شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

الحرب الهندية – الباكستانية. لماذا الآن؟ حصار العالم الإسلامي كذلك من الشرق. لا داعي للغضب، فأنا أحاول البوح ببعض الأشياء

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

يجب ألا يدخل العالم الإسلامي في حرب مع الهند أو ينجر إلى مستقبل مليء بالصراعات. كما يجب ألا يتقاتل مع الصين أو ينجر إلى عالم مليء بالمشاحنات.

يجب ألا يسقط المسلمون في فخ مشروع الاستيلاء الشرس الذي وضعه الغرب، فخ حصار العالم الإسلامي من سواحل الأطلسي إلى الهادئ وتأجيج نيران الصراعات في الداخل والخارج وإضعاف الحضارات غير الإسلامية من خلال سلاح المسلمين وإعادة هيمنة الغرب على العالم وكذلك خوض حرب شعواء ضد الإسلام واستغلال المسلمين كسلاح من أجل إضعاف منافسيه الأقوياء.

على العالم الإسلامي صياغة قوته الخاصة

يجب على العالم الإسلامي بدلا من أن ينشغل بالصراعات والخلافات الداخلية وحالات الغضب والضعف أن يركز على المشاريع الكبرى التي ترسم ملامح القرن الحادي والعشرين وأن يصيغ مستقبلنا ويشكّل قوته الخاصة. ولو فشل في ذلك فإنه سيخسر القرن الحادي والعشرين لا محالة، كما أنه سيغرق في القرن الثاني والعشرين كذلك في حالة الفوضى التي تسيطر على الشرق الأوسط اليوم.

هل تتابعون الأزمة الحالية بين الهند وباكستان؟ لقد اندلعت عدة حروب بين هاتين القوتين النوويتين منذ انفصال باكستان عن الهند، وأما الأوقات التي لم يكن فيها حرب مباشرة بين الجارتين كان هناك اشتباكات على نطاق ضيق وتصفية حسابات من خلال التنظيمات وعمليات سرية تنفذها الاستخبارات. ولقد رسمت ملامح تسليح الدولتين وعقيدتهما العسكرية بناء على هذا الصراع والعداء، بما في ذلك التسليح النووي.

بأي هدف سيشعلون فتيل الحرب الهندية – الباكستانية؟

غير أن ما يحدث منذ شهر يحتوي على مضامين خارج هذا السياق قليلا. فأولا وقعت هجمات في إيران والجزء الهندي من كشمير، فاستهدف الحرس الثوري الإيراني والجيش الهندي، واعتبرت باكستان هي المسؤولة عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت الجانبين.

اقرأ أيضًا:   الحرب العالمية توشك أن تبدأ.. و على تركيا أن تردّ على الهجمات الاقتصادية بهجمات عسكرية

ثم اخترقت الطائرات الهندية المجال الجوي الباكستاني، فأسقطت إسلام أباد طائرتين هنديتين وأغلقت مجالها الجوي بالكامل، وهو ما ردت عليه الهند بإغلاق كل مطاراتها في المنطقة التي شهدت خلال أسبوع واحد الوصول إلى شفا الحرب، في حين أنه لا توجد أي قضية تجعل البلدين على شفا حرب بهذه السرعة.

رأيي مختلف:

هذه ليست أزمة هندية – باكستانية

نعم، يمكن اعتبار ما يحدث على أنه محاولة “معاقبة” باكستان على ابتعادها عن الهيمنة الأمريكية وتقربها من الصين. فربما أرادوا الضغط عليها لتستسلم. وكان ربما يكون تهديد نووي خطير من خلال العمليات الإرهابية والحروب بالوكالة سببا في تركيع منطقة جنوب آسيا بالكامل، وهو ما كان سيعني زيادة قوة الغرب على حساب تضرر آسيا.

لكن رأيي مختلف تماما؛ إذ إن الفخ الذي نصب باكستان لا يختلف أبدا عن السيناريوهات التي وضعت ونفذت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة في المنطقة والبلاد المجاورة لنا، بل وحتى من خلال تركيا. كما أن ذلك ليس شيئا قاصرا على أوجه الضعف بين الهند وباكستان، بل إن أوجه الضعف هذه تعتبر فقط حالة محزنة لا تستطيع منطقتنا فهمها أبدا تُستَغل لتنفيذ سيناريوهات أكبر.

حصار العالم الإسلامي كذلك من الشرق

إشعال فتيل الصراع مع الحضارتين البوذية والهندوسية

كنت قد كتبت العبارات التالية تحت عنوان ” حصار العالم الإسلامي كذلك من الشرق إشعال فتيل الصراع مع الحضارتين البوذية والهندوسية” من أجل لفت الانتباه إلى هذه الفكرة وذلك التهديد الخطير الجديد الذي يحدث بنا وبالعالم:

هل نحن اليوم أمام نسخ جديدة من المخططات التي ينفذها الغرب والحلف الأطلسي والمحور الأمريكي – الإسرائيلي منذ سنوات في سبيل طرد المسلمين خارج قطار التاريخ والحيلولة دون اكتسابهم القوة من جديد وإرهاقهم بالاحتلالات والحروب الأهلية، وعندما يفشلون في ذلك ينفذون مخططات الاستيلاء المباشر؟

اقرأ أيضًا:   فلسطين.. من العالَم العربي إلى العالَم التركي

هل الإسلام المحاصر حاليا من الغرب سيحاصر بعد ذلك من الجنوب والشرق كذلك؟ وهل سينضم العالم البوذي والهندوسي كذلك إلى الهجمات التي يتعرض لها الإسلام من الغرب ويديرها اليمين المتطرف المسيحي – اليهودي؟

هل سيحولون الإسلام إلى مشكلة مشتركة لكل الحضارات؟ هل سيضيفون مستقبلا صراعات جديدة بين الإسلام والحضارتين البوذية والهندوسية إلى قائمة الصراعات القائمة بالفعل بين الإسلام والغرب والحضارتين المسيحية واليهودية؟

انتبهوا لحدود تركستان الشرقية!

إن مفهوم التهديد الذي تحمله العقلية السياسية الغربية إزاء العالم الإسلامي والتدخلات التي تنفذها في شتى بقاعه ليست سوى صراعا حضاريا حتى ولو حاولوا تصويره من خلال صور أخرى. (…)

ثم لفت الانتباه بعدها مباشرة إلى الاستعدادات التي تتم في هذا الإطار على الحدود مع الصين بمقال نشر يوم 21 فبراير الماضي تحت عنوان “حماية حدود تركستان الشرقية”.

إن “عصر التدخل بالإرهاب” الذي أطلقه الغرب هو عصر مكافحة الإسلام بمعنى الكلمة. فلن يستطيعوا السيطرة على العالم من جديد دون أن يدخل “الحزام الإسلامي المشترك” تحت مظلة السيطرة الغربية. وربما يكونوا يواجهون خسارة هذه السيطرة للمرة الأولى منذ أربعة قرون.

الحصار من الغرب والضغط من الشرق

ولهذا فإنهم حاولوا من ناحية الاستيلاء على العالم الإسلامي وسحق التيار الإسلامي المعارض، ومن ناحية أخرى فقد اكتشفوا طريقة إعجازية تتمثل في استغلال المسلمين كسلاح في مواجهة الحضارات الأخرى. وللأسف وهم يفعلون هذا الأمر يستغلون غضب العالم الإسلامي وكذلك مجالات كفاحه وضعفه وحساسياته.

اقرأ أيضًا:   تركيا تمثل هوّية و"عقلية عليا". إنها "أقوى مطلَب" على المستوى العالمي

إن إشعال فتيل حرب بين الهند وباكستان يعني تأجيج نيران حرب حضارية في الشرق في ظل هذه الظروف العالمية الجديدة. وربما لم يكن الأمر يسير على هذا النحو في القرن العشرين، لكنه الآن هكذا. وهذا هو المعنى الجديد للأزمة الحالية التي تتخطى كونها أزمة مشاكل عامة بين دولتين جارتين.

إنها حرب تدميرية

لا داعي للغضب، فأنا أحاول البوح ببعض الأشياء

ربما تكون للهند وباكستان حجج خاصة بهما لحرب كهذه. لكنها حرب تدميرية تستند إلى فكرة إضرام النيران في الحدود الشرقية للعالم الإسلامي وتطبيق “الفكرة الغربية” الرامية لجعل الإسلام مشكلة مشتركة لكل حضارات العالم.

أعلم جيدا أن عبارة “يجب ألا يدخل العالم الإسلامي في حرب مع الهند أو ينجر إلى مستقبل مليء بالصراعات. كما يجب ألا يتقاتل مع الصين أو ينجر إلى عالم مليء بالمشاحنات” ربما تغضب كثيرين الذين يعتبرون هذا خيانة. إن قضية كشمير وقضية تركستان الشرقية واضحتان. ولهذا فإنني أشعر وكأنني أسمع أصوات تقول “ألا ندافع عن هذين القضيتين؟”

ليس كذلك، بل سندافع عنها، لكن من خلال لساننا وكفاحنا.

ما علاقة هذا بمحاولتي انقلاب 28 فبراير و15 يوليو؟

أتعلمون ما هي أثقل هزيمة؟ استغلال قوة أخرى لقضيتكم كسلاح لتدميركم وتحويلها إلى أداة لتصفية الحسابات مع قوى أخرى. وهو ما أحول توضيحه.

لقد نفذوا خطة مكافحة الإرهاب عالميا على هذا النحو. وهكذا احتلوا أفغانستان ودمروا العراق وروجوا لحرب سوريا.

أتعلمون؟ لقد كانت محاولة انقلاب 28 فبراير شيئا كهذا، كما كانت محاولة انقلاب 15 يوليو هجوما أعد لهذا الغرض.

فما أسعى لتحقيقه هو أن ننتبه وتكون أذهاننا مستيقظة…

إبراهيم قراغول – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *