تركيا.. جسور ديار بكر التاريخية محط اهتمام محبي فنون العمارة (تقرير)
تجذب مدينة ديار بكر التركية بمعالمها التاريخية اهتمام الكثير من السيّاح والمواطنين للاطلاع على تاريخ وفنون العمارة عن كثب، وخصوصا جسورها التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ومن أهم المعالم التاريخية جذبا للسيّاح في ديار بكر، جسرَي “أون كوزلو” (Ongözlü) و”مالابادي” (Malabadi)، اللذان يعتبران من أروع 13 جسرا تاريخيا في تركيا.
وعام 2016 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، إدراج 10 مواقع تركية جديدة على قائمة التراث العالمي المؤقتة، بينها جسرَي “أون كوزلو” و”مالابادي”.
هذا الإعلان رفع عدد الآثار التركية الثقافية والطبيعية المدرجة على قائمة المنظمة الدولية إلى 70 موقعًا، لتحتل تركيا المرتبة الأولى بالقائمة على مستوى العالم.
ويقع جسر مالابادي في منطقة سيلوان، وأنشئ على نهر باطمان عام 1147، ويعتبر الجسر أكبر قوس حجري في العالم حيث يبلغ طوله 40.86 مترا، وبعرض 7 أمتار وبارتفاع يبلغ 25 مترا.
ويعد الجسر التاريخي مكانا مميزا لتصوير الأفلام والمسلسلات، فضلا عن مكانته البارزة في القصص والأغاني الفلكلورية في ولاية ديار بكر.
ويعتبر الجسر توأم لجسر موستار (Mostar Köprüsü)، الذي يقع على نهر “نرتفا” في مدينة “موستار” في البوسنة والهرسك، والذي يُعتبر من أعظم الجسور التي خلفتها الدولة العثمانية في منطقة البلقان.
ويتميز جسر مالابادي بأن له قنطرة وحيدة، ويضم بداخله حجرات كانت تستخدم للاستراحة والحماية من المخاطر.
أما جسر “أون كوزلو”، فقد بني في عهد الدولة المروانية عام 1065 ميلادي، من قبل المهندس المعماري يوسف عبيد أوغلو، مستخدما أحجار البازلت في بنائه، والتي لعبت دورا هاما في الحفاظ على الهندسة المعمارية في المدينة.
ويبلغ طول الجسر 178 مترا، وعرضه 5.6 مترا، ويتألف من 10 فتحات للمياه على شكل أقواس يبلغ طول أكبر فتحة منها نحو 15 مترا، ومن هنا جاءت تسميته بجسر العيون العشرة نسبة لتلك الأقواس.
وفي لقاء مع الأناضول، قال فيروز باغلي قايا، رئيس مجلس إدارة اتحاد وكالات السياحة التركية، إن جسرَي “أون كوزلو” و”مالابادي” يعتبران من أهم المعالم الأثرية في مدينة ديار بكر.
وأضاف أن الجسرين يعتبران من المعالم التاريخية التي أصبحت موضعا لقصص وأساطير قديمة.
وأردف: “كما أنهما ذكرا في كتاب الرحّالة والعالم العثماني أولياء شلبي (Evliya Çelebi) بكتابه الشهير “سياحتنامة” أي كتاب السياحة.
وأكد باغلي قايا، أن اتحاد وكالات السياحة التركية يسعى للتعريف بهذه الآثار التاريخية وبحضارة منطقة شرق الأناضول للمواطنين الأتراك وللسياح الأجانب.
جدير بالذكر، أن إدراج اليونسكو لمواقع ثقافية أو طبيعية على قوائمها الدائمة والمؤقتة، يعني أن هذه المواقع تحمل صفات وقيم كونية عليا، تتميز بخصائص فريدة ليست موجودة في أماكن أخرى، ما يدفع كثيرون حول العالم إلى الإقبال على زيارة ورؤية هذه الآثار عن قرب.