لماذا تخشى أمريكا امتلاك تركيا إس 400؟.. كل ما تريد معرفته عن الصاروخ الأقوى في العالم
تواصلت فصول مسلسل الخلاف التركي-الأمريكي-الروسي إس-400، وكانت آخر حلقاته تحذيرات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2019، أنقرة من شراء منظومة الدفاع الروسية التي تعتبرها واشنطن خطراً على عتادها العسكري، وجاء الرد التركي مصمماً على المضي قدماً في الصفق
فما هي منظومة صواريخ الإس-400، وما الخطر الذي تمثله على القدرات العسكرية لواشنطن؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إصراره على إتمام الصفقة؟ وما هي دوافع روسيا وراء بيع الإس-400 لتركيا ولو بنصف الثمن؟ وهل هناك بديل أمريكي للنظام الدفاعي الصاروخي؟ الأسئلة كثيرة ومتشعبة والقلق يتصاعد من تحول مسلسل الأكشن إلى فيلم رعب حقيقي، إليكم القصة الكاملة.
ما هي أنظمة إس- 400؟
نظام إس-400 الدفاعي ضد الطائرات هو نظام صاروخي روسي يعتبر واحداً من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الأرض- جو تعقيداً وتقدماً في العالم.
يصل مداه لـ 400 كيلومتر ويمكن لبطارية صواريخ واحدة منه أن تتصدى لعدد من الأهداف يصل لـ80 في وقت واحد.
وتقول روسيا إن بإمكان نظام إس-400 إصابة أهداف طائرة تتراوح بين طائرات بدون طيار على ارتفاعات منخفضة إلى الطائرات الحربية التي تطير على ارتفاعات شاهقة، إضافة للتصدي للصواريخ طويلة المدى.
تتولى أجهزة التتبع بالرادار طويل المدى رصدَ الهدف وإرسال المعلومات إلى شاحنة القيادة التي تتولى تقييم الأهداف المحتملة.
ما إن يتم التعرف على الهدف وتحديده تصدر شاحنة القيادة الأوامر بإطلاق الصواريخ.
يتم تحويل قرار الإطلاق للشاحنة الموجودة في أفضل موقع لإصابة الهدف فينطلق منها صواريخ أرض-جو.
يتولى رادار الاشتباك مهمة توجيه الصواريخ نحو أهدافها بدقة.
(نظام إس-400 في تجربة عملية)
ما الخطر الذي يمثله عسكرياً على واشنطن؟
واشنطن تعتقد أن الإس-400 يهدد أمن مقاتلاتها من طراز إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، حيث أن روسيا ستتمكن حال تمت الصفقة من فهم تقنية عمل الطائرات المقاتلة في حلف الناتو، بما فيها إف-35 الأمريكية، ومن ثم تصبح الأنظمة الدفاعية الروسية فعّالة أمام المقاتلات الخاصة بدول الحلف.
هذا القلق العسكري الكبير الذي تشعر به واشنطن من هذه الصفقة عبر عنه جيمس جيفري، الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، والسفير الأمريكي السابق في تركيا، الذي قال إن هناك «مخاوف حقيقية من إمكانية قيام روسيا باستخدام هذا النظام لجمع معلومات استخبارية عن طائرات (إف 35)، التي يقودها الطيارون الأمريكيون والأتراك».
وفي هذا السياق، تأتي تحذيرات واشنطن وتهديداتها لتركيا بفرض عقوبات واستبعاد أنقرة من برنامج المقاتلات إف-35، وبالفعل أوقفت الولايات المتحدة هذا الأسبوع تسليم عتاد متعلق بالمقاتلة إف-35 الشبح إلى تركيا.
لماذا الإصرار التركي؟
أردوغان، من جانبه، لم يبدِ أي استعداد للتراجع عن الصفقة، معتبراً ذلك «غير أخلاقي»، لكنه في الوقت ذاته أبدى استعداد بلاده للدخول في مفاوضات لشراء النظام الدفاعي الصاروخي باتريوت (وهو المقابل الأمريكي للإس-400) ولكن بسعر معقول.
يمكن في هذا السياق أن نرصد عدداً من الأسباب وراء التمسك التركي بإتمام الصفقة، أهمها رغبة تركيا في التحرر من الضغوط الأمريكية في مجال التسليح الاستراتيجي، كما أن الثقة التركية في الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا عام 2016، والتي ترى أنقرة يداً للمخابرات الأمريكية فيها.
إضافة إلى ذلك هناك أيضاً إطار المناورات السياسية التي تمارسها القيادة التركية في الوقت الذي تحاول فيه أن تمتلك أوراق ضغط أخرى يمكن ممارستها ضد الإدارة الأمريكية، خاصة في الملف السوري الذي تدعم فيه واشنطن فصيلاً كردياً مسلحاً تعتبره تركيا منظمة إرهابية، وتغضب كثيراً بشأن الدعم الأمريكي له.
أيضاً من الأسباب التركية الخاصة لإبرام هذه الصفقة هو الحصول على تكنولوجيا التصنيع لهذه المنظومة والتي عانت تركيا كثيراً حتى حصلت على موافقة روسيا على معرفة عمل تقنية هذه المنظومة، ما يتيح لتركيا مستقبلاً تصنيع هذه المنظومة محلياً أو على الأقل المشاركة في تصنيعها مع روسيا.
آخر تعبير عن الإصرار التركي جاء على لسان فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي الذي رد على تصريحات بنس عبر تويتر قائلاً: «على الولايات المتحدة أن تختار. هل تريد أن تظل حليفاً لتركيا أم أنها تريد أن تهدد صداقتنا بالتحالف مع إرهابيين لتقويض دفاع حليفتها في حلف شمال الأطلسي في مواجهة أعدائها؟».