الرئاسة التركية: سنركز على ثلاث قضايا خلال السنوات الأربع القادمة
قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الذين ألتون، إن الرئاسة التركية ستركز خلال السنوات الأربع ونصف القادمة، على ثلاث قضايا رئيسية هي الاقتصاد والأزمة السورية وتطوير القدرات الدفاعية لتركيا.
وأوضح ألتون في مقال نشره موقع الجزيرة الإنجليزية أن إعادة الاقتصاد التركي إلى المسار الصحيح ستكون أولوية الإدارة العليا، بعد أن تعرضت تركيا في الأشهر الأخيرة لهجوم اقتصادي غير مسبوق ومدمر، لكنها تمكنت من تجاوزه.
وأضاف أن الدرس المستفاد من تلك الأزمة هو أن الحكومة التركية بحاجة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لجعل الاقتصاد الوطني أكثر مرونة تجاه الصدمات الخارجية، معبرا عن أمله في أن تعزز تركيا اقتصادها بحلول عام 2023، من خلال النمو القائم على التصدير والاستثمار في التكنولوجيا وخلق فرص العمل.
وأشار ألتون في هذا الصدد إلى حزمة الإصلاحات الاقتصادية الجديدة التي أعلن عنها في الأسبوع الماضي، وزير الخزانة والمالية التركي، برءات البيرق، والتي تركز على تعزيز اقتصاد السوق الحرة في تركيا، وتنفيذ الإصلاحات الضريبية وتعزيز توزيع أكثر عدلًا للثروة.
كما تعهد البيرق بتقديم سندات حكومية بقيمة 4.92 مليار دولار لتعزيز رؤوس أموال البنوك التي تملكها الدولة، ومساعدة البنوك الخاصة على رفع مستويات رأس المال لديها لمعالجة القضايا قصيرة الأجل. وعلى المدى الطويل، تخطط الإدارة لإدخال نظام معاشات فردية جديد يعتمد على مستوى الدخل. وستكشف الحكومة التركية الشهر المقبل عن خطة لمكافحة التضخم في أسعار المواد الغذائية الشهر المقبل.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، لفت ألتون إلى أن إدارة أردوغان ستكرس الوقت والجهد لتحييد التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي التركي والقادمة من سوريا.
وبين أنه بغض النظر عن تراجع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، فإن تركيا يجب عليها أن تمسك بزمام الأمور بنفسها.
وأضاف أن هدف تركيا التالي بعد نجاحها الجزئي خلال السنوات الماضية في استهداف المنظمات الإرهابية، سيكون تحرير مدينة منبج التي يحتلها تنظيم “ي ب ك”، والقضاء على جميع الأنشطة الإرهابية بين نهر الفرات والحدود السورية العراقية.
ولفت إلى أن هذه الخطة ليست منعزلة عن مكافحة الإرهاب، ولكنها جزء من استراتيجية أوسع لجعل سوريا آمنة مرة أخرى وتيسير العودة الطوعية والدائمة للاجئين السوريين إلى أراضيهم.
وكرر ألتون موقف بلاده الرافض لأن يكون لرئيس النظام السوري دور في مستقبل البلاد، معبرا عن أمله في وضع حد لسفك الدماء في سوريا بالتعاون مع روسيا والولايات المتحدة.
وحول تطوير قدرات تركيا الدفاعية، قال ألتون إن الحرب السورية أقنعت القيادة التركية بأن البلاد بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية. وبعد بحث دام سنوات عن أفضل التقنيات المتاحة وشروط العقد المواتية، أبرمت تركيا اتفاقية مع الاتحاد الروسي لنشر منظومة الدفاع الصاروخي S-400 على الأراضي التركية.
وأضاف أن تركيا كانت تتوقع من أصدقائها وحلفائها في الناتو احترام سيادتها، لا سيما أن بعض دول حلف الناتو، مثل اليونان، تمتلك أنظمة دفاع جوي روسية، وأن الصفقة الموقعة مع روسيا كانت علنية برمتها.
ووصف ألتون موقف الولايات المتحدة الرافض لتسلم تركيا المنظومة الروسية ومحاولتها التفاوض مع تركيا للتخلي عن الصفقة بغير المفهوم.
وتساءل قائلا: “لماذا تحاول واشنطن منع حليف في حلف الناتو من تعزيز دفاعاتها الوطنية “، خاصة وأنها رفضت بيع معدات مماثلة لتركيا؟”.
وأكد ألتون أن الموقف التركي سيظل ثابتا، حيث ترغب تركيا في علاقات ودية مع جيرانها والقوى الإقليمية الأخرى، مشيرا إلى أن تعاون تركيا مع روسيا في مجالات الطاقة والدفاع الوطني والمجالات الأخرى لا يعني أن لديها موقفا سلبيا من حلف الناتو.
وختم ألتون مقاله بأن القيادة التركية التي نجحت في تحقيق نمو اقتصادي تاريخي، وجذبت مئات المليارات من الدولارات من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وظهرت كوزن ثقيل في المنطقة، تعد بتحقيق المزيد خلال السنوات الأربع المقبلة.