شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

جنرال سابق يطمح إلى رئاسة الجزائر.. «علي غديري» مرشح حر أم مرشح مخابرات؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

لن يكون سباق الترشح لـ الانتخابات الرئاسيّة الجزائرية سهلاً، في ظل وجود أسماء ثقيلة في الساحة السياسيّة، على رأسها اللواء المتقاعد علي غديري.

الذي عمل ما يقارب 42 عاماً في صفوف المؤسسة العسكرية، 15 عاماً منها قضاها مديراً مركزياً للموارد البشرية التابعة للجيش.

ما الذي دفع اللواء المتقاعد علي غديري للترشح لـ الانتخابات الرئاسيّة الجزائرية؟

يعد غديري من أبرز الأسماء التي لفتت الانتباه في قائمة المرشحين في الانتخابات الرئاسية الجزائرية.

وجذبت تصريحات الجنرال السابق الجريئة الحادة الاهتمام، إذ يرفع شعار «يا أنا يا هو»، في إشارة إلى الرئيس الجزائري.

ومؤخراً، استنكر علي غديري ما سماه «العقبات» و «الترهيب» خلال عملية جمع التوقيعات اللازمة للترشح.

كما قال: «سنُحدث معجزة في الانتخابات الجزائرية».

إلا أن حدة هذه التصريحات وإعلانه الترشح في هذا الوقت أثارا تساؤلات بشأن من يقف وراءه.

هل هو فعلاً مرشح حر ومن يقف وراءه؟

تُطرح 3 سيناريوهات لتفسير ترشُّح الجنرال الجزائري المخضرم علي غديري، أولها منبثق من تصريحاته التي قال خلالها إنّه مرشح حر يعبر عن إرادته الشخصية، ولا يجسد ترشحه ولاءً لأحد.

وأضاف أن الشعب هو البطاقة الوحيدة التي يراهن عليها للفوز بالانتخابات، حسب قوله.

ويلاحَظ أن الخطوط العريضة لبرنامجه تضع في أولوياتها دعم عملية وتصحيح المسار الديمقراطي والتنموي في البلد.

وهذا وفقاً له، من خلال محاربة الفساد السياسي، بالإضافة إلى إضفاء مزيد من الشفافية في معالجة القضايا الأساسية بالبلد، وتوسيع مجال الحريات السياسية والممارسة الديمقراطية.

البعض يقول إنه مرشح رئيس المخابرات السابق

السيناريو الثاني يشير إلى أن الجنرال المتقاعد علي غديري هو مرشح جهاز المخابرات السابق، خاصة في ظل التساؤل الكبير عن مصدر الجرأة والقوة التي يتحدى بها النظام الحالي.

اقرأ أيضًا:   طائرة بوتفليقة تهبط في جنيف وأنباء عن عودته للجزائر (فيديو)

ويردد الجنرال السابق قول «يا أنا يا هو»، ويؤكد أنه لا يخاف من أحد، ولا يخشى ترشُّح الرئيس أو عملية تزوير الانتخابات، لأنه في آخر المطاف لم يدخل هذه الانتخابات للخسارة، بل جاء ليفوز باستحقاقات أبريل/نيسان 2019، حسب قوله.

وما يزيد من فرص سيناريو أنه مرشح جهاز المخابرات السابق، وقوف رجل الأعمال ربراب، المحسوب على الجنرال توفيق (رئيس المخابرات الجزائرية الأسبق ورجل الجزائر القوي) مع علي غديري، والتفاف بعض الشخصيات حوله.

وكذلك، الرد العنيف من قِبل رئيس أركان الجيش، القايد صالح، على تصريحات علي غديري، وهو الأمر الذي يعزز مصداقية هذا السيناريو، القائل إن غديري هو ظِل ويد الجنرال توفيق، رئيس جهاز المخابرات السابق.

إذ يُعتقد أن هذا الأخير يسعى إلى استرجاع النفوذ والسلطة التي سُلبت منه بعد عملية إقالته سنة 2015.

وأفاد موقع mondafrique الفرنسي بأن اجتماعاً عُقد بين مقربين للجنرال توفيق وأجهزة الأمن، بالسفارة الأمريكية في باريس، معتبراً أن هذا دليل على أن شبكات توفيق تحاول التأثير في عملية خلافة الرئيس بوتفليقة.

والمفاجأة أنه مرشح توافقي حقيقي للنظام

السيناريو الثالث والأخير، هو الأغرب من بين جميع هذه السيناريوهات، إذ يفترض أن علي غديري هو الرجل التوافقي للنظام، حسبما ورد في تقارير إعلامية فرنسية.

وأن ما يُصاغ من معارضة وتهويل إعلامي ضده من قِبل مؤسسة الجيش أو أطراف آخرين هو مجرد تمويهٍ، القصد منه تسليط الضوء على شخصية غديري وإبرازها إعلامياً في وقت قصير، خاصة أنه غير معروف لدى الشعب الجزائري، ومحاولة إظهاره في شكل المعارض السياسي الشرس والمنقذ للدولة الجزائرية.

اقرأ أيضًا:   تركيا تراهن على مراكز قوة بديلة؟

ولكن دراما الانتخابات الجزائرية أبطالها ليسوا بالضرورة من الجزائريين، إذ تظل العوامل الدولية لاعباً مؤثراً في مشهد الانتخابات الجزائرية لتزيده غموضاً على غموض.

ما هي نقاط قوة الجنرال؟

بإمكاننا ربط قوة اللواء المتقاعد علي غديري بوقوف بعض الأحزاب الإسلامية بجانبه، نظراً لكونها تحوز كتلة انتخابية معتبرة.

ولكن وقوفها هذا يأتي بشرط عدم إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لولاية جديدة، لأن هذه الأحزاب ستقاطع الاقتراع في حالة ترشحه.

كما أن نقطة قوة الجنرال المتقاعد الثانية هي حجم المعلومات الكبير والملفات التي يملكها غديري عن وزارة الدفاع، التي شغل فيها منصبي أمين عام ومدير للمستخدمين سابقاً

ومن خلال هذه المعطيات عن الجنرال المتقاعد الذي يطمح أن يكون رئيساً للجزائر، يمكن أن يكون منافساً حقيقياً للرئيس بوتفليقة في حالة إعلانه الترشح لولاية جديدة.

من هو اللواء علي غديري؟

لم يكن الجنرال المتقاعد علي غديري معروفاً لدى جميع الجزائريين قبل ترشحه للانتخابات، لكنه اليوم أصبح على لسان معظم المواطنين.

علي غديري (64 عاماً) انطلق من أسرة ثورية بسيطة شرقي الجزائر، وترقى في الجيش إلى قمة هرم المؤسسة العسكرية الجزائرية.

حائز درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وتلقى تكوينه العسكري بمدرسة سلاح البحرية في سان بطرسبورغ بروسيا، وبعدها بالمدرسة الحربية في موسكو.

رُقي إلى رتبة عقيد يوم 27 أغسطس/آب 2000، ثم لواء في الرابع من يوليو/تموز 2010.

وشغل منصب أمين عام لوزارة الدفاع، ثم عين مديراً للمستخدمين بالوزارة إلى يوم خروجه من الجيش عام 2015 برتبة لواء، بعد 42 عاماً من الخدمة.

كما تزامنت استقالته مع إنهاء مهام القائد السابق للاستخبارات العسكرية الفريق محمد مدين المكنى «توفيق» من قمة هرم جهاز الاستخبارات، يوم 13 سبتمبر/أيلول 2015.

اقرأ أيضًا:   الرئاسة التركية: سنركز على ثلاث قضايا خلال السنوات الأربع القادمة

برز اسمه إعلامياً عام 2016 عبر سلسلة مقالات نشرها في الصحافة المحلية وضمّنها عدة أفكار عن «ماهية التغيير في الجزائر».

مثل حديثه عن «حاجة هذه الجمهورية إلى إعادة تأسيس شامل وصياغة مؤسساتية ناتجة عن مشروع مجتمع يكون الشعب قد شارك في تعريف فلسفته وتجسيدها»، ودعوته إلى «إعادة صياغة الدولة القومية لترشيد دورها، وجعل سير المؤسسات فيها ديمقراطياً حقاً».

يقدم الجنرال المتقاعد نفسه في رسالته على أنه تقاعد من مؤسسة الجيش عام 2015 وبطلب منه بعدما قضى 42 عاماً في المؤسسة، واستبعد نفسه من أية ممارسات ذات صلة بالفساد أو الحصول على امتيازات خلال فترة خدمته بالجيش.

ويقول عن نفسه «أعيش بمنحة التقاعد، وأجد كل الاعتزاز والرضا في أنني أؤمّن بها كل حاجياتي وحاجيات عائلتي، كما كنت بالأمس أؤمّنها براتبي الشهري».

كما أن غديري يختصر برنامجه الانتخابي بعبارة واحدة هي: «القطيعة مع ممارسات الماضي وإعلان جمهورية ثانية».

الجزائر تحبس أنفاسها

وتسود حالة ترقب بالجزائر، الأحد 3 مارس/آذار 2019، لتطورات المشهد السياسي، قبل ساعات من غلق باب الترشح للرئاسة، وسط إشارات من المحيط الرئاسي لرفض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التراجع عن دخول السباق بعد حراك شعبي غير مسبوق رافض لاستمراره في الحكم.

وتنتهي منتصف ليلة الأحد بتوقيت الجزائر (23:00 ت.غ) الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح لانتخابات الرئاسة، المقررة في 18 أبريل/نيسان القادم، أمام المجلس (المحكمة) الدستوري.

وكانت هذه المهلة في الاستحقاقات السابقة، ومع أهميتها، ليست حاسمة، لكنَّ حراكاً شعبياً غير مسبوق تشهده البلاد منذ أيام ضدَّ ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، جعل الترقُّب سيدَ الموقف لهذه المحطة.

عربي بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *