أردوغان يدعو لجعل موارد شرقي المتوسط محورا للتعاون وليس الصراع
أردوغان يدعو لجعل موارد شرقي المتوسط محورا للتعاون وليس الصراع
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جعل مصادر الطاقة شرقي البحر المتوسط محورا للتعاون عوضا عن الصراع.
جاء ذلك في كلمة، الجمعة، خلال الجلسة الافتتاحية لـ”المنتدى الدبلوماسي” بولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وقال الرئيس أردوغان مخاطبا المشاركين في المنتدى: “يمكننا جعل مصادر الطاقة شرقي المتوسط وسيلة للتعاون عوضا عن الصراع”.
وأعرب أردوغان عن امتنانه من انتعاش الدبلوماسية بين بلاده واليونان في الفترة الأخيرة.
وأكد رغبة تركيا في تعزيز التعاون مع كافة المناطق من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية ومن المحيط الهادئ إلى آسيا.
في سياق آخر، أشار الرئيس أردوغان أن المجتمع الدولي فشل في امتحان إدارة التداعيات المدمرة لجائحة كورونا.
ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي لم يتناول أكبر أزمة صحية في التاريخ إلا بعد 100 يوم.
كما أكد أنه “من المهم عدم إتاحة الفرصة للتعصب القومي في موضوع اللقاحات لعدم تكرار الأخطاء الحاصلة أثناء جائحة كورونا”.
وأوضح الرئيس التركي أن حجم المخاطر التي تهدد العالم، يستدعي التضامن والتعاون الدوليين، مبينا أن تفشي وباء كورونا أظهر جليا هذه الحاجة.
وأردف قائلا: “للأسف شاهدنا العديد من دول العالم فضلت اتباع السياسات الحمائية والوقائية والتنافسية بدل التعاون لمواجهة وباء كورونا، ورأينا كيف أن ملايين الناس تُركوا وحدهم في مواجهة كورونا”.
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا مدت يد العون للكثير من الدول والمؤسسات الدولية، انطلاقا من مبدأ “الصديق عند الضيق”.
ولفت إلى أن حكومة بلاده قدمت الخدمات الصحية لجميع الأجانب واللاجئين المقيمين في تركيا، “دون أي تمييز بينهم وبين مواطني الجمهورية”.
وتابع: “نخطط لأن يكون اللقاح التركي المحلي جاهزا قبل نهاية العام الحالي، وفور إنتاج لقاحنا المحلي، سنضعه في خدمة الإنسانية جمعاء”.
وعن مساعي بلاده الدبلوماسية على الصعيد العالمي، قال أردوغان: “من المجالات التي نحتاج فيها إلى تكثيف دبلوماسيتنا، جعل مجلس الأمن الدولي هيكلا أكثر شمولا”.
وأردف: “أولئك الذين يستفيدون من الوضع الراهن لمجلس الأمن، لن يؤيدوا بالطبع هذه الفكرة، فالوضع الراهن يمنحهم قوة غير متكافئة، بل هناك ضغوط علنية وسرية لتهميش وإسكات الدول التي تطالب بالإصلاح”.
وأشار أردوغان إلى أنه من المحال الاستمرار بالهيكلية الحالية للمؤسسات الدولية، وتركيا تهدف من نضالها تحت شعار “العالم أكبر من خمسة” إلى التخلص من أعباء الماضي واحتضان المستقبل.
واستطرد: “النظام الذي يعطي 190 دولة الحق في الجلوس على الطاولة لفترة من الوقت ولكن لا يعطيها حق تقرير مصيرها، لا يمكن أن يحقق العدالة”.
وأوضح أردوغان أن الدبلوماسية التركية تستمد قوتها من قدرتها على مواكبة الظروف المتغيرة، مبينا أن أنقرة عملت بجد لإيجاد حل سياسي من شأنه أن يعكس إرادة الشعب في سوريا.
وتابع قائلا: “منذ نحو 10 أعوام نستضيف نحو 4 ملايين من إخوتنا السوريين، ونساعد نحو 5 ملايين آخرين يقيمون في المناطق الحدودية القريبة من تركيا، وتركيا هي الدولة الوحيدة التي كافحت التنظيمات الإرهابية في الداخل السوري وجها لوجه”.
وأضاف: “لم نسمح أن تتحول سوريا إلى ساحة تدريب وملاذ آمن للمقاتلين الأجانب الإرهابيين، وساهمنا في حماية أمن أوروبا والعالم عبر إنزال ضربات قاسية على تنظيم داهش الإرهابي، حيث تمكننا من تحييد نحو 4 آلاف و500 عنصر من التنظيم المذكور”.
وذكر أردوغان أن بلاده أنشأت أيضا منازل مؤقتة للنازحين السوريين المقيمين في محافظة إدلب، مشيرا إلى أن أنقرة “لم تلق الدعم اللازم من المجتمع الدولي في مساعيها لحماية السوريين والقضاء على التنظيمات الإرهابية”.
وشدد على أن ضمان السلام والاستقرار في سوريا ليس مسؤولية تركيا فقط، بل مسؤولية العالم بأسره.
وعن مستجدات الأوضاع في ليبيا، قال أردوغان: “لقد مهد تضامننا مع الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة الطريق لوقف إطلاق النار والوحدة وبداية جديدة في البلاد”.
وأردف: “من المهم زيادة الدعم من أجل التعافي وإعادة الإعمار والتنمية في ليبيا، خاصة خلال هذه الفترة الحرجة”.