“تهديد الوجود التركي” وبدء امتحان المعارضة
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
ستستمر مظاهرات الفرح بضعة أيام أخرى، ومن بعدها ستضطر المعارضة التركية للعودة إلى الأجندة الأصلية للبلاد. عندها سيظهر مدى المسؤولية التي تشعر بها إزاء أمن ومستقبل البلاد.
لأننا ندخل بسرعة أجندة قضايا خارجية، فماذا عن موقف المعارضة من الأمن القومي؟ ما رأيها بمسألة شرق المتوسط؟ وقف الاتحاد الأوروبي واليونان مع قبرص وبدأا منذ الآن بتهديد تركيا. متى ستخرج المعارضة عن صمتها؟
العقوبات الأمريكية قادمة بسبب إبرامنا صفقة صواريخ إس-400. ماذا ستفعل المعارضة؟ هناك استعدادت من أجل “المنطقة الآمنة” على الحدود الجنوبية لتركيا، وربما تنفذ أنقرة عملية عسكرية في شرق الفرات وتل رفعت. كيف سيكون موقف المعارضة؟
سنرى إن كانت لديها مواقف أو سياسات فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الرئيسية في البلاد أو موقف آخر باستثناء مقولة “لنطرد السوريين”، سنرى معًا.
لا يمكن أن تستمر احتفالات الفوز بالانتخابات إلى ما لا نهاية. هذا النجاح الذي حققته لا يعادل حتى عشر ما حققه أردوغان خلال 17 عامًا.
فلتتفضل ولتحقق المزيد من الانتصارات في الانتخابات، لكن لتعلم أن الفوز لا يأتي بالتخلي عن شرق المتوسط لليونان وقبرص، ولا بسحب سفن التنقيب التركية، ولا بالتراجع عن صفقة إس-400، ولا بالسماح بتأسيس دولة لتنظيم “ي ب ك” على حدودنا الجنوبية، ولا بترحيل السوريين، ولا بإيقاف الصناعات الدفاعية لأنها لا تروق اأوروبا وأمريكا، والقول “إذا احتجنا الأسلحة نشتري منهما”.
ليس الفشل الجزئي نتيجة مستغربة إذا وضعنا في الاعتبار ما يحمله الحكم المستمر على مدى 17 عامًا بلا انقطاع، من مساوئ. ورغم الحصار الاقتصادي والدبلوماسي ما زالت نسبة أصوات العدالة والتنمية وحده 45 في المئة.
الامتحان بالنسبة للمعارضة يبدأ حديثًا، وفوق ذلك، فالامتحان يأتي في أضعف نقطة لديها. لن تستطيع التهرب من مسألة “تهديد الوجود التركي” التي كانت تسخر منها خلال الحملات الانتخابية.
ستكون المعارضة تحت مراقبة الشعب وهي تواجه التهديدات التي تطرق بابنا. سيتابع الشعب كل خطواتها وخطاباتها عن كثب.
بما أنها تدعي القدرة على أن تكون بديلًا للسلطة فعلى المعارضة أن تعد نفسها جيدًا، لكنها محظوظة جدًّا لأنه ليس هناك انتخابات حتى عام 2023.