كيف سيرد الناتو على تسلم تركيا صواريخ إس 400 ؟ مسؤول سابق في الناتو يجيب
أعربت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في حلف الناتو على مدى سنوات عن قلقهم من شراء تركيا S-400، خشية أن تجمع المنظومة الروسية بيانات تقنيّة عن الطائرات العسكرية التابعة لحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا، ما قد يسمح بوصول روسيا أيضًا إلى تلك البيانات.
وإذا كانت الإجراءات التي تزمع الولايات المتحدة اتخاذها ضد تركيا تعد قضية ثنائية، فإن السؤال المطروح هو كيف يؤثر تسليم S-400 في العلاقة بين أنقرة وحلف الناتو.
يشير جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون أوروبا وحلف الناتو، الذي يعمل الآن باحثا لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد، إلى أنه غالبًا ما توجد خلافات سياسية داخل حلف الناتو. لكن الخلاف حول S-400 يدخل في مستوى مختلف، حيث إنها تضعف فعليًا القدرة العسكرية للتحالف، على حد قوله.
وقال تاونسند لموقع ديفينس نيوز: “هذا شيء لا يمكنك التفاوض حوله. هذه مشكلة كبيرة، حيث يجب اتخاذ إجراء. ستواجه الناتو مشكلة سياسية فريدة من نوعها، بمعنى ماذا تفعل مع حليف الناتو الذي اتخذ إجراءات لإضعاف القدرة العسكرية للتحالف؟ كيف تتعامل مع ذلك؟”.
ورأى تاونسند أن من غير المحتمل أن تترك تركيا الحلف، كما استبعد أن يقدم التحالف على طردها، حيث يقول خبراء الناتو إنه لا توجد من الناحية القانونية، آلية لإجبار دولة على الخروج من التحالف.
ووفقا للخبير العسكري، فإن هناك حلًا محتملًا، بحيث تعلن تركيا النصر السياسي، بينما تتراجع عن تشغيل S-400، إذا سمحت الولايات المتحدة والحلفاء الآخرون بذلك.
وأوضح أن هذا الحل يقوم على أن تتسلم تركيا شحنات S-400، وتبقي عليها في مخازنها، وفي أثناء ذلك تستأنف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مما يؤدي في النهاية إلى أن يصبح اتفاق S-400 كأن لم يكن.
وأضاف أن تسلم الصواريخ لم ينته بعد. وبمجرد الانتهاء من عملية التسليم، ستبقى الصواريخ في الصناديق حتى يأتي الفنيون الروس للمساعدة في إعدادها، وتدريب القوات التركية على استخدامها. ولذلك فإن هناك كثيرا من الخطوات قبل البدء الفعلي في تشغيل الصواريخ.
ويبقى السؤال كما يقول تاونسند: “هل سيتحلى الناتو بالصبر، أم سيتخذ إجراءً مجنونًا؟..