شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

علاقته قوية بحكومات أوروبا، وثاني أغنى رجل أعمال عربي.. من هو يسعد ربراب الذي اعتقلته السلطات الجزائرية؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

بيوم الإثنين 22 أبريل/نيسان 2019، أوقفت مصالح الدرك الوطني الجزائري أحد أهم وأغنى رجال الأعمال، ليس في الجزائر وحدها ولكن في العالم العربي كله، يسعد ربراب.

وبحسب التلفزيون العمومي، فإن التهم الموجهة لرجل الأعمال تتمثل في تورّطه بالتصريح الكاذب المتعلق بحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، كما اتهم بتضخیم فواتیر واستیراد عتاد مُستعمل، بالرغم من الاستفادة من امتیازات جبائیة ومصرفیة.

يكفي أن تعرف أن يسعد ربراب هو أغنى رجل أعمال في الجزائر وهو أول ملياردير جزائري بعد الاستقلال، لتعلم مدى خطورة وأهمية خبر إلقاء القبض عليه. فمن هو هذا الرجل؟

أغنى رجال إفريقيا

يسعد ربراب هو رجل أعمال وملياردير جزائري، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة سيفيتال Cevital الصناعية، أكبر شركة خاصة في الجزائر، والتي تنشط في مجال الصلب والمواد الغذائية والصناعات الزراعية والإلكترونيات.

ووفقاً لموقع Forbes، فإن ربراب أصبح أغنى رجل في إفريقيا في يونيو/حزيران 2017، إذ تقدر ثروته الصافية بـ 4.31 مليار دولار أمريكي. لكن في 2019، تراجعت ثروة ربراب إلى 3.8 مليار دولار، ليصبح سادس أغنى رجل في القارة السمراء. ويحتل ربراب المركز الثاني خلف المصري ناصيف ساويرس في قائمة أغنى أغنياء العرب.

قصة نجاح بدأت من شركة صغيرة

وُلد عام 1945 في ولاية تيزي وزو، منطقة القبائل. بعد تخرجه من المدرسة المهنية، درس ربراب المحاسبة والقانون التجاري. وسرعان ما ترك الدراسة، وبدأ شركته المحاسبية الخاصة عام 1968.

اقرأ أيضًا:   قوة التجربة الأولى فاقت هيروشيما بـ5 أضعاف.. الجزائر تسلم فرنسا مقترحات جديدة لتعويض ضحايا تجاربها النووية

بدأ يسعد ربراب حياته المهنية الصناعية عام 1971، عندما اقترح أحد عملائه أن يشارك في شركة صغيرة في مجال تحويل الحديد.

كانت الشركة واسمها «سيتوكوم Sotecom» مكونة من 5 شركاء و5 عمال مبتدئين فقط، وقام بدفع مبلغ 27 ألف دينار جزائري مقابل حصوله على 20% من الأسهم. ولأن رواتب الشركاء لم تتجاوز 400 دينار شهرياً، ظل محتفظاً بمكتب المحاسبة.

لكن في عام 1974، قرر شركاء ربراب الانسحاب من الشركة. هنا قرر ربراب إنشاء شركته الخاصة، والتي رأت النور عام 1975 تحت اسم «بروفيلور Profilor»، التي بدأت نشاطها بأربعة موظفين فقط وبعد 4 سنوات باتت توظف 200 عامل.

نجاح الشركة دفع رجل الأعمال الجزائري إلى شراء عدة شركات أخرى كلها في مجال تحويل الحديد. دخل ربراب عالم كبار رجال الأعمال سنة 1988 حين قرر إنشاء شركة ميتال سيدار Metal Sider. حققت هذه الشركة رقم أعمال عام 1992 قدر بـ 6.4 مليار دينار، أي ما يعادل 300 مليون دولار في ذلك الوقت، وبلغ الربح الصافي 33 مليون دولار.

توقيف يسعد ربراب
رجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب/ رويترز

هجوم إرهابي يعيده لنقطة الصفر

لكن الأمور تحولت بشكل دراماتيكي، في عام 1995، تم تدمير منشآته الرئيسية في هجوم عنيف. فقد تسلل 50 شخصاً داخل المؤسسة، ووضعوا 14 قنبلة حولت مجمع المصانع إلى حطام، وذلك في فترة العشرية السوداء.

اقرأ أيضًا:   العراق يكشف عن الوضع الصحي للبغدادي ومكان تواجده

بعد هذه الحادثة قرر ربراب غلق المصنع. وبحسب مصادر محلية، فقد قرر وقتها إنهاء علاقاته مع رجال النفوذ في السلطة، الذين يقال إنهم من أوصلوه إلى ما هو عليه الآن بعدم دفعه للضرائب وبضرب المنافسة وتحطيمها لصالحه. وبعد إدراكه لمخاطر البقاء، قرر ربراب مغادرة الجزائر والتوجه إلى فرنسا.

العودة لم تتأخر

بدأ ربراب مشواره مرة أخرى من الصفر، ولكن هذه المرة بعد الهجرة لفرنسا، بعدما تلقَّى تهديدات بالقتل من إرهابيين، ليكوّن ثروة صغيرة تمكنه من العودة للعمل في الجزائر مرة أخرى، حيث عاد مستورداً لبعض المنتجات، ولكنه سرعان ما عاد للصناعة مرة أخرى، حيث امتلك بعد ذلك أهم مصنع للزيوت، ليبدأ رحلة تكوين إمبراطورية كبيرة في الجزائر.

عاد ربراب عام 1998 إلى الجزائر من خلال شركة سيفيتال Cevital، أكبر مجموعة في مجال الأعمال الزراعية، والتي أصبحت فيما بعد أكبر شركة جزائرية خاصة. وتمتلك سيفيتال واحدة من أكبر مصافي السكر في العالم.

رجل مناهض للسلطة

يعد يسعد ربراب من رجال الأعمال الأقوياء، الذين تربطهم علاقات قوية برجال الحكم والنفوذ في أوروبا، وخاصة فرنسا، التي ساعدته على الصمود في وجه الحرب الداخلية ضده، بعدما وصلت علاقته بالحكومة لمرحلة عداء علني، وتبادل تصريحات وحرب كلامية.

اقرأ أيضًا:   الجزائر.. سجن أحد قدماء ثورة التحرير عقب تصريحات حادة ضد الجيش

السبب هو عرقلة الحكومة الجزائرية للعديد من مشاريعه، مثل مشروع بناء حي من ناطحات السحاب، يطل على ميناء العاصمة، مثل حي «لاديفوس» في باريس، وهو مشروع ترفض الحكومة تنفيذه، وتعرقل السلطات كذلك صفقة شرائه لشركة «ميشلان» في الجزائر، ورُفض مشروع تطوير ميناء «كاب جنات»، وغيرها من المشاريع.

وصل الأمر لمرحلة الصراع العلني بين ربراب والدولة، وتحدثت تقارير عربية وأجنبية كثيرة عن هذا الصراع، الذي توالت فصوله بين الطرفين، في محاولات متكرّرة لعرقلة أعمال ربراب، ومحاولاته هو لإحراج النظام أمام العالم.

هذا الأمر جعله يخطط لإنشاء محطة تلفزيونية كبرى، يسعى من خلالها للتأثير على سير انتخابات الرئاسة الجزائرية، التي كان من المفترض أن تقام عام 2019، ورصد لحفل افتتاحها فقط 25 مليون دولار.

في عام 2016، حاول ربراب الاستحواذ على مجموعة الخبر الإعلامية، مقابل 45 مليون دولار. كان هذا ثاني استثمار له في وسائل الإعلام، لأنه يمتلك بالفعل الصحيفة الفرنسية الجزائرية ليبرتي.

استغلَّ رجل الأعمال إغلاق قناة «الخبر» بسبب أزمات مالية، وحاول شراءها، لكن الحكومة الجزائرية حرَّكت دعوى قضائية لوقف عملية البيع.

وبالفعل تم إيقاف عملية البيع، التي أكد ربراب نفسه أنها قانونية ومطابقة للتشريعات الجزائرية، ولكن الحكومة الجزائرية أوقفت الصفقة بحجة أن ربراب يمتلك صحيفة «ليبرتي»، والقانون الجزائري يمنع امتلاك شخص معنوي لمطبوعتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *