أسوار إسطنبول.. شاهد على تاريخ 6 قرون (تقرير)
– تعد من بين أطول الأسوار التاريخية في العالم، إذ تمتد مسافة 23 كيلومترًا.
– بدأت الإمبراطورية البيزنطية ببناء السور في القرن الخامس للميلاد، ويبلغ ارتفاعه نحو 15 مترًا، وعرضه 5 أمتار.
– تضم 96 برجًا بارتفاع 25 مترًا إلا أن أغلبها لم يصمد إلى يومنا.
– توسعت الأسوار تدريجيا لتأخذ شكلها الحالي عام 439 للميلاد في عهد الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني.
تواصل أسوار إسطنبول الصمود أمام تحديات الزمن، لتروي قصة مدينة كانت عاصمة لإمبراطوريتين عظيمتين؛ البيزنطية والعثمانية.
وتعد الأطول في العالم، إذ تمتد مسافة 23 كيلومترًا، 6 كيلومترات منها على طول ساحل خليج القرن الذهبي، و9 على ساحل بحر مرمرة، و8 كيلومترات على الحدود البرية للمدينة القديمة.
وترتفع أسوار إسطنبول عن الأرض نحو 15 مترًا، فيما يبلغ عرضها نحو 5 أمتار، وكانت تضم 96 برجا، بارتفاع 25 مترًا؛ لم يصمد معظمها إلى يومنا.
ويتكون جزئي السور الممتدين على ساحل الخليج وساحل مرمرة من سور واحد، فيما يتألف في الجبهة البرية من سورين داخلي وخارجي، وخندق.
أول أسوار إسطنبول
كان السور الأول الذي تم بناؤه يحيط فقط بالتلة التي يوجد عليها قصر “طوب قابي” اليوم، والتي كانت تشكل النواة الأساسية للمدينة.
وتوسعت الأسوار تدريجيًا لتأخذ شكلها الحالي عام 439 للميلاد في عهد الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، مع بعض الإضافات في فترات مختلفة.
ونظرًا لإحاطتها بالأسوار من جميع الجوانب، فقد كان الدخول إلى إسطنبول القديمة يتم فقط عبر 50 بوابة، لم يبق منها في وقتنا الحاضر سوى بوابة طوب قابي، وأدرنة قابي، وقم قابي، ويني قابي.
عصية على الاختراق
لعبت أسوار إسطنبول دورًا محوريًا في صمود الإمبراطورية البيزنطية، ولم تُخترق على مدار ألف عام سوى مرتين؛ الأولى عام 1204، عندما نهبها المشاركون في الحملة الصليبية الرابعة، والثانية عام 1453، بالفتح الإسلامي على يد العثمانيين.
وشكلت الأسوار منظومة دفاعية فريدة حول المدينة، بسبب متانتها وتصميمها وامتدادها على سواحل المدينة.
وكانت أسوار الحدود البرية للمدينة تضم أمامها خنادق مياه بعرض 20 مترا وعمق 7.5 أمتار، وتتخللها بعض الثغرات الدفاعية المعززة بحرّاس مسلحين.
وفي حال تمكن مهاجمو المدينة من اختراق الخنادق والدفاعات المنتشرة في محيطها؛ فإنهم سيجدون أنفسهم أمام سور يرتفع 5-7 أمتار؛ وفي حال نجاحهم في اختراقه أيضًا فإن سورًا آخر سيكون بانتظارهم ويرتفع بين 12 و15 مترًا.
ومما يشير إلى مدى متانة تحصينها؛ فقد حاصر العثمانيون المدينة 29 مرة، وبقيت عصية عليهم حتى فتحها جيش السلطان محمد الفاتح عام 1453.
أهمية كبرى للتاريخ الإنساني
في حديث للأناضول، قال “فاروق غونجو أوغلو”، سكرتير وقف المدينة، إن أسوار إسطنبول تحظى بأهمية كبرى للتاريخ الإنساني المشترك.
وأضاف أن أهم ما يميز أسوار إسطنبول عن الأسوار المشيدة في القرون الوسطى هو روعة بنائها، وجمعها بين الهندسة العسكرية وجماليات العمارة.
وتابع أنها اكتسبت بعدا مختلفا عقب الفتح، إذ لم تعد الدرع الذي يحمي المدينة، ولم يعد سقوط الدولة مرتبطًا بسقوط المدينة.