الأتراك يحيون الذكرى الـ 431 لوفاة المعمار سنان.. تعرّف على حياته وإنجازاته
يحي الأتراك في هذه الأيام الذكرى الـ 431 لوفاة المعمار العثماني الشهير سنان، الذي لا يزال اسمه مخلّداً حتى يومنا هذا، من خلال آثاره المعمارية التي تنطق بدهائه، وعظمة فنّه وإبداعه.
ولم يقتصر انتشار اسم المعمار سنان داخل تركيا فقط، بل تجاوز البلدان والحدود ليصل إلى كافة الأراضي التي كانت خاضعة سابقاً للدولة العثمانية، وذلك من خلال مئات المعالم الأثرية التي بناها بنفسه أو أشرف على بنائها.
أبصر سنان آغا النور في قرية آغرناص الواقعة حالياً بولاية قيصري وسط تركيا، عام 1490م وعاش في القرن العاشر الهجري في أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية، بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول للأنباء.
وعند بلوغه سن الرشد، أرسلته عائلته عام 1511 في عهد السلطان ياووز سليم إلى إسطنبول، حيث ترعرع قريباً من القصر العثماني وتلقى العلوم الدينية والدنيوية، ما جعله من أشهر المهندسين المعماريين والرسامين المبدعين إبان عهد بايزيد الثاني بن محمد الفاتح.
وفيما بعد انضم إلى الجيش الإنكشاري، الذي ظلّ فيه 17 عاما، ليلتحق بعد ذلك بمدرسة عسكرية ابتدائية تعلم فيها القراءة والكتابة والفنون التطبيقية.
وخلال فترة تواجده في صفوف الجيش الإنكشاري، تمكّن المعمار سنان من نيل ثناء وثقة السلطان سليمان القانوني، أثناء حملة “قرة بوغدان” في مولدوفا، عندما تمكن من تشييد جسر على نهر “بروت” خلال 13 يومًا فقط، الأمر الذي انتهى بتعيينه في منصب “كبير المعماريين” في الدولة العثمانية.
وعقب تعيينه في منصب “كبير المعماريين”، بدأ المعمار سنان باعتماد توقيع له يحمل عبارة “الفقير الحقير سنان”.
وخلّف المعمار سنان قبل وفاته بتاريخ 9 أبريل عام 1588، عن عمر يناهز 98 عامًا، 365 أثرًا معماريًا حول العالم، تمثّلت في 92 جامعاً كبيراً، و52 مسجداً صغيراً، و55 مدرسة عثمانية، و7 دور لتحفيظ القرآن الكريم، و20 ضريحًا، و17 دار إمارة، و3 مستشفيات، و6 ممرات مائية، و10 جسور، و20 خانًا، و36 قصرًا، و8 مخازن، و48 حمامًا.
وتتوزع الآثار التي بناها المعمار سنان، على مختلف الأراضي العثمانية، حوالي 200 منها في إسطنبول وما حولها.
مدينة إسطنبول التركية، ضمت لوحدها 100 أثر للمعمار العثماني الشهير، وصل منها 58 أثراً إلى يومنا الحالي على هيئته الطبيعية.
ويُعتبر جامع شاه زادة أول عمل للمعمار سنان في مدينة إسطنبول.
ومن أبرز أعماله المعمارية في إسطنبول ضريح خير الدين بارباروس باشا في منطقة بشيكطاش على الشق الأوروبي من المدينة، وكلية “أتيك والدة سلطان” بمنطقة أوسكودار، وقصر إبراهيم باشا بميدان السلطان أحمد، ومآذن جامع آيا صوفيا، وحمام ” كتخدا خسرو” بمنطقة أورتاكوي، ومدرسة “سميز علي باشا” في الفاتح.
لا شك أن من أهمّ الأعمال المعمارية لـ “سنان آغا”، جامع السليمانية الذي يعدّ من أبرز واجهات إسطنبول.
ومن بين الآثار الهامة للمعامر سنان، جامع السليمية بأدرنة القريبة من الحدود اليونانية تحفة عالمية، والذي بُني خلال فترة حكم السلطان سليم الثاني عام 1575.
وأشرف المعمار سنان على أعمال بنائه بين عامي 1569 ـ 1575 وهو في العقد الثامن من عمره، ليلخص فيها خبرة السنين الطويلة في فن العمارة وهندسة البناء.
ويتربع جامع السليمية على رأس تلة مساحتها 2475 مترا مربعا، يشرف من خلالها على كافة أنحاء مدينة أدرنة.