تركيا.. افتتاح مركز فنون الطعام بإشراف طهاة عالميين بأورفة (تقرير)
شهد قضاء حرّان التابع لولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، افتتاح مركز لفن تجويد الأكل، وتدريب نساء القضاء من قبل طهاة يحملون علامة “نجوم ميشلان”، على طهو المأكولات التي تُشتهر بها المنطقة.
و”نجوم ميشلان” هي علامة تدل على جودة المأكولات التي يقدمها المطعم، ويتم ترتيب المطاعم بحسب عدد النجمات التي حصل عليها.
المطعم الحاصل على نجمة واحدة يعني أنه “جيد جدا”، والنجمتان تعنيان أن “طهيه ممتاز ويستحق المرور عليه”، أما الحاصل على ثلاث نجمات فهو “استثنائي ويستحق السفر خصيصا لتجربته”.
ونظراً لثراء “حرّان” بالمعالم الأثرية والتاريخية، باتت تجذب المزيد من السيّاح خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع سكانها للعمل على سد احتياجات الزوّار من المأكولات والمشروبات، عبر افتتاح المطاعم التي تقدّم الأطعمة المحلية الخاصة بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، افتُتح في “حرّان”، مركز فن تجويد الأكل، بإشراف من قائم مقام القضاء وبتمويل من إدارة تنمية مناطق “مشروع جنوب شرقي الأناضول” التركية.
ويقوم المركز المذكور على تقديم دورات تعليمية لنساء “حرّان”، حول كيفية تحضير الأطعمة الخاصة بالمنطقة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى قرون ماضية، وذلك ضمن إطار برنامج يشرف عليه طهاة عالميون حائزون على “نجوم ميشلان”.
كما سيتم ضمن إطار البرنامج، الترويج للأطعمة الخاصة بولاية شانلي أورفة، بشكل أكبر.
** جولة خبراء
وتزامناً مع افتتاح المركز، أجرى فريق مكوّن من 10 متخصصين في فن الطهي، بينهم محمد يالتشينقايا، بإشراف الشيف التركي، غوكمان سوزان، صاحب خبرة تنظيم فعاليات الطهو بمختلف بلدان العالم على مدى 20 عاماً، جولة تفقدية في المركز.
وعقب القيام بتحضير الأطعمة الخاصة بقضاء حرّان، تذوّق الطهاة تلك الأطعمة، وقاموا بتقييمها.
ومن المقرر أن تبدأ الدورة التعليمية عقب شهر رمضان، بقدوم طهاة وخبراء حائزين على “نجوم ميشلان”، لتقديم برامج نظرية وتطبيقية في فن الطهو.
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال عمر فاروق تشليك، قائم مقام حرّان، إن القضاء يتميّز بأنه من أوائل المناطق المأهولة حول العالم.
وأضاف أن حرّان تُصنّف أيضاً بين أوائل المناطق التي شهدت ممارسة مهنة الزراعة، وزرع البذور على وجه الأرض.
وأوضح أنهم يستهدفون تقديم أفضل الخدمات في مجال الغذاء، بدءاً من مرحلة زرع البذور وحتى مرحلة الاستهلاك الأخيرة.
وحول هدف البرنامج التدريبي، قال “تشليك” إنه يقوم على تأهيل وتدريب النساء على تحضير أفضل أنواع الأطعمة الخاصة بالمنطقة، بهدف سد احتياجات الغذاء للزوّار والسياح الذين يتزايد أعدادهم باستمرار، وبالأخص عقب إعلان 2019 “عام غوبكلي تبه”، نسبة إلى الموقع الأثري في شانلي أورفة والذي يحمل الاسم نفسه.
**المطبخ العالمي
وشدد على أنهم يعملون على إدخال الأطعمة الخاصة بالمنطقة، للمطبخ العالمي، للمساهمة في اقتصاد الولاية والبلد على حد سواء.
من جهته، قال الشيف التركي غوكمان سوزان، إنهم يقومون هذا العام بجولات في ولايات تركية مثل شانلي أورفة، وديار بكر وغازي عنتاب، برفقة طهاة عالميين، والتعرّف على ما تتميّز به هذه المناطق في مجال الأطعمة وفن الطهو.
وأضاف أنهم يعملون لجذب حول 100 من أشهر طهاة العالم، إلى المنطقة وتعريفهم بها.
بدوره، أشار الأخصائي في فن الطهو، محمد يالتشينقايا، إلى أهمية حضور طهاة عالميين حائزين على “نجوم ميشلان”، في مركز فن تجويد الطعام بقضاء حرّان، ما سيساهم في إحياء القطاع السياحي بالمنطقة.
ويعدّ “حران” من أقدم المناطق المأهولة حول العالم، حيث تمتد الفترة التي شهدت وجود حضارات مختلفة به لما قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد.
ويُشتهر “حران” الذي كان فيما مضى عاصمة للآشوريين والأمويين، بمنازله المخروطية، ومعالمه التاريخية والثقافية القديمة، فضلاً عن الأزياء التقليدية لسكانه.