أردوغان ينوي شن عملية عسكرية ضد أتباع أمريكا.. و يهيّئ الأجواء
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى تفاصيل خطة “المنطقة الآمنة” التي تعتزم أنقرة إنشاءها شمال سوريا، في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
طلب أردوغان الدعم من الغرب لهذه الخطة التي من شأنها تأمين عودة 3 ملايين لاجئ سوري إلى بلادهم.
تشمل المنطقة الآمنة التي تخطط أنقرة لإنشائها خطًّا بطول 480 كم بمحاذاة الحدود التركية. ويبلغ عمقها 30 كم، تضم مدنًا استراتيجية كالقامشلي وعين العرب ورأس العين وعامودا ومنبج وتل أبيض.
ويقع ضمن حدود المنطقة الآمنة طريق حلب- الحسكة البري، الذي يربط شرق سوريا بغربها.
هدف تركيا هو تطهير الخط الممتد على طول حدودها الجنوبية من تنظيم “بي كي كي/ ي ب ك”، وتوفير عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
هناك اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة، رغم أن طول وعمق المنطقة محدودين حاليًّا، لكن هناك فارق كبير في الجوهر ما بين خطة المنطقة الآمنة في تصور الولايات المتحدة وتلك التي تفكر بها تركيا.
ولهذا تقف تركيا على عتبة تطبيق خطتها بنفسها. قدم أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة عرضًا للخطة المذكورة وطلب الدعم اللوجستي من الغرب أيضًا من أجل اللاجئين على الأقل. وهذا ما فسره الإعلام الدولي على أن أنقرة سوف تتحرك خلال فترة قصيرة.
فأردوغان أعلن أنه لن يبدي المزيد من التسامح مع أساليب المماطلة الأمريكية، مشيرًا إلى أن المهلة الأخيرة هي آخر أسبوع من سبتمبر/ أيلول.
لم ترشح بعد تفاصيل محادثات أردوغان مع ترامب إلى الإعلام، ولا نعرف حاليًّا عن ماذا تحدث الزعيمان بشأن المنطقة الآمنة. لكن مهما كانت فحوى المباحثات فإن أنقرة عازمة على تطبيق هذه الخطة، سواء مع أو بدون الولايات المتحدة.
مع انتهاء المهلة التي حددتها تركيا للولايات المتحدة – الأسبوع الأخير من سبتمبر- لا تقف البنتاغون مكتوفة اليدين. فهي تواصل مد “بي كي كي/ ي ب ك” بالسلاح والذخيرة والدعم اللوجستي.
وكما فعلت في منبج، تستمر البنتاغون في المماطلة والتسويف مع أنقرة، وفي الأثناء تواصل تزويد التنظيم الإرهابي بالإمدادات.
تجري كل هذه التطورات أمام عيني أنقرة، التي لا بد أنها تقرأ النوايا الأمريكية. بيد أن أردوغان يجري دبلوماسية دقيقة قبل العملية ويهيئ الأجواء الدولية.
إذا حاولت الولايات المتحدة مواصلة استراتيجية المماطلة وجعل المنطقة الآمنة عبارة عن تسيير دوريتين وتحليق مروحية فإن إطلاق أنقرة العملية العسكرية أمر محتوم. ومن الواضح أنه لم يبق وقت طويل لاتخاذ مثل هذا القرار.