علماء يحاولون اكتشاف القدرات التدميرية للفضائيين ليُجنِّبوا البشرية كارثة محتملة
ماذا لو كانت هناك كائنات فضائية تمتلك قدرات تدميرية هائلة، هل يمكن للفضائيين تدمير البشر، أم العكس إن هذه الكائنات المحتملة قادرة على أن تعلم البشر كيف يتجنبون كارثة يمكن أن تواجههم بالحرب النووية.
ليست هذه هراءات أو أفكار كتاب قصص خيال علمي، بل هي احتمالات علمية يطرحها باحثون فيزيائيون، حسب ما ورد في تقرير لموقع ABC الإسباني.
هل يمكن للفضائيين تدمير البشر أم إنقاذهم؟
على عكس المتوقع، يميل هؤلاء العلماء إلى سرديّة أن احتمالات أن الفضائيين قادرون على إنقاذ البشر أكثر من احتمالات أن يتسببوا في تدميرهم.
إذ يرى هؤلاء العلماء منذ عقود مضت، أن الإنسانية سلكت طريقاً خطيراً، فهي تمتلك أسلحة يمكنها أن تدمّر بها نفسَها، وتغيِّر المناخ إلى نقطة اللاعودة، وتستغلّ الأنظمة البيئية التي تعتبر مفتاح الحياة على الأرض.
ولكن، هل يمكن أن يكون هذا السلوك «الانتحاري» موجوداً في الحضارات الأخرى خارج كوكب الأرض؟
لهذا السبب لا نرى الفضائيين.. نظرية جديدة تكشف المصير المأساوي المحتمل لسكّان الكواكب
هناك نظرية جديدة لأبراهام أفي لوب، المثير للجدل دائماً، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، الذي اقترح أن يكون مذنب أومواموا هو أول جسم مسافر بين النجوم.
وفقاً لهذه النظرية فإنَّ هذا السلوك الانتحاري لسكان الحضارات الفضائية الأخرى من خلال الدخول في حروب أهلية مدمرة أدَّى إلى زوالها، وبالتالي هو السبب وراء عدم اكتشافنا لأي كائنات فضائية حتى الآن.
وفي حديثه مع مجلة XL Weekly، يقول لوب: «أظنَّ أن الحضارات سريعة الزوال، بعبارة أخرى: هم ليسوا حريصين للغاية على كواكبهم، وفي النهاية ينتهي بهم الأمر بتدمير أنفسهم، إما عن طريق الحروب النووية، أو بتأثير أفعالهم على المناخ أو تدمير بيئتهم».
عاد لوب الآن إلى إحياء الموضوع في حديث له في قمة «البشر إلى المريخ»، التي عُقدت في 14 مايو/أيار 2019، في واشنطن.
اختفاء هذه الكائنات العاقلة جراء الحروب أو تدمير بيئاتهم جرّاء أفعالهم، يمكن أن يكون تفسيراً لعدم قيامنا بعد بالاتصال بحياة ذكية خارج كوكب الأرض، على الرغم من انتشار الفرص في مجرة درب التبانة (المعضلة المعروفة باسم مفارقة فيرمي)، حسب لوب.
ومفارقة فيرمي يقصد بها مجموعة الحلول المقترحة بشأن فرص وجود حياة أخرى في الكون، وتتراوح الحلول المقترحة بين عدة مليارات من الفرص، وبين انعدام الفرص تماماً، ما عدا التي في كوكب الأرض، وبسبب وجود التباين الشديد جداً بين الحلول سُميت مفارقة.
هل التآكلات والغازات على الكواكب الأخرى علامات على وجود كائنات فضائية؟
البحث عن الحضارات البائدة والمختفية يجب أن يكون هو هدفنا، حسبما يرى لوب.
يقترح فيزيائي هارفارد أنه ربما يكون من الضروري فتح عقولنا أكثر، والبحث عن آثار للحضارات المختفية التي يمكن العثور عليها في شكل حروق على أسطح الكواكب أو آثار حرب نووية في أجواء العوالم النائية خارج الأرض.
قال لوب: «التكنولوجيا البشرية عمرها قرن واحد فقط، لكن إذا كانت هناك حضارة أخرى عمرها مليار سنة تمكنت من تطوير السفر إلى الفضاء، فيمكنهم تعليمنا كيفية القيام بذلك».
وهناك شيء أهم من السفر للفضاء يمكننا أن نتعلمه من هذه الحضارات
فبغضّ النظر عن المعرفة بالتكنولوجيا الفضائية، أو سلوك الحضارات الأخرى، من المهم بالنسبة إلى الفيزيائيين أن نتعلَّم الدرس فيما يتعلق بما يجب ألا نفعله إذا أردنا الاستمرار في الوجود في الكون.
وقال لوب وهو مؤيد قوي للبحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض ببرامج مثل SETI: «الفكرة هي أنه يمكننا تعلم شيء ما في هذه العملية، مثل التصرُّف بشكل أفضل فيما بيننا، وعدم بدء حرب نووية، ومراقبة كوكبنا، والتأكد من أنه صالح للحياة ما دمنا قد استطعنا العيش فيه».
وهناك بالفعل مشروع لإطلاق سفن للتواصل مع الفضائيين
لهذا كله، يصرُّ لوب على أهمية مواصلة الأبحاث حول السفر بين النجوم، والتي لم تتجاوز النظرية حتى الآن.
الوسيلة للتواصل مع الفضائيين المحتملين هي تطوير سفن صغيرة للغاية، تسير بسرعة تعادل 20% من سرعة الضوء.
من أجل تحقيق هذا الهدف يشارك لوب في مشروع Breakthrough Starshot، وهو برنامج بحثي شارك فيه أيضاً ستيفن هوكينج حتى وفاته، ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، بتمويل من المتبرع والملياردير الروسي يوري ميلنر، بهدف تطوير سفن صغيرة (أشرعة شمسية بحجم بطاقة ائتمان) يمكن أن تقترب من أنظمة الكواكب الخارجية بنسبة 20% من سرعة الضوء.
يهدف Starshot إلى امتلاك نظام من هذا النوع، يعمل في غضون حوالي 30 عاماً.
يقول لوب: «إذا نجحت هذه الجهود، أو أي شيء مشابه، فيمكن للحضارات الذكية خارج الأرض أن تنظر إلينا من منظور جديد، باعتبارنا رفاقاً بين النجوم يستحقون الاهتمام والاحترام».
وتابع: «آمل أن نجد في الحضارات البائدة مصدرَ إلهام لنا، لنتصرَّف بشكل أفضل ونتعاون معاً، بالإضافة إلى ذلك بمجرد مغادرة النظام الشمسي، سوف نتلقَّى رسالةً مرة أخرى: (مرحباً بكم في النادي البينجمي)»
وختم قائلاً: «سوف ندرك أن هناك حركة مرور كثيرة لا نعرف عنها شيئاً».