محلل تركي بارز: هل يشكل فوز إمام أوغلو تحديا لأردوغان على المدى الطويل
رأى سنان أولغان رئيس مركز أبحاث “إيدام” في إسطنبول والباحث الزائر في مركز كارنيجي أوروبا، أن فوز مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات البلدية التي أجريت يوم الأحد لن يغير كثيرًا في السياسية التركية على المدى القريب، لكنه يملك القدرة على إحداث تغيير جذري على المدى الطويل.
وأرجع أولغان في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فوز إمام أوغلو بهامش كبير على منافسه بن علي يلدريم إلى عدة أسباب، أولها “شعور الناس بالظلم من قرار إعادة الانتخابات، حيث تحول جزء من التصويت مباشرة من مرشح حزب العدالة والتنمية إلى مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض.”
وأشار إلى أن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة أبحاث إسطنبول الاقتصادية كشف أن الدافع وراء هذا التحول هو الاعتقاد بأن فوز إمام أوغلو قد واجه تحديًا غير عادل.
ووفقا لأولغان فإن هذا الانتصار يرجع إلى قدرة إمام أوغلو على تطوير خطاب توفيقي يخاطب جميع الأطياف.
وأخيرا كان توحد قوى المعارضة التركية المجزأة فعالا، حيث اصطف حزب الشعب الجمهوري، والحزب الجيد القومي العلماني وحزب الشعوب الديمقراطي وراء إمام أوغلو.
ورأى الباحث التركي أن فوز إمام أوغلو يشكل تهديدًا واضحًا على المدى الطويل للرئيس رجب طيب أردوغان، من عدة نواح:
أولًا، سيشجع فوزه أحزاب المعارضة القائمة، حيث “تسيطر المعارضة الآن على رئاسة بلديات المدن التي تمثل ما يقرب من 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وسيتولى رئيس بلدية معارض حكم تسعة من بين المناطق الحضرية العشر الكبرى في البلاد لمدة خمس سنوات باستثناء ولاية بورصة الصناعية. وسيكون فوز المعارضة في إسطنبول، بحسب أولغان، فرصة سانحة للمعارضين داخل حزب العدالة والتنمية.”
والأهم من ذلك، كما يقول أولغن، من المرجح أن تؤدي نتيجة يوم الأحد إلى إعادة التفكير من قبل قيادة حزب العدالة والتنمية. وسوف يعتمد مستقبل السياسة التركية على كيفية تفسير هذه النتيجة من قبل أردوغان نفسه والدروس التي سيستخلصها هذا السياسي المتمرس والقدير.
واعتبر أن مستقبل تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية سيكون على المحك، وأن من بين الاستنتاجات أن هذا التحالف أصبح مقيدًا جدًا لأردوغان.