حتى صديق تركيا في البنتاغون انقلب عليها

سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

“صواريخ إس-400، التي ستشتريها تركيا من روسيا تشكل تهديدًا على الناتو. لهذا يتوجب الإقدام على خطوات ضد تركيا إذا اشترتها، ومنها عدم تسليمها مقاتلات إف-35، وإخراجها من عملية تصنيع المقاتلات”.

ورد هذا التصريح على لسان جنرال أمريكي رفيع في اجتماع إحدى اللجان بالكونغرس.

كان من الممكن تجاهل التصريح

لو أن من قال هذا الكلام جنرال يدافع علنًا عن التعاون مع تنظيم “ي ب ك” الإرهابي فرع “بي كي كي” في سوريا، لما أخذته على محمل الجد ولما شعرت حتى بالحاجة لكتابة مقال عنه.

لأن هؤلاء لم يعودوا يخجلون. فهم لا يتورعون عن التعاون مع فروع منظمة أعلنتها بلادهم إرهابية، ويقبلون تعريض تركيا حليفتهم في الناتو للأضرار. فلا يمكن إقناعم بمجرد قول الحقيقة.

الجنرال صديق تركيا

لكن هذا الكلام صدر عن أقرب صديق لتركيا في البنتاغون، الجنرال كورتيس سكاباروتي، قائد القوات الأمريكية في أوروبا، المعروف بدفاعه عن تركيا دائمًا في النقاشات الداخلية.

ولهذا فإنني آخذ التصريح على محمل الجد تمامًا وأعتقد أنه سيشكل تهديدًا خطيرًا بالنسبة لتركيا.

جدل خطير حول تركيا

قدمت هذا الجنرال للمرة الأولى في مقال لي نُشر يوم 24 أبريل/ نيسان 2018.

في تلك الفترة، كان وزير الدفاع جيمس ماتيس يتحرك سوية مع قادة القيادة المركزية أكثر المدافعين عن التعاون مع “ي ب ك”، ويعمل على تهميش تركيا.

رأى الجنرال سكاباروتي هذا المنحى الخطير، فأخذ موعدًا خاصًّا للحديث عن تركيا وتوجه من أوروبا إلى واشنطن لهذا الغاية فقط.

خلال الاجتماع الثنائي مع ماتيس قال سكاباروتي إن علاقة الولايات المتحدة مع “ي ب ك” في المنطقة يجب أن تكون عابرة، وأن العلاقات مع تركيا يجب أن تكون هي الأصل والدائمة.

وأكد على ضرورة التعاون مع تركيا في المنطقة، مشددًا على ضرورة قطع العلاقات مع “ي ب ك” في سبيل عدم فقدان تركيا. هذا ما تحدث به لماتيس لمدة طويلة.

ماتيس له ماضٍ في قيادة القوات المركزية

بيد أن ماتيس أيضًا عمل سابقًا في قيادة القوات المركزية التي تدافع عن التعاون مع “ي ب ك” ولأنه كان قريبًا من قادة القيادة دوّن ملاحظات سكاباروتي، لكنه لم يغير مخططاته.

والآن خرج سكاباروتي أمام اللجنة التي تدرس الخطوات الواجب الإقدام عليها في مواجهة الأنشطة العسكرية الروسية في أوروبا، وأدلى بالتصريح المذكور في مطلع المقال ضد تركيا.

وبذلك لم يبق إلى جانب تركيا أي قائد رفيع بسبب منظومة إس-400 الصاورخية. ويبدو من المؤكد أن هذه القضية ستكون شائكة جدًّا بين البلدين في الأشهر القادمة.