صحيفة روسية: أسباب خارجية وداخلية وراء استجابة أردوغان لمذبحة نيوزيلندا

تناول مقال في صحيفة “كوميرسانت” الروسية متابعة تركيا عن كثب الهجوم الإرهابي الوحشي على المسلمين في مسجدين بنيوزيلندا، قبل أيام، وإرسال الرئيس رجب طيب أردوغان، وفدًا رفيعًا إلى مكان الحادث للتعاون مع السلطات المحلية والتضامن مع الضحايا.

وأشارت الصحيفة الروسية إلى زيارة نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، لنيوزيلندا التي عاشت أكبر هجوم إرهابي في تاريخها، وفق وكالة (RT).

وأضافت: في مدينة كرايستشيرش، حيث وقعت المأساة نهاية الأسبوع الماضي، التقى المسؤولان التركيان بممثلي الحكومة وأسر الضحايا، فيما اكتفت جميع الدول الأخرى، بما فيها الدول الإسلامية، بالتعازي.

واعتبرت أن لدى تركيا أسباب خارجية وداخلية للاستجابة بنشاط للحدث الذي جرى في الطرف الآخر من الأرض..

الأسباب الأولى يمكن أن تعزى إلى الرغبة في تعزيز زعامة تركيا للعالم الإسلامي؛ وإلى الثانية، الانتخابات المقبلة في تركيا.

لم يتخذ الرئيس التركي بالصدفة قرار إرسال وفد تمثيلي إلى نيوزيلندا. فبالعودة إلى يوم الهجوم الإرهابي، عندما نشرت الصحافة صور البندقية التي استخدمها المجرم لقتل الناس، اتضح أن الكراهية الأكبر لدى برينتون تارانت كانت لتركيا الحالية، وللإمبراطورية العثمانية. فمعظم النقوش التي رسمها الجاني على السلاح تعكس هذه الكراهية.

لدى تركيا عدد من الأسباب الأخرى لمثل هذه الاستجابة النشطة للمذبحة في نيوزيلندا. فالبلاد بحاجة إلى دعم صورة حامية المسلمين في جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت تركيا إشارة إلى الغرب والعالم حول الحاجة إلى تفاعل أكبر في مكافحة الإرهاب من خلال زيارة وفدها الرفيع المستوى إلى نيوزيلندا.

**كراهية ضد العثمانيين

والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش، هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي “النور” و”لينوود”؛ ما خلف 50 قتيلا ومثلهم من الجرحى، حسب وكالة الأناضول التركية.

منفذ الهجوم الإرهابي “برينتون هاريسون تارانت”، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، كان قد كتب عبارات عنصرية على سلاحه، هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت.

ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، الذي يدعى برينتون تارانت، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، على سلاحه “Turcofagos” وتعني باليونانية “آكلي الأتراك”، وهي عصابات نشطت باليونان في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تشن هجمات دموية ضد الأتراك.

وكتب مخاطبا الأتراك: “يمكنكم العيش في سلام في أراضيكم.. في الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش في الأراضي الأوروبية، في أي مكان غربي البوسفور، سنقتلكم وسنطردكم (تعبير بذئ) من أراضينا”.

وأضاف: “نحن قادمون إلى القسطنطينية (إسطنبول) وسنهدم كل المساجد والمآذن في المدينة. آيا صوفيا ستتحرر من المآذن وستكون القسطنطينية بحق ملكا مسيحيا من جديد. ارحلوا إلى أراضيكم طالما لا تزال لديكم الفرصة لذلك”.