مسؤول إسرائيلي واستخباراتي سابق يدعو إلى التصدي للنفوذ التركي المتزايد في القدس
قال الباحث الإسرائيلي، ديفيد كورين، مستشار رئيس بلدية القدس للشؤون العربية ورئيس الطاقم المقدسي للتطوير الاستراتيجي في البلدية، إن التأثير والنفوذ التركي في ازدياد مستمر ومكثف في القدس، داعياً للتصدي لها.
جاء ذلك في دراسة بحثية نشرها معهد القدس للأبحاث الإستراتيجية، تناول فيها تأثيرات جهات فلسطينية وإسلامية في القدس، وفقاً لما نقله موقع “عربي 21”.
كورين، المحاضر في دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار-إيلان، يشغل في الوقت نفسه رئيس قسم الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وكان ضابطاً سابقاً بجهاز الاستخبارات العسكرية.
وأضاف الباحث الإسرائيلي في شؤون القدس، إن “جهات عربية وإسلامية ودولية تعمل شرق المدينة المقدسة بصورة تشكل تحديا للجهود الإسرائيلي لفرض السيادة عليها، وهذه التحركات تشمل أنشطة سرية وعلنية، بعضها قانوني وغيرها ليس قانونيا، ما يتطلب من إسرائيل العمل للحد من هذه التدخلات الخارجية في شؤون المدينة، رغم وجود قوانين إسرائيلية تحظر على السلطة الفلسطينية ممارسة أي أنشطة سيادية فيها”.
وأضاف أن “هذه الأنشطة الأجنبية في القدس تشمل فعاليات: دبلوماسية وثقافية وبنى تحتية وتعليمية، وبعضها ينطلق من اعتبارات قومية فلسطينية أو إسلامية، ما يتطلب التعرف على دوافعها وتأثيرها على الواقع المقدسي، والتحديات التي تشكلها أمام إسرائيل، وفحص البدائل الماثلة أمام هذا التحدي، وطرق العمل والتوصيات اللازمة”.
وأوضح كورين أن “هناك مصلحة إستراتيجية إسرائيلية في تقليص الأنشطة الأجنبية، ووضع البدائل الإسرائيلية لمواجهتها، مع أنه يمكن تقسيم هذه الجهات الأجنبية إلى ثلاثة أقسام: فلسطينية وإسلامية ودولية”.
وأشار إلى أن “نشاط الدول الإسلامية في القدس يتركز في دولتين أساسيتين هما تركيا والأردن، وتديران تنافسا واضحا بينهما على التأثير في الحرم القدسي ومحيطه، فالأردن يتمتع بنفوذ رسمي متفق عليه وفق اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1994، كما أن الوقف الإسلامي بالقدس تابع للإشراف الأردني، لكن الرأي العام المقدسي يرى تراجع التأثير الأردني رويدا رويدا مع مرور الوقت”.
وأضاف أن “هناك زيادة متراكمة في التأثير التركي بالقدس التي تنظم فعالياتها وفق منطلقات إسلامية معادية لإسرائيل بتوصيات من الرئيس أردوغان الذي ينظر إليه المقدسيون على أنه آخر الحكام المسلمين الأقوياء”.
يُشار إلى أن شركات السياحة التركية، وضعت مؤخراً القدس ضمن قائمة أبرز الوجهات الدينية لديها، فيما قامت بعض الشركات الأخرى بضم القدس إلى مسار رحلة الحج والعمرة، وذلك في أعقاب دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مواطني بلاده إلى زيارة القدس.