية وتوعيتهم بالقيمة الجوهرية للتحف الموجودة على متن اليخوت»، بالإضافة إلى معرفة «الأماكن التي ينبغي أن يذهبوا إليها للحصول على مساعدة متخصصة في حالات الطوارئ».

وكذلك تنصح هيلين روبرتسون، الأمينة في المتحف البحري الوطني بغرينتش، الأثرياء بالعناية بالأعمال الفنية على متن اليخوت. إذ قالت: «كنت أعمل مضيفة رئيسية في اليخوت العملاقة الفاخرة، لذا رأيت بعض المشكلات مباشرة. لقد عملت على يخت يضم أعمالاً فنية بقيمة 450 مليون دولار على متنه».

اقرأ أيضًا:   الرئيس الموريتاني: لن أعدل الدستور من أجل ولاية ثالثة

وأضافت: «يسألني بعض الناس دائماً متعجبين: «لماذا تضعون الأعمال الفنية على اليخوت؟». لكنَّ اليخوت قابلةٌ للسيطرة إلى حدٍّ كبير. إذ يمكن أن تتفوق أنظمتها المتعلقة بضبط درجات الحرارة والرطوبة على تلك الأنظمة الموجودة في صالات العرض».

أهم شيء هو الحرص على أنَّ جميع أفراد الطاقم على درايةٍ بقيمة القطع الفنية.

وتحدثت هيلين عن أن أحد الأطقم كسر مصباحاً قيمته 98 ألف دولار. وقالت: «لقد كانت نهاية مدة تأجير اليخت بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وكان الجميع متعباً قليلاً. وقرر الطاقم نقل الوسائد على غرار كرة الرغبي من سطح السفينة إلى الصالون، فاصطدمت إحداها بالمصباح».

وفي حادثة أخرى، أقام طاقم أحد اليخوت العملاقة الفارهة حفلةً مرتجلة في مسكن المالك باليخت، فتطايرت إحدى سدادات زجاجات الخمر واصطدمت بلوحةٍ زيتية تبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات.

قال تيلمان كريسل، وهو مؤسس شركة متخصصة في الاستشارات الفنية، في المؤتمر إنَّ أحد العملاء سأل عن كيفية عرض لوحةٍ للرسام روثكو كانت طويلة جداً، لدرجة لا تُناسب صالون اليخت الكبير. وأضاف: «أدرنا اللوحة بزاوية قدرها 90 درجة. ربما كان الفنان يتقلَّب غضباً في قبره، لكننا أخذنا نفساً عميقاً، وقلنا: (إنها رسمتك، فافعل ما تشاء)».

وهناك عميلٌ آخر من عملاء كريسل كانت لديه لوحةٌ للفنان الياباني المُعاصر تاكاشي موراكامي أراد عرضها في «نادي الشاطئ» -وهو الجزء الخلفي من اليخوت العملاقة الفارهة الذي غالباً ما يركب المالكون من خلاله الدرَّاجات المائية والألعاب المائية الأخرى- لكنَّ حجمها لم يكن مناسباً أيضاً، وقال كريسل: «في النهاية، قطعنا منها جزءاً كي يكون حجمها مناسباً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *