كيف يهيئ مدونون سعوديون لعلاقة كاملة مع إسرائيل؟
من ألفين إلى أكثر من 16 ألفا، تضاعف عدد متابعي المطبع السعودي المدعو “محمد سعود” عبر تويتر بعد زيارته الاستفزازية إلى إسرائيل، ومثله مدونون آخرون أثاروا صخبا كبيرا في الآونة الأخيرة، ما دفع صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” إلى التساؤل عن دور قيادة المملكة في تحريكهم.
يشير تقرير للصحيفة العبرية، ترجمته “عربي21″، إلى غياب أي دليل يدعم وجود اتصال حكومي رسمي مع هؤلاء، ومع ذلك، فإن ازدياد عددهم يشير إلى احتمال كونهم أداة بيد السلطات لقياس الرأي العام.
وينقل التقرير عن خبير أمني إسرائيلي، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، القول، “إن تغييرا حقيقيا يحدث (..) وعندما يحاول ولي العهد (محمد بن سلمان) تغيير صورة بلده، فإن من وسائل ذلك هو التقارب مع إسرائيل واليهود”.
وتضيف الصحيفة أن العلاقات بين البلدين “لها عمق استراتيجي، يتجاوز بكثير عالم التدوين، ولكن هذه الظاهرة غير العادية هي أحدث إشارة يمكن رؤيتها على حدوث تغير في الموقف تجاه الدولة اليهودية داخل المملكة”.
ويؤكد التقرير وجود “جذور تاريخية” لما يجري اليوم، موضحا: “الحقيقة، أن اتجاه الريح بدأ يتحول منذ نحو عقدين، لدى طرح السعودية مبادرة السلام العربية”، التي سعت إلى إنهاء الصراع ومنح دولة إسرائيل اعترافا من جميع الدول العربية.
ورغم أن المملكة كانت لا تزال، آنذاك، تشهد جمع التبرعات لحركة حماس، بحسب الصحيفة، إلا أن النفس الإعلامي بدأ يتغير ببطء.
وفي عام 2005، تضيف، أعلنت المملكة عن إنهاء الحظر المفروض على السلع والخدمات الإسرائيلية من أجل تسهيل دخولها منظمة التجارة العالمية.
“وأواخر عام 2008، اعتقلت السلطات السعودية الشيخ عوض القرني، رجل الدين المتشدد الذي هاجم الغرب، وشجع على العنف ضد الأهداف الإسرائيلية”، بحسب “ذا تايمز أوف إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أن الربيع العربي عام 2011، والاتفاق النووي بين إيران والغرب، لاسيما الولايات المتحدة، دفعا نحو تحول استراتيجي للسياسة السعودية، قربها أكثر فأكثر نحو إسرائيل.
وتابعت: “هذا التحول الجيوسياسي المهم مدعوم على نطاق واسع في إسرائيل، ووفقا لمسح أجرته اللجنة اليهودية الأمريكية مؤخرا، فإن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن البلدين سيتبادلان فتح سفارات خلال خمس سنوات”.
وتنقل الصحيفة عن “عبد الحميد غبين”، الذي وصفته بأنه “محلل سياسي وصحفي سعودي”، قوله إن “سلوك” الدول العربية، لاسيما بلاده، قد تغير، وأن “إسرائيل لم تعد عدوا، بل جزءا من المنطقة”.
وأعرب “غبين” في حديث للصحيفة الإسرائيلية عن أن العلاقات بين الجانبين، في مختلف المجالات، سيتم تطبيعها قبل نهاية عام 2020.
وذهب “المحلل السياسي” إلى حد الحديث عن حق اليهود باحتلال فلسطين، مستدلا بآيات من القرآن، تشير، بحسبه، إلى وجودهم على تلك الأرض قبل آلاف السنين.
وأرجع “غبين” التغير الحالي إلى سببين رئيسيين: توجه الإعلام السعودي، و”الإبداع الثقافي” الإسرائيلي.
ونقل التقرير عن الخبير الإسرائيلي، موران زاغا، قوله إن التغييرات التي تجري في المملكة ليست مؤقتة، وأن الخطر الإيراني من شأنه ترسيخها.
ورأت الصحيفة أن الرياض لم تصل إلى غض النظر تماما عن الفلسطينيين ومطالبهم، إلا أنها تجاوزت “لاءات” قمة جامعة الدول العربية بالخرطوم، قبل 52 عاما، وبتنا اليوم في مرحلة التفكير بالانعكاسات الإقليمية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.