شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

“تحرير الشام” تفصل ثلاثة من أبرز شرعييها.. والسبب “تركيا”

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

قررت هيئة تحرير الشام فصل ثلاثة من أبرز شرعييها، في حادثة مفاجئة في توقيتها وسببها، بقرار رسمي من قضاء الفصيل الجهادي.

جاء ذلك وفق حسابات تابعة لتحرير الشام على “تليغرام”، وفق ما تابعته “عربي21″، التي تستعرض في هذا التقرير أسباب قرار فصل الشرعيين الثلاثة وأبعاده، وعلاقة تركيا به، والخيارات المتاحة أمامهم بعد تركهم للهيئة.

داخليا، عزت تحرير الشام قرارها هذا بحق شرعييها المعروفين؛ أبو اليقظان المصري، وأبو شعيب المصري، وأبو الفتح الفرغلي، إلى “عدم الالتزام بسياسية الجماعة”.

وجاء قرار فصل الشرعيين الثلاثة ببيانات منفصلة، منتصف الشهر الجاري، ومن بينها ما ورد بحق الشرعي المسمى “أبو شعيب المصري”، ويدعى بالأصل “طلحة المسير”، بأنه “بناء على الصلاحيات الممنوحة، واستنادا إلى قرار لجنة المتابعة الشرعية واقتراحها المرفوع إلى المجلس الشرعي العام حول مخالفات (أبي شعيب) عدم التزامه المتكرر بسياسة الجماعة، وبعد رفع الأمر إلى اللجنة المكلفة يقرر فصل أبي شعيب، وإحالة ما يتعلق بكلامه عن الجماعة إلى القضاء المختص”.

وبحسب ما رصدته “عربي21″، فإن الشرعيين الثلاثة البارزون جميعهم من جنسيات مصرية، ويعدون من “صقور” تحرير الشام، ويقودون الجناح الأكثر تشددا داخل الهيئة.

وسبق أن انضم هؤلاء الشرعيون إلى الهيئة من صفوف حركة أحرار الشام، لا سيما أبو اليقظان المصري، الشرعي البارز الذي التحق بصفوف حركة نور الدين الزنكي، ثم انضم لتحرير الشام، وقاتل ضد فصيله السابق، قبل إنهائه مطلع العام الجاري.

ووفق ما تتناقله حسابات مقربة من الهيئة في مواقع التواصل، فإن اليقظان تم فصله من صفوفها منذ الاقتتال الأخير بين حركتي الزنكي وأحرار الشام، وكان يعمل بشكل مستقل ومنسق مع تحرير الشام، ولكن الآن بات الأمر رسميا من خلال البيان الذي صدر في 14 الشهر الجاري.

تركيا السبب

ورأى مختصون متتبعون للجماعات الجهادية، في حديثهم لـ”عربي21″، أن الخطوة هذه تعود إلى عدم الالتزام بتعليمات من قيادة الهيئة بما يخص تركيا، لا سيما أنهم يعادون الأتراك، ويكفرونهم، ويرفضون التعاون معهم.

وأوضح الخبير بالجماعات الجهادية، حسن أبو هنية، في حديثه لـ”عربي21″، أن “تركيا لها دور أساس باعتبارها الجهة التي تحاول إعادة تأهيل تحرير الشام، ويبدو هناك نوع من الرؤية المشتركة بين أمريكا وتركيا بهذا الخصوص، وفي هذا السياق بدأ يشكل الأمر مشكلة لروسيا.

اقرأ أيضًا:   دعمًا للاقتصاد التركي.. عشائر سورية تحول 500 ألف دولار لليرة التركية

ولفت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تحدث، الأربعاء، عن محاولة واشنطن إعادة تأهيل تحرير الشام.

ولا تبدو الخطوة أمرا يسيرا على قيادة تحرير الشام، لما للشرعيين المفصولين من حضور داخل قواعد الجبهة داخليا، وأن لهم أتباعا كثيرين، خوفا من انشقاقات كبيرة، لكن بقاءهم بات يمثل تهديدا على قيادة الفصيل المسلح؛ بسبب التعامل مع تركيا، وفق مختصين.

وأضافوا أن سببا آخر يتمثل بأن “سياسة الأمر الواقع تحتم على تحرير الشام التعامل بسرعة مع الخلافات الداخلية مع التصعيد في إدلب، خشية الإجماع الدولي والإقليمي على الهيئة بجعلها العدو الأوحد وكبش الفداء لإنهاء الأزمة في الشمال السوري، ما يحتم عليها التعامل مع الأطراف الدولية وإزاحة من يكفر هذا الأمر ويعارضه”.

وأوضحوا أن الشرعيين الثلاثة باتوا يمثلون خطرا على قيادة الجبهة، بسبب تعاملها مع الأتراك والمفاوضات بينهم، والتنسيق معهم في الشمال السوري، الأمر الذي كان يمكن أن ينعكس عليهم بسبب فتاوى الشرعيين ضد تركيا وتحريم التعامل معها، وتكفير الأتراك من قبلهم، ما يعني ضمنا تكفير قيادات عليا في تحرير الشام قد تصل إلى أبو محمد الجولاني، وخوفا من أي تمرد داخلي.

الالتحاق بحراس الدين

بدوره، توقع الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عباس شريفة، في حديثه لـ”عربي21″، أن يلتحق الشرعيون الثلاثة المفصولون من تحرير الشام إلى جماعة “حراس الدين”، التي تم إنشاؤها بالأصل من شرعيين وعسكريين انفصلوا عن الهيئة بعد خلافات داخلية عدة، أبرزها إعلان فك الارتباط بتنظيم القاعدة.

لكنه أوضح أن هذا الأمر أحد خيارين وليس خيارا وحيدا أمام الشرعيين المفصولين.

وقال لـ”عربي21”: “قبل الحديث عن إمكانية انضمامهم لحراس الدين، يجب أن ندرس حالة الاختلاف بين هؤلاء الشرعيين وحراس الدين، والخيارات أمامهم”.

وذهب إلى أن الخيارات أمام الشرعيين، إما أن يصبحوا مستقلين مثل عبد الله المحيسني، أو الانضمام لحراس الدين إن شعروا أنهم مستهدفون في حال ضايقهم الجولاني أو باتوا هدفا له، وفق قوله.

اقرأ أيضًا:   الدرك التركي يهدي شرطة "الباب" السورية 7 مركبات مرور

أما عن الاختلافات بين الشرعيين الثلاثة وحراس الدين، فقال إنه لا يوجد أي مانع فكري أو أيديولوجي، لكن المشكلة بينهم من ناحية تنظيمية، أي أنه “هل هناك مصلحة لهم أن يكونوا تابعين للقاعدة أم لا”.

اقرأ أيضا: تصاعد خلاف “تحرير الشام” و”حراس الدين” هل يصل لمواجهة؟

وأكد أن التوافق بين الشرعيين الثلاثة وحراس الدين فكريا موجود، وكذلك مواقفهم، فـ”حراس الدين” ترفض التعامل مع تركيا وإدخال المعارضة لمناطقها، وكثير من الأمور التي تتشدد فيها يكون الأمر ذاته لدى الشرعيين الثلاثة المفصولين من الهيئة، لذلك فالخلاف بينهم ضيق، وهناك احتمال أن ينضموا بالفعل.

تحول فكري

ورأى شريفة أن “من الأسباب التي دعت الهيئة إلى فصل هؤلاء، التحول الفكري، والتحولات في سياسية الهيئة التي باتت تتسم بالبراغماتية العالية، التي لم تعد تستوعبها الأيديولوجيات المتصلبة التي يحملها أمثال الشرعيين الثلاثة المفصولين”.

ولفت إلى أن الشرعيين الذين يقال لهم “الفريق المصري” في الهيئة سابقا، “يحملون أيديولوجية تكفيرية ضد الفصائل ومكونات الثورة السورية، وكان الجولاني سابقا بحاجة لهم من أجل تحشيد الجنود قتاليا ضد هذه الفصائل”.

ولفت إلى أنه كان لهم حضورهم الواضح، وكانوا متصدرين الكاميرات، لا سيما في الاقتتالات ضد أحرار الشام ونور الدين الزنكي وفي جبل الزاوية ضد صقور الشام.

اقرأ أيضا: “عربي21” تستعرض أسباب فشل توحد فصائل مع “تحرير الشام”

لكنه أكد أن “هذا الدور تقريبا انتهى، وبات الشرعيون الثلاثة يشكلون إزعاجا للقيادة التي تريد خطوات أكثر انخراطا في السياسة الدولية والإقليمية والانفتاح على تركيا، والتنسيق مع الفصائل الثورية”.

وأكد أنه مع السياسة الجديدة لقيادة الهيئة، بات هناك خوف من التحريض ضدها من الشرعيين الثلاثة، فكان ضروريا التخلص منهم.

قشة أخيرة

وتحدث شريفة عن “القشة الأخيرة” التي سببت بالطلاق بين الشرعيين الثلاثة وهيئة تحرير الشام، وأن قرار الفصل جاء في الوقت الذي قامت فيه الهيئة مؤخرا بتسليم طفل إيزيدي إلى أهله، ودارت شبهات أثارها الفريق المصري ضد قيادة الهيئة، بأنه “لا يجوز تسليم طفل لأسرة كافرة، والأصل أن يربى عند المسلمين حتى يصبح مسلما، ما أثار إزعاج القيادة من الانتقادات المتكررة من الشرعيين لسياستها الأكثر انفتاحا، فكان الطلاق والفراق”.

اقرأ أيضًا:   هل حقّا أمدت تركيا مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة نوعية جديدة؟

وأشار أيضا إلى أن إدخال أمير الهيئة أبو محمد الجولاني لفصائل “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في معارك إدلب، في حين أن الشرعيين الثلاثة كانوا يقودون حملة التحريض ضد الثوار بأنهم كفار، أشعل الأمور أيضا.

وأوضح أن الجولاني قال للفصائل المسلحة: أهلا وسهلا، ونرحب بهم، ونرافقهم في الجبهات على العين والرأس، بشرط أن يأتوا للقتال، الأمر مثّل خطابا معاكسا للخطاب الجهادي الذي يحمله الشرعيون الثلاثة، الذين يعرفون التكفير للثوار ومن يتعامل معهم.

وأكد أن الأمر بات بالنسبة للشرعيين تكذيبا لخطابهم، ما دفعهم للدفاع عن رأيهم، واعتبروا أن قرار الجولاني خاطئ، وأنه ما كان يجب أن يدخل فصائل المعارضة المحسوبة على تركيا إلى هذه المناطق.

وقال: “لذلك، أنذر الأمر بانشقاقات داخل هيئة تحرير الشام، فكان لا بد من التخلص من الشرعيين الثلاثة للحفاظ على الانفتاح السياسي، دون تشويش من هؤلاء الشرعيين الذين استهلكوا، وما عادوا يقدمون المفيد للجولاني”.

ليست الأولى

وقرأ أبو هنية أبعاد فصل الشرعيين الثلاثة من هيئة تحرير الشام، ولفت في حديثه لـ”عربي21″، إلى أن هذا الأمر ليس الأول من نوعه داخل الهيئة، بل كان هناك دائما حراك داخلي مشتعل، وسط محاولات عديدة جرت لمحاولة تأهيل الهيئة.

وقال إن محاولات إعادة تأهيل تحرير الشام، والتزامها ببعض المتطلبات الإقليمية والدولية لاعتبارها حركة سياسية، ومحاولتها التكيف بشكل أو بآخر مع الواقع، كل ذلك أدى إلى انفصالات حصلت سابقا، بعد نقاشات داخلية.

ولفت إلى أن الأمر ذاته كان حين تم الإعلان عن الانفصال عن تنظيم القاعدة، حيث انفصل شرعيون وغيرهم من العسكريين، وكان من أبرزهم دكتور سالم العريدي أو أبو همام أو أبو جليبيب وبقية الذين شكلوا لاحقا حراس الدين.

وأشار إلى أن هناك مجموعات انفصلت عن تحرير الشام بعد خلافات حول سياسات الجماعة، وفصل الشرعيين الثلاثة يأتي كفصل جديد من الانفصالات التي تأتي في هذا السياق.

عربي21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *