الطعام المهدور يتضاعف في بلادنا العربية في رمضان.. أين تكمن المشكلة، وكيف يمكن التغلب عليها؟
كشفت دراسة أجرتها وحدة Economist Intelligence عام 2016، عن حجم الطعام المهول الذي تهدره الدول العربية، فقد أظهرت أن نصيب الفرد من النفايات في السعودية مثلاً يبلغ 427 كغم سنوياً، أي ثلاثة أضعاف المتوسط في أوروبا وأمريكا الشمالية.
المشكلة تصبح أسوأ خلال شهر رمضان
حيث تتضاعف نفايات الطعام في مختلف الدول بشكل مرعب، فمثلاً في الإمارات، يزداد نصيب الفرد من نفايات الطعام في الإمارات خلال شهر رمضان الكريم بمقدار 1.8 كغم إضافية، أي بزيادة 67%»، بحسب مجلة The Economist البريطانية
وفي البحرين تزداد أيضاً نفايات الطعام في رمضان، وتصل إلى 600 طن يومياً، أي تزداد بمقدار النصف.
من المسؤول عن ذلك؟
قد يعزو البعض ذلك إلى عادات الكرم والضيافة؛ والحالة النفسية التي يعيشها الصائم قبل الإفطار ما يهيئ له أنه سيأكل كثيراً، لكن هناك أسباباً أخرى تقف خلف هذه المعضلة.
التأخر في وصول الفاكهة والخضراوات في بعض الدول: في مصر مثلاً نصف الفاكهة والخضراوات لا تصل أبداً صالحة للأكل لأنها تنقل إلى الأسواق في شاحنات مكشوفة وتذبل سريعاً نتيجة الحرارة.
نظام «البوفيه»: يعتبر هذا النظام هو المسؤول الرئيسي عن إهدار الطعام، خاصة في دول الخليج، حيث تظل الفنادق والمطاعم تقدم الطعام طوال فترة الليل.
أرقام مرعبة لنظام «البوفيه»
ما خطورة ذلك؟
ترى بعض الحكومات أن ذلك يمثّل تهديداً للأمن القومي، حيث تعتمد المنطقة على الاستيراد لتغطية احتياجاتها من الغذاء، لذلك قامت الحكومة في الإمارات بتوجيه مواطنيها إلى ترشيد الاستهلاك وعدم التبذير، والتحول من البوفيهات الضخمة إلى الخيارات الانتقائية».
إجراءات تساعد في معالجة الأزمة لكن لن تحلها
وفي دبي، لجأت بعض فنادق إلى تركيب كاميرات وموازين لتتبع الأطعمة التي تصل إلى سلة النفايات.
يستخدم الطهاة تلك البيانات لتقليل كمية الأطعمة التي لا تحظى بشعبية أكبر.
ويزعم أحد فنادق هيلتون أن هذا النظام قلل نفايات الأطعمة بمقدار 70%.
حلول مقترحة للقضاء على المشكلة
لهذا الخيار فوائد مادية كبيرة، حيث تعد هذه الوجبات «ثابتة السعر» أرخص ثمناً، فقد تصل تكلفة الفرد للبوفيه الفاخر في أحد فنادق دبي 200 درهم (حوالي 54 دولاراً)، بينما القوائم الثابتة بنصف ذلك السعر تقريباً.