دلالات تجاهل تركيا التحذيرات الأميركية حول شراء “أس 400” الروسية
ناقش محللون خلال برنامج على قناة الجزيرة القطرية دلالات تجاهل تركيا للتحذيرات الأمريكية لها من شراء منظومة صواريخ “أس 400” الروسية.
وتساءلت قناة الجزيرة في تقريرها عن حجم تأثير الخلاف بين البلدين بشأن الصفقة التركية-الروسية على علاقاتهما، وهما الحليفان في “الناتو”.
الإعلامي والكاتب الصحفي التركي رسول سردار أتاش، قال إن تركيا لجأت إلى شراء منظومة صواريخ “أس 400” الروسية بعد أن رفضت واشنطن إمداد أنقرة بمنظومة صواريخ “باتريوت” الدفاعية، التي قامت بسحبها من أنقرة بالتعاون مع دول حلف الناتو عام 2014، في الوقت الذي كانت أنقرة بحاجة ماسة لهذه الصواريخ.
وأكد إلحاح تركيا على واشنطن المتكرر طيلة السنوات الأربع الماضية لشراء تلك المنظومة، إلا أن واشنطن عملت على التهرب من إتمام أي صفقة تخص “باتريوت” مع تركيا متذرعة بأسباب كثيرة.
ونفى أتاش أن تركيا تتعمد إغضاب واشنطن بحيازتها منظومة صواريخ “أس 400” الروسية، مؤكدا أنها لا تملك خيارا آخر أمام تعنت أميركا في مدها بمنظومة “باتريوت”، أو حتى تبادل المعلومات التكنولوجية لمنظومة “أف 35” التي تشارك تركيا في إنتاجها وصناعتها.
وأضاف أن تركيا لجأت للتفاوض مع الصين وروسيا بشأن صفقاتها الدفاعية بعد تجاهل واشنطن لها.
وأوضح أن أنقرة حرصت على شراء “أس 400” لأنها الأنسب والأكثر فعالية بالنسبة لها، ولأن روسيا مستعدة لتتبادل معها بعض المعلومات التكنولوجية الخاصة بصواريخ “أس 400″، الأمر الذي يفيد تركيا ويساعدها في إنتاج مثل تلك المنظومة لتحقيق اكتفاء ذاتي.
وطالب أتاش دول حلف الناتو -وعلى رأسها الولايات المتحدة- بتفهم ومراعاة تلك العوامل الخاصة لكون تركيا محفوفة بمناطق حرب، مشيرا إلى وجود تنظيم الدولة في سوريا، وحزب العمال الكردستاني بالمنطقة الحدودية، بالإضافة إلى وجود النظام السوري الذي أسقط طائرتين مقاتلتين تركيتين.
وفي المقابل؛ رأى السفير الأميركي السابق لدى تركيا روبيرت بيرسون أن شراء تركيا منظومة “أس 400” لن يحقق لها أي تقدم من الناحية الدفاعية، واصفا تلك الصواريخ بأنها “عديمة الفائدة”.
وأوضح أن مضي أنقرة في الصفقة الروسية سيزيد احتياجها إلى موسكو بشكل دائم، حيث لن تسمح موسكو بإتاحة كافة المعلومات التكنولوجية الخاصة بمنظومة “أس 400” لأنقرة.
وأشار إلى أن سوريا تملك ذات المنظومة أيضا، الأمر الذي يمنع تركيا من شن أي هجمات على دمشق أو تنظيم الدولة.
واستنكر بيرسون تحجج أنقرة بقلة تبادل المعلومات التكنولوجية بينها وبين واشنطن لتقوم بشراء منظومة صاروخية من روسيا التي ليست من دول حلف الناتو.
وأكد أن الإدارة الأميركية حرصت على سرية المعلومات الخاصة بإنتاج “أف 35”-التي تشارك تركيا في صناعتها- وعدم منحها لأي دولة.
وتحدث عن حاجة أميركا إلى تطمينات من أنقرة بشأن عدم تهديد صواريخ “أس 400” لمنظومة دفاع أميركا ودول الناتو وهي “أف 35”.
كما استبعد حدوث أي توتر سياسي في العلاقات بين أنقرة وواشنطن نتيجة لصفقة الصواريخ الروسية، مشددا على حرص بلاده على عدم إضعاف العلاقات مع تركيا خاصة أنها حليف لها ضمن الناتو.
ترك برس