مشروع الدفيئات الحرارية الأرضية في “شانلي أورفا” التركية يجذب المستثمرين الخليجيين
جذب مشروعُ الدفيئة (البيوت الخضراء) التي تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية، وتقوم على مبدأ توفير تكاليف تدفئة الدفيئات باستخدام حرارة المياه الجوفية، والذي تُقدّر تكلفتُه بمئة مليون دولار، في ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، اهتمامَ المستثمرين الخليجيين، وخاصةً من الكويت والإمارات العربية المتحدة.
وذكرت صحيفة ديلي صباح التركية أن ولاية شانلي أورفا شهدت تطوراتٍ كبيرةً في الزراعة وتربية الحيوانات منذ تنفيذ مشروع قناة جنوب شرق الأناضول المائية (GAP)، الذي تمّ إطلاقُه في عام 1977 كواحدٍ من أكبر وأشمل مشاريع التنمية المُستدامة في العالم، بما في ذلك أساليب الريّ الفعّالة وتطوير البنية التحتيّة للمياه.
بدأت زراعة الدفيئات الحرارية الأرضية بفضل المياه الجوفية التي تمّ العثورُ عليها على أرض أحد مزارعي المنطقة في عام 2000.
وقد حظي هذا المشروعُ الذي تبلغ تكلفتُه مئة مليون دولار وسيُنفّذ في الولاية باهتمامٍ كبيرٍ من المستثمرين الخليجيين، وأدّت النتائجُ الناجحةُ من المَحصول التجريبيّ لمشروع الدفيئة، الذي تمّ إنشاؤه في البداية على مساحةٍ صغيرة، إلى إقناع العديد من الشركات بالاستثمار في المنطقة.
ويجري الآن إرسالُ الطماطم والخضروات الأخرى المُنتَجة من خلال الزراعة بدون تربةٍ في دفيئات المشروع الحرارية الأرضية إلى مناطق مختلفة في داخل وخارج تركيا، كما تجري زراعة نباتات الزينة فيها أيضًا، وتمّ وضعُ خططٍ لتوسيع مساحة مشروع الدفيئة الحرارية الأرضية، التي تمتد حاليًّا على 124 فدّانًا.
تُتاح الآن الفرصةُ للسكان المحليين، الذين اضطرّوا للذهاب إلى مدنٍ أخرى كعمّال زراعيين موسميين، للعمل في حقولهم الخاصة بفضل زراعة الدفيئة الآخذة بالانتشار على نطاقٍ واسع، والتي تبرزُ أيضًا كمساهمٍ رئيسيٍّ في توظيف النساء.
من جهته، قال رئيس كلٍّ من جمعية مستثمري ومنتجي الدفيئة (SERA-BİR) وجمعية ملّاك الدفيئة في “غاب” (GAP)، مسلم يانماز، لوكالة الأناضول إن الطاقةَ الحراريةَ الأرضية، التي تُعدُّ مهمّةً جدًّا في زراعة الدفيئات، قد مكّنت القطاعَ من التحسّن.
وأشار يانماز إلى أهمية منطقة “كارالي” فيما يتعلّقُ بزراعة الدفيئات، وقال إنه قد التقى بنائب وزير الخزانة والمالية نور الدين نيباتي والأطراف المعنية، مضيفًا أنهم يجرون محادثاتٍ مع مجموعاتٍ في الكويت والإمارات العربية المتحدة ترغب في الاستثمار في الدفيئات الحرارية الأرضية على نطاقٍ واسعٍ في منطقة كارالي، وأضاف: “لقد بدأنا مشروعًا بقيمة مئة مليون دولار. إلى جانب هذا المشروع، نقومُ الآن بتأسيس شركة طاقة حرارية أرضية”.
يقول يانماز: “تلقّينا دعمًا من وكالة “كاراجا داغ” للتنمية من أجل دراسة جدوى الاستثمار والدعم ووقّعنا عقدًا في هذا الصدد. وفقًا لنتائج دراسة الجدوى هذه، نحاولُ جمعَ المستثمرين الأتراك والأجانب وتنفيذ هذا النموذج المتعلّق بالطاقة الحرارية الأرضية في كارالي، ومن ثم الانتقال إلى كلّ الطاقة الحرارية الأرضية في تركيا، ونشرها مع النظام الذي سيتمُّ تقديمُه للجمهور”.
كما أكد أن الدعم للمشروع يأتي من البنوك وأنظمة تنفيذ الحوافز التابعة لوزارة الخزانة والمالية التركية والمستثمرين من الخارج، وخاصة من الشرق الأوسط، وكذلك أموال الاتّحاد الأوروبي. وأضاف: “نحن متحمّسون للجمع بين كل هذه الأمور وخلق نموذج استثمار مشترك”.
وأشار يانماز إلى أنهم يعتقدون أن العمل الذي يتعيّن القيامُ به سيوفّر عائدًا جادًّا للاقتصاد التركيّ، مشدّدًا على أن الجزء الأكثر أهميةً في هذا العمل هو الكشف عن هذه المنظمة وهذا النموذج. وأضاف: “بغضّ النظر عن حقيقة أن المستثمرين الأجانب يأتون بعد الكشف عن النموذج، فإننا قادرون على القيام بهذه الاستثمارات بأنفسنا”.
وتابع قائلًا: “إن المواطنين الذين يرغبون في الاستثمار في زراعة الدفيئات في المناطق الحرارية الأرضية في أجزاء مختلفة من بلدنا ينادوننا. نحن نوفر خدماتٍ استشاريةً مجانيةً تحت مظلّة هذه الجمعيات، وكل استثمارٍ في بلدنا هو من جيبنا الخاص، ولهذا السبب نقدّم جميع أنواع الخدمات الاستشارية حول الاستثمار الصحيح، في الوقت المناسب وفي المكان الصحيح”.
وبالحديث عن تفاصيل المشروع، قال رئيسُ غرفة تجارة وصناعة شانلي أورفا، إبراهيم خليل بيلتيك، إنه تمّ إجراءُ دراسة جدوى فيما يتعلق بزراعة الدفيئات في مساحة ألف و500 فدّان، تهدف إلى جعل كارالي مركزًا لهذا النوع من الزراعة.
وأضاف: “لقد تلقّينا مطالب من المستثمرين الأجانب، وخاصةً المستثمرين من الشرق الأوسط. لقد وضعنا خططًا مع مستثمرينا المحليين. وبعد دراسات الجدوى هذه، ستصبح منطقة كارالي في شانلي اورفا مركزًا لزراعة الدفيئة”، وأوضح قائلًا: “موارد الطاقة الحرارية الأرضية هنا تختصر تكلفة التدفئة، وتوفر 60 في المئة من تكاليف الدفيئة. وموارد الطاقة الحرارية الأرضية هنا لها ميزةٌ كبيرة. نريد تطوير منطقة كارالي ومواصلة العمل اللازم في هذا الاتجاه”.