شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

فورين بوليسي: لماذا تخاطر السعوديات بالهروب من بلادهن؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريرا أعدته لورا كاسينوف، تحت عنوان “عندما يصبح البيت سجنا يزداد عدد السعوديات اللاتي يخترن الهروب”، تتحدث فيه عن السعوديات الهاربات من بلادهن.

وتقول كاسينوف إن الأحداث التي قادت إلى هروب كل من وفاء ومها السبيعي من السعودية تشبه قصة هوليودية، مشيرة إلى أن وفاء (25 عاما) ومها (28 عاما) قامتا بتضليل عائلتهما من أجل الهروب من بلدتهما المعزولة، رنية، الواقعة في غرب العاصمة الرياض.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن الفتاتين استطاعتا الحصول على جوازات سفر من الرياض، وشراء تذاكر سفر إلى إسطنبول، وقامتا في الأول من نيسان/ أبريل بتكسير شريحة الهاتف النقال حتى لا تتم متابعتهما.

وتفيد المجلة بأن وفاء ومها قامتا بخلع النقاب لتقدما صورة عن كونهما من عائلة متحررة؛ لمنع الشك فيهما بسبب سفرهما وحدهما، والتقطتا صور “سيلفي”، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تسافران فيها على متن طائرة، وكان هدفهما هو الوصول إلى الحدود التركية مع جورجيا، نظرا لما سمعتاه من شائعات عن كونها بوابة للعالم الخارجي، ولعدم حاجة المواطنين السعوديين لتأشيرة دخول إلى هذه البلاد.

وتذكر الكاتبة أن الشقيقتين سافرتا من إسطنبول حالا إلى شرق تركيا باتجاه طرابزون، ودعتا الله ألا يتأخر إقلاع الطائرة من الرياض حتى لا يتم إحباط الخطة، وقبل أن يذهب شقيقهما ليأخذهما من المكان المفترض أن تكونا فيه، وفاء من المدرسة الابتدائية حيث تدرس، ومها من الأكاديمية الإنجليزية.

ويلفت التقرير إلى أنهما استأجرتا سيارة في طرابزون لتنقلهما إلى الحدود التركية مع جورجيا، التي تبعد عن المدينة مسافة 131 ميلا، وعندما وصلتا إلى منتجع باتومي عثرتا على مقهى فيه نساء فقط، وطلبتا المساعدة، فقامت امرأة جورجية بوضعهما في شقة، ثم سافرت بهما إلى العاصمة تبليسي، التي تبعد 230 ميلا عن المنتجع.

وتنقل المجلة عن وفاء، قولها عن رحلة الهروب: “عندما أفكر في هذا الأمر، أكاد أفقد عقلي، هل أنا من فعل هذا؟ إنه أمر مثل الحلم”، لافتة إلى أن الشقيقتين تذكرتا قصتهما في 28 نيسان/ أبريل، من ملجأ في العاصمة تبليسي.

وتورد كاسينوف نقلا عن الشقيقتين، قولهما إنهما هربتا من الانتهاك وقلة الحرية في المملكة، ومن قانون الوصاية الذي يمنح الرجل سلطة على قرارات المرأة المهمة، وكان عليهما استخدام تطبيق “ابشر”، الذي يتابع فيه الرجل حركة زوجته وبناته، ويمنح من خلاله الرجل الإذن لهن بالسفر.

اقرأ أيضًا:   هكذا يمكنك إرسال رسالة إلى أرطغرل باللغة العربية

ويبين التقرير أن قصة هروب الشقيقتين تتبع حالات هروب أخرى، في وقت يتحدث فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن التغيير وتحسين وضع المرأة، خاصة السماح لها بقيادة السيارة، مشيرا إلى أن رهف القنون “رهف محمد الآن” هربت في كانون الثاني/ يناير من عائلتها في أثناء إجازة في الكويت، وطارت إلى تايلاند، حيث هددت بالترحيل، لكنها أغلقت الباب على نفسها في فندق المطار، وبدأت بالاتصالات طلبا للمساعدة، وبعد ستة أيام سافرت إلى كندا، وقد تابعت الشقيقتان السبيعي هذه القصص على “تويتر” وعلى مجموعة “واتساب” خاصة بالمرأة السعودية.

وتنقل المجلة عن دانا أحمد، من منظمة “أمنستي إنترناشونال”، قولها إن “حالات النساء السعوديات الهاربات من بلدهن هي إشارة إلى وضع المرأة في السعودية.. رغم الإصلاحات المحدودة فإن المرأة لا تحظى بالحماية ضد العنف الجسدي والانتهاك، ويتم التمييز ضدها بشكل عام نتيجة لقانون الوصاية”.

وتقول الكاتبة إن القانون لا يزال يمنح العائلات سلطة لتقرير ما تشارك فيه المرأة، ولو رفضت العائلة السماح للفتيات بالخروج من البيت فإنهن لا يستطعن مقاومة هذا الأمر؛ لأن العادات تقضي بحصول المرأة على إذن من الولي للحصول على وظيفة خارج البيت، لافتة إلى أن الملاجئ التي يتم فيها وضع الفتيات الهاربات تعد بمثابة سجن لهن، والسبب كما يقول نشطاء حقوق الإنسان، أن النساء بحاجة إلى إذن من أفراد عائلاتهن لمغادرة الملجأ الذي هربن إليه.

وتقول أحمد “أمنستي إنترناشونال”، للمجلة إنه من الصعب معرفة الرقم الحقيقي للهاربات من السعودية، إلا أن العدد تضاعف ثلاث مرات في الفترة ما بين 2012- 2017، ووصل إلى 800 حالة.

ويجد التقرير أن قصة مها ووفاء تطرح قضية أخرى تتعلق بكون الانتهاك المنزلي يجعل من المرأة الهاربة مؤهلة للحصول على اللجوء خارج بلدها، مشيرا إلى أن هذا القانون يخضع لمراجعة منذ عام 2014، حيث تحاول إدارة ترامب الحد من تدفق المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى، وقبل ذلك كان قرار قضاة الهجرة في عام 2014، حول الموضوع غير متناسق، بحسب بيان صحافي لمركز دراسات الجنس واللاجئين.

اقرأ أيضًا:   في تركيا.. حمامة بسعر سيارة فارهة

وتذكر المجلة أن الجنس لم يكن ضمن المعايير التي وضعها ميثاق الأمم المتحدة للاجئين عام 1951، الذي يمكن بموجبه لأي شخص طلب اللجوء خوفا من الاضطهاد أو بسبب العنف المنزلي، لكن تفسيرات اللجوء قد تطورت على مر السنين الماضية.

وتورد كاسينوف نقلا عن باراساتو هاسوري من الجامعة الأمريكية في القاهرة، قولها: “الخوف من العنف المنزلي أصبح سببا مشروعا لطلب اللجوء في الحالات التي لا تعبر فيها الدول عن استعداد لتوفير الحماية، أو أنها غير قادرة على ذلك”، وأضافت: ” مجرد تقديم السلطات السعودية ضمانات بأن هؤلاء النساء لن يتعرضن للأذى غير كاف، خاصة إن توفر سجل يشير إلى أن ضحايا العنف المنزلي لن يحصلن على حماية الدولة”.

وينوه التقرير إلى أن رهف محمد، الفتاة التي هربت من السعودية وحصلت على لجوء في كندا، تعد واحدة من الأمثلة على التطور في قانون اللاجئين الذي بات يغطي حالات تتعلق باضطهاد المرأة.

وتشير المجلة إلى أنه في الوقت الذي جرمت فيه السعودية العنف المنزلي عام 2013، إلا أن الناشطين يتحدثون عن عدم تطبيق هذا القانون بالكامل.

وتنقل الكاتبة عن الشقيقتين مها ووفاء، قولهما إنهما لم تذهبا إلى الشرطة لخوفهما من عدم الحصول على الدعم منها، ولخشيتهما من انتقام العائلة لو تحدثتا بصراحة عن العنف المنزلي، وقالت مها: “لو اتصلت بالشرطة فإنها لا تحضر إلى البيت، ولو حضرت فهي بحاجة إلى ولي الأمر للتحدث معه، ولن تساعدنا”.

وبحسب التقرير، فإن الشقيقتين وثقتا حوادث العنف المنزلي من خلال تسجيلها على هاتف سري، ورأت “فورين بوليسي” الصور، فهما من عائلة متوسطة مكونة من 10 أفراد، وكانتا من أكثر الإخوة صراحة ومواجهة ما عرضهما لغضب والديهما، و”يبدو أن الشقيقتين تعودتا على حياة دون حب سوى الحب المتبادل بينهما”.

وتورد المجلة نقلا عن وفاء، قولها: “لقد كرهتنا أمي لأننا قلنا لا، وقالت لماذا أنتما هكذا؟ لماذا لستما مثل البقية؟ وافعلا ما يطلب منكما والتزما الهدوء”، وقالت الشقيقتان إن العائلة اتصلت بهما من خلال حسابات مزيفة على “تويتر”، وبعضها حملت تهديدات بالعنف، فيما ناشدتهما بعضها العودة، واستخدم المرسلون أسماء مستعارة لإخفاء اسم العائلة.

اقرأ أيضًا:   تركيا.. ترميم مصحف تاريخي عمره 455 عام

وتكشف كاسينوف عن أن مها ووفاء كانتا تأملان بمغادرة جورجيا إلى بلد غربي في حال وصولهما، وقرأتا على الإنترنت عن ترحيل الهاربات من خلال السفارة الفرنسية سرا، لكن السفارة رفضت التعليق، قائلة إنها لا تعلق على حالات فردية، وعندما لم يحدث شيء بدأت الفتاتان بشرح وضعهن على “تويتر”، وقالت مها: “قبل أن يتم اختطافنا أو قتلنا فإن على العالم أن يعلم أن حالتنا حقيقية”.

ويفيد التقرير بأنه عندما وصلت الشقيقتان إلى جورجيا، كانتا تخرجان وتتعرفان على تبليسي وتتناولان الطعام التقليدي، لكنهما باتتا خائفتين على حياتهما، ونادرا ما كانتا تغادران الملجأ، لافتا إلى أن جورجيا تعد بلدا صغيرا، يبلغ عدد سكانه 3.7 مليون نسمة، وهي مقصد للسياح السعوديين.

وتذكر المجلة أن الشقيقتين خشيتا من عثور العائلة عليهما والانتقام منهما، مشيرة إلى أن السفارة السعودية، التي تقع داخل فندق من خمس نجوم يعود للإماراتيين، رفضت التعليق، لكن المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن فهد ناظر، قال إن “القيادة السعودية ملتزمة بتوفير الفرص كلها للمرأة لتنجح في سوق العمل وفي البيت أيضا”.

وتذكر الكاتبة أن وفاء تحدثت في الملجأ عن المستقبل الذي تتخيله، قائلة: “أريد أن أكون قادرة على الركض كل صباح، وأقابل الناس، وأشرب القهوة في مكان عام.. أريد مشاهدة الكثير من الأشياء”، لافتة إلى أن الشقيقتين نشرتا على “تويتر” في 7 أيار/ مايو أنهما غادرتا جورجيا، وقالتا إنهما لن تكشفا عن المكان الذي سافرتا إليه.

وينقل التقرير عن الباحث في منظمة “هيومان رايتس ووتش” آدم غوغل، قوله إن “الكثير من الدول تساعد المرأة السعودية التي تعاني من ضائقة، لكنها لا تريد أن تفتح الباب أمام آلاف النساء السعوديات الهاربات، ولهذا تقوم بالتكتم على حالات اللجوء”.

وتختم “فورين بوليسي” تقريرها بالإشارة إلى قول ياسمين فاروق من مؤسسة كارنيغي، إن التأثير السعودي الدولي يمنع الدول من الكشف عن حالات اللجوء التي تقدمها للهاربات السعوديات، بالإضافة إلى أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية تجعل المملكة منطقة خصبة للاستثمار، لهذا فإن الدول لا تقوم بالإعلان عن الدعم المقدم للسعوديات حتى لا تخسر فرص الاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *