أوروبا “تأسف” لتجاهل تركيا نداءات وقف التنقيب شرق المتوسط.. وتهدّد!
أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن أسفهم “لأنّ تركيا لم تستجب بعد للنداءات المتكرّرة” بشأن وقف أنشطة التنقيب عن الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب وكالة فرانس برس، هدّد الاتّحاد الأوروبي تركيا بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عملياتها “غير القانونية” للتنقيب عن الغاز قبالة “سواحل قبرص”.
وقالت الوكالة إنه بعد ساعات على إرسال أنقرة سفينة ثانية للتنقيب عن الغاز في المتوسط، تحمل اسم “ياووز”.
وجدّد قادة الاتّحاد خلال قمّة في بروكسل التأكيد على “إدانتهم أنشطة الحفر غير القانونية” التي تقوم بها تركيا.
وقال القادة في البيان الختامي لقمتهم إنّهم “أعربوا عن أسفهم لأنّ تركيا لم تستجب بعد للنداءات المتكرّرة من الاتحاد الأوروبي لوقف مثل هذه الأنشطة”.
وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد طلبت هذا الأسبوع من كلّ من المفوضية الأوروبية ودائرة العمل الخارجي الأوروبي أن “تقدّما من دون تأخير خيارات بشأن تدابير مناسبة” ضدّ تركيا.
والخميس أيّد رؤساء الدول والحكومات الـ28 هذا الطلب. وقال القادة الأوروبيون إنّ “المجلس الأوروبي يدعم الدعوة الموجّهة إلى كلّ من المفوضية ودائرة العمل الخارجي الأوروبي لكي تقدّما من دون تأخير خيارات للتدابير المناسبة، بما في ذلك تدابير محدّدة الأهداف”.
وأضافوا أنّ “الاتّحاد الاوروبي سيواصل مراقبة التطوّرات عن كثب وهو مصمّم على الردّ بشكل مناسب وبكلّ تضامن مع قبرص (في إشارة إلى إدارة جنوب قبرص الرومية)”.
وكانت السفينة “ياووز” التي طليت بالعلم التركي، أبحرت الخميس بمواكبة سفينة عسكرية بعد حفل أقيم في ميناء ديلوفاسي (شمال غرب) وشارك فيه وزير الطاقة التركي فاتح دونماز.
وخلال حفل انطلاق السفينة وهي الثانية من نوعها، قال الوزير دونماز إن أعمال التنقيب التي ستقوم بها ياووز ستصل إلى عمق 3 آلاف و300 متر في بئر “كارباز -1″، الواقع في خليج غازي ماغوستا، بجمهورية شمال قبرص التركية.
وأوضح دونماز أن سفينة “ياووز”، المتخصصة بالتنقيب العميق، ستجري أولى تنقيباتها في البحر المتوسط، في الخليج المذكور، وستنهي عملها في غضون 3 أشهر تقريبًا.
وأكد أن تركيا ستواصل أعمال التنقيب في جرفها القاري وفي القطاعات البحرية التي حصلت على ترخيص بالتنقيب فيها من جمهورية شمال قبرص التركية.
وأشار أن سفينتي التنقيب “الفاتح” و”ياووز” ستكونان حيث يوجد النفط والغاز الطبيعي في البحار التركية سواء في البحر المتوسط أو البحر الأسود.
وحول مساعي الإدارة الرومية في جنوب قبرص للاستئثار بموارد الطاقة في الجزيرة، قال دونماز إنه “لا يمكن للإدارة الرومية أن تتخذ قرارًا، أو حتى أن تكون لها كلمة، في أي شأن يعني الجزيرة برمتها”.
وأكد على فشل أي معادلة لا تضم تركيا، التي تمتلك أكبر ساحل في شرق المتوسط، والقبارصة الأتراك. وشدد أن جميع عمليات التنقيب ستجري وفق القوانين واللوائح الدولية.
وأضاف: “نحذر بعض الفاعلين من خارج المنطقة، الذين يقيمون شراكات مع الإدارة الرومية ونقول لهم لا تُهرولوا وراء أوهام لن يكون لها نتيجة أو نهاية، ولا تكونوا جزءًا من مخططات غير قانونية”.
وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن تركيا “ستحمي بكل ما تمتلك من قوة” سفنها الناشطة في أعمال تنقيب شرق البحر المتوسط.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في الجمعية العامة لمجلس المصدرين الأتراك في مدينة إسطنبول.
وقال إنه “إذا كان هناك من يرى حتى اليوم عمليات التنقيب عن الطاقة شرق المتوسط كمجرد شجارٍ بسيط على الغاز والنفط، فإنه لا يفهم في هذه الشؤون على الإطلاق”.
واستطرد: “نحن نواصل وسنواصل عمليات التنقيب في المساحات المخصصة لنا داخل المناطق الاقتصادية الخالصة في مياه شرق المتوسط”.
وبيّن أن تركيا لديها حاليا 4 سفن شرق المتوسط؛ اثنتان للتنقيب واثنتان للحفر، بعد أن كانت تعاني مشاكل كثيرة في السابق بسبب صعوبة استئجار السفن، وهي اليوم تجري عملياتها بسفنها الخاصة.
وتابع الرئيس أردوغان: “ليعلم من يحاول القيام بأي حركة شرق المتوسط تجاه سفننا، أننا موجودون هناك بقواتنا البحرية والجوية، ونعمل على حمايتها”.