مسؤولان محليان: وثائق عثمانية تثبت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا (تقرير)
– اللبنانيون يعيشون هاجس “الضحية التالية” بعد الموقف الأمريكي إزاء الجولان والقدس.
– الصكوك صوّرت من مواطنين يحتفظون بها وأرسلها لبنان إلى الأمم المتحدة.
– الوثائق ما زالت في الأرشيف العثماني بتركيا.
– المزارع مصدر الرزق الرئيسي لأهالي البلدة حيث يعتمدون على الزراعة.
– الخبرات الكبيرة كانت في المزارع التي تحتلها اليوم إسرائيل.
– العثمانيون تركوا إرثًا تاريخيًا وثقافيًا كبيرًا رغم تعرّضه لتشويه من الغرب.
كشف رئيس بلدية شبعا جنوبي لبنان، محمد صعب أن هناك صكوكًا منذ العهد العثماني، تثبت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، اللتين يُطالب لبنان الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب منهما.
وقال صعب، في مقابلة مع الأناضول، إن هذه الصكوك صوّرت من المواطنين الذين ما زالوا يحتفظون بها، وأرسلها لبنان إلى الأمم المتحدة، لإثبات ما تنكره إسرائيل التي تدعي أن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تتبعان الجولان السوري.
وأفاد أن هذه الوثائق ما زالت في الأرشيف العثماني بتركيا.
وأشار إلى أهمية هذه المزارع بالنسبة لأهالي البلدة، لأنها مصدر رزقهم الرئيسي، حيث يعتمدون على الزراعة وخاصة الزيتون الذي ينتشر بشكل كبير في تلك المزارع.
وذكر أن الخبرات الكبيرة كانت في المزارع التي تحتلها اليوم إسرائيل، حيث كان سكان شبعا يقضون شتاءهم في المزارع وصيفهم في البلدة.
وأوضح أن مزارع شبعا غنية بشجر الزيتون، والأشجار المثمرة والفواكه بأنواعها وزراعة الحبوب، مثل: القمح والعدس والحمص وغيرها، كما كان لأهالي شبعا خمس معاصر لزيت الزيتون.
ولفت صعب إلى أنه منذ احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، وحتى التحرير عام 2000 كان سكان شبعا، إذا أرادوا زيارة المزارع توجب عليهم أخذ تصريح من الجيش الإسرائيلي أما الآن فلا يوجد أي اتصال مع المزارع.
وأشار إلى أن إسرائيل فتحت طرقات جديدة قبالة البلدة التي تقع على الحدود مباشرة مع فلسطين المحتلة، لم تكن موجودة أيام الاحتلال قبل عام 2000.
وأعرب عن تخوّفه من ضم مزارع شبعا إلى الجولان، الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها أراضٍ إسرائيلية.
وشدد المسؤول اللبناني على أن مزارع شبعا لبنانية، مضيفًا: منذ أيام أجدادنا في عام 1918، ولدينا صكوك عثمانية تثبت أنها لبنانية وهي موجودة لدينا، وفي تركيا ومع الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن المزارع المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، تبلغ مساحتها حوالي 200 كلم وهي عبارة عن 14 مزرعة.
ونوّه بأن السفير التركي لدى لبنان هاكان تشاكل طلب خلال زيارته الأخيرة الأسبوع الماضي، مساعدة الحكومة التركية في الحصول على الوثائق الإضافية من الأرشيف العثماني، التي ما زالت أنقرة تحتفظ به.
وذكر أن الأمم المتحدة تريد أن تستشهد بتركيا، لإثبات صحة هذه الوثائق التي يحتفظ بها أهالي شبعا.
ولفت إلى أن عدد سكان بلدة شبعا يبلغ حاليًا نحو 35 ألف نسمة أغلبهم في المهجر، ويسكنون في عدة مناطق لبنانية أخرى.
من جهته، اعتبر رئيس بلدية كفر شوبا، قاسم القادري، أن زيارة السفير التركي لدى لبنان إلى القرى الحدودية، جاءت لتصل الماضي بالحاضر بعد انقطاعٍ دام نحو قرن من الزمان.
وقال في حديث للأناضول، إن العثمانيين تركوا إرثًا تاريخيًا ثقافيًا وسياسيًا كبيرًا بالرغم من تعرّض هذا التاريخ لتشويه كبير من الغرب وأعوانه، حيث نعت العثمانيين بـ”التخلف والاستعمار”.
وأضاف: كنا نسمع من أجدادنا المديح والشكر للسلطان عبد الحميد الثاني، الذي عمل في عهده على مسح الأراضي، وأصبح أجدادنا يملكون صكوك ملكية لأراضيهم في جميع قرى “العرقوب السبعة” (٧ قرى حدودية مع إسرائيل)، وخاصة بلدتي كفرشوبا وشبعا.
ولفت إلى أنه في عهد العثمانيين كانت هناك مدرسة، وكانت الدولة ترسل مدرسًا خاصا لهذه المدرسة يعرف بـ”الهوجا”، وكان المسلمون يشعرون بالعز والافتخار أيام السلطنة.
وتابع: في هذه المنطقة نتطلع إلى علاقات تاريخية جديدة بين الشعبين اللبناني والتركي بالتعاون مع السلطة السياسية التركية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
ومنذ أن وَقَّعَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 25 مارس/ آذار الماضي، على اعتراف مزعوم بـ”سيادة” إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، يعيش اللبنانيون هاجس “الضحية التالية” بعد الجولان والقدس.
ويتخوّف اللبنانيون من خسارة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا (جنوب)، على غرار ما فعله ترامب بالقدس والجولان.
والنطاق الجغرافي لـ”مزارع شبعا” غير محدود بدقة، وهي تمتد طوليًا بحدود 24 كم، ويتراوح عرضها بين 13 و14 كم، وتقع على منحدرات وتلال وسهول وهضاب، وتتدرج من ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر وصولًا إلى موازاة مستوى سطح البحر.
وتسيطر إسرائيل على 12 مزرعة في المنطقة، ويمرّ الخط الأزرق، الذي رسمته هيئة الأمم المتحدة عام 2000، على جبل السماق وشمالي قمة جبل “روس”، حيث يبقى معظم منطقة “مزارع شبعا” جنوبًا له.
ولم يتمكن لبنان حتى اليوم من الحصول على اعتراف رسمي من النظام السوري بلبنانية “مزارع شبعا”، أو بترسيم الحدود معه، وهو اعتراف تنتظره الأمم المتحدة لتثبت لبنانية تلك المناطق.
وهناك جدل في لبنان حول لبنانية مزارع شبعا، بعد تصريحات الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للتلفزيون الروسي، السبت الماضي، بأن “مزارع شبعا ليست لبنانية”.
وقال جنبلاط، إنه “بعد تحرير الجنوب عام 2000، تم تغيير الخرائط في الجنوب من قبل ضباط سوريين بالاشتراك مع ضباط لبنانيين، فاحتللنا مزارع شبعا، ووادي العسل (نظريًا)”.
واعتبر أنه “أول تغيير جغرافي على الورق، كي تبقى الذرائع السورية وغير السورية بأن مزارع شبعا لبنانية، ويجب تحريرها بأي شكل من الوسائل”.
من جهته، قال الرئيس اللبناني، ميشال عون في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، إن قسمًا من هضبة الجولان السورية المحتلة، يضم أراضٍ لبنانية، هي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، مشددًا على رفض بلاده جعلها تحت السيادة الإسرائيلية.