في أسنيورت بإسطنبول.. أسواق عربية وتركية تتعانق (تقرير)
كأسنان المشط، تتجاور الأسواق العربية والتركية في ميدان حي “أسنيورت” بمدينة إسطنبول، متراصة بجانب بعضها البعض يقصدها الزبائن من العرب والأتراك على حد سواء.
ويعيش زوار المنطقة أجواء عربية وسط المتاجر والمحال والمطاعم، وخاصة السورية منها، مع ارتفاع نسبة العرب والأجانب المقيمين في الحي.
وتزدهر المنطقة بنشاط تجاري وكثافة الزوار إلى الميدان، الذين يقصدونه للتسوق وتناول الأطعمة المختلفة، وخاصة الجالية العربية التي تجد في المنطقة كل ما ترغب به.
الأناضول أجرت جولة في المنطقة، رأت خلالها المتاجر المتجاورة، وإن كان معظمها على شكل مطاعم فلسطينية وسورية ويمينة، إلا أن هناك متاجر أخرى للملابس ومختلف السلع، منتشرة في عدة شوارع تحيط بالميدان.
وخلال السنوات السابقة، توافدت على تركيا جاليات عربية كبيرة وخاصة من سوريا، نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، فضلا عن جاليات مصرية وليبية ويمنية وعراقية.
وتقدر الأرقام الرسمية عدد الجاليات العربية المتواجدة في إسطنبول وحدها بأكثر من مليون شخص، فيما ينتشر في عموم البلاد نحو خمسة ملايين آخرين، يشكل السوريون النسبة الأكبر منهم.
ويقع حي “أسنيورت” غرب إسطنبول، وهو في طور النمو، ويشهد انتعاشًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، على جميع الصعد وخاصةً عمرانيًا وتجاريًا، ويتواجد فيه جالية عربية كبيرة.
وتتداخل في الحي الكتابات العربية والتركية على اللوحات التي تحمل أسماء المحال، لتشكل مشهدًا جميلًا مع تراصف المحال المتجاورة.
فمطاعم الفلافل والكباب العربي والتركي تجاور الأفران ومحال المعجنات المختلفة، إلى جانب محلات البقالة ومحال الألبان والأجبان، ويأخذ مجمع خاص للملابس موقعه في الميدان، حيث يقصده العرب في نفس المنطقة.
ودفعت كثافة الجالية العربية في الحي، إلى الاستثمار فيه، مع تقبل الأتراك للأطعمة والمنتجات العربية والإقبال عليها، فباتت تلك المتاجر، رسالة ثقافية عربية، ومركزًا لتبادل الثقافات بين العرب والأتراك.
** فروع لأشهر المطاعم
سلسلة “مطاعم غزة” افتتحت فرعًا لها من طابقين في الميدان، لتقدم المأكولات الفلسطينية التقليدية، ويشهد المطعم حركة كثيفة من قبل الزائرين، لشراء وتناول الفلافل والحمص والفول وغيرها.
ويقول طلعت خطيب أوغلو، مالك سلسلة المطاعم، للأناضول، “تركيا بلد الاستثمار، فمن لا يستطيع الاستثمار فيها لا يستطيع الاستثمار بأي مكان”.
ويضيف الحولي: “بعد دراسات مستفيضة أسسنا شركة غزة فلافل مع شركات أخرى، وافتتحنا مطاعم في عدة مناطق بإسطنبول”.
ويوضح أنه اختار منطقة أسنيورت حيث يقطنها نحو مليون نسمة، منهم قرابة 400 ألف أجنبي، وأغلبهم من الجالية العربية، ومن هنا كانت المنطقة الأنسب لمطعم يخاطب الثقافتين التركية والعربية، وفق تعبيره.
ويختم بالقول: “لا يوجد أي دولة تهتم بالجاليات العربية مثل تركيا التي باتت وجهة للمظلومين في العالم، وهناك خدمات تمنح للأجانب والعرب بشكل خاص، ويمكن بكل بساطة الاستثمار والنجاح وإنجاز مشروعك”.
من جانبه، افتتح مطعم “بوز الجدي” الدمشقي الشهير، سلسلة مطاعم في إسطنبول، وبينها فرع في سوق ميدان أسنيورت، ويقدم الأكلات الشامية المميزة، في أجواء دمشقية مميزة.
أبو خليل المصري، صاحب سلسلة المطاعم، يقول للأناضول، إن “ميدان أسنيورت منطقة تشهد حركة تجارية كبيرة من الجالية العربية، وخاصة السوريين بعد افتتاح محال الهواتف والملابس”.
ويضيف: “هي منطقة حيوية تحركت (نشطت) مع قدوم الجالية العربية، ونشاط الحركة التجارية، ومنحها العرب المزيد من الحيوية”.
ويشير إلى أن الإقبال يتنوع بين العرب المقيمين في المنطقة، إضافة للأتراك، حيث يشتركون في الحدود مع سوريا بالمناطق الجنوبية، وسكان الحي ينحدر كثير منهم من هذه المناطق.
ويوضح أنه “يمكن القول أن الميدان أغلبه سوق تركي، وفيه بعض الشوارع للمحال التجارية العربية بجانب بعضها البعض، وخاصة من السوريين”.
** الأتراك والسوريون إخوة
بدوره يشير كاظم بايغوران، التركي المقيم في الحي منذ سنوات، إلى أن وضع الميدان تحسن بشكل كبير، وأن “السوق يضم مختلف الخدمات، ولا يوجد شيء ينقص الميدان”.
وعن تواجد السوريين في الحي، يقول للأناضول، “قدموا إلينا في ظل الظروف الصعبة ببلادهم، فلم يأتوا للنزهة، والشعب التركي يعمل على مساعدتهم بشكل جيد”.