“إس-400” وشرق المتوسط.. غموض يلف سياسة “الشعب الجمهوري”
محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يقف العالم على عتبة توتر دولي.. تتبع الولايات المتحدة سياسة تصعيد التوتر في منطقة البحر المتوسط- الشرق الأوسط، التي تقع فيها تركيا.
يُفترض أن الأمر يتعلق بإيران من جهة وبالصين من جهة أخرى، لكن بالنظر إلى حشد الولايات المتحدة قواتها في المنطقة وعدم إقدامها على خطوات ملموسة في سوريا وتحركاتها في المتوسط، نرى أن الهدف الحقيقي هو تركيا. والذريعة المعلنة في ذلك إبرام أنقرة صفقة إس-400 مع موسكو.
تعتبر القضية أخطر وأهم مادة على الأجندة العالمية، ليس على صعيد العلاقات التركية الأمريكية فحسب، بل العلاقات الروسية الأمريكية أيضًا.
لهذا تساءلت قبل أيام عن رأي حزب الشعب الجمهوري بهذه القضية وبالمساعي الدولية لمحاصرة تركيا في المتوسط.
فلا أحد يعرف ما هي السياسية الخارجية لحزب الشعب الجمهوري في النظام العالمي الجديد، وهو الذي يعارض العمليات العسكرية التركية في سوريا ويقف إلى جانب إسرائيل والنظام السوري، ولا يتخذ موقفًا ضد المحاولات الأمريكية لحصار تركيا.
في النهاية، أدلى نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أونال تشويك أوز بتصريح في الخصوص أقر فيه بأن العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بأحرج مرحلة لها في التاريخ.
وقال: “لو أن تركيا تدرك ضرورة رؤية قرار شراء إس-400 من وجهة نظر الناتو (وهل الناتو شيء والولايات المتحدة شيء آخر؟) لكان الخروج من هذه المعضلة أسهل. اللجنة التي اقترح السيد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو تشكيلها مع الولايات المتحدة، سيكون من الأنسب تشكيلها مع الناتو. نقترح تأجيل نشر صواريخ إس-400 إلى حين انتهاء أعمال هذه اللجنة”.
فيما يتعلق باللجنة، مقترح الحكومة بتشكيلها والمفاوضات الدبلوماسية مستمرة.
إذن، ماذا يقول حزب الشعب الجمهوري؟
يقترح بكل وضوح “تأجيل صفقة إس-400” وهو ما يعزز الموقف الأمريكي. يريد عرقلة شراء المنظومة من خلال إحالة الأمر إلى اللجنة المذكورة.
بيد أن الحكومة تعتبر أن التراجع عن الصفقة يخل بالثقة في تركيا، وتشاووش أوغلو أعلن بصراحة أنه لا تأجيل ولا تجميد لاتفاقية إس-400.
كرر تشويك أوز الموقف السياسي الغامض نفسه بخصوص قضية شرق المتوسط. وقال: “من أجل تغيير الوضع الذي ليس في صالح تركيا حاليًّا، ينبغي عليها أن تعيد سفراءها إلى دمشق وتل أبيب والقاهرة”، وكأن تركيا هي من تغلق أبواب “الدبلوماسية والمصالحة”.
لا أتمالك نفسي من طرح السؤال التالي: ضد من تأسس التحالف الإسرائيلي المصري السعودي في شرق المتوسط؟ ما هي حسابات الولايات المتحدة في تلك المنطقة؟
بينما تتخذ تركيا موقفُا ضد الإمبريالية العالمية أليس هناك مغزى من صمت حزب الشعب الجمهوري الذي يقول إنه كان يتبع سياسة مناهضة للإمبريالية في الماضي؟