باباجان ومن ركبوا الموجة
محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
لا تريد تركيا التوجه إلى انتخابات أخرى، لأنها في الآونة الأخيرة شهدت انتخابات على نحو متتال. ولهذا تنظر إلى فترة السنوات الأربع القادمة الخالية من الانتخابات على أنها مرحلة لالتقاط الأنفاس وحل المشاكل.
لكن للأسف لا يبدو ان الأمور ستسير كذلك، لأن هناك مقاومة جدية لإقدام الحكومة على خطوات هامة في الكثير من المجالات كالاقتصاد والقانون والتعليم، ولا تقدم المعارضة الدعم.
ينطبق الأمر نفسه على القضايا الخارجية. فتركيا تعالج سلسلة من القضايا الكبرى، منها منظومة إس-400، وشرق المتوسط، والملف السوري، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
كما تنتظر تركيا مسألة شرق الفرات وإدلب، التي تجري بشأنها محادثات مع دول المنطقة. في مثل هذه الأجواء تنشغل الأجندة التركية بالجدل حول النظام وتأسيس أحزاب جديدة عوضًا عن القضايا المذكورة.
إذن، ما معنى تأسيس حزب سياسي على يد علي باباجان وأنصاره من الأعضاء المستاءين من حزب العدالة والتنمية، ومن ورائهم الرئيس السابق عبد الله غل؟
تكمن الإجابة عن السؤال السابق في المشهد المذكور أعلاه.. هناك مساع للتضييق بشكل أكبر على تركيا من أجل منعها من التركيز على حل المشاكل.
حافظ حزب العدالة والتنمية مع تحالف الشعب في الانتخابات المحلية الأخيرة على نسبة 52 في المئة رغم فقدانه بعض المدن الكبرى، في حين اقتربت المعارضة للمرة الأولى من تحقيق نسبة 50 + 1.
بينما كان من الواجب أن تتبع المعارضة سياسية جديدة وشاملة مع هذه المعنويات المرتفعة، ركزت على حسابات سلب حزب العدالة والتنمية أصوات مؤيديه.
والمعارضة مستعدة لإنفاق كل طاقتها تقريبًا في سبيل تشكيل حزب يأخذ بعض النقاط من العدالة والتنمية.
لكن هناك حقائق تغيب عن حسابات المعارضة، أولها وجود زعيم قوي كأردوغان، وثانيها أكرم إمام أوغلو الذي يحظى بدعم سياسة “ما بعد الحقيقة”.
بالنظر إلى هذا المشهد يتضح أن هدف الساعين لتأسيس الحزب الجديد ليس الوصول إلى سدة الحكم وإنما عرقلة الحكومة.
تتحدث كواليس السياسة عن توقع باباجان ورفاقه ألا تستمر فترة الأربعة أعوام الخالية من الانتخابات طويلًا، وأن تتوجه تركيا إلى انتخابات مبكرة بسبب أزمة تندلع جراء صفقة إس-400 أو قبرص.
سنرى ما ستكون عليه حملة أردوغان ردًّا على هذه التوقعات.