كيف تفاعل المسؤولون الأتراك مع دعوات ترحيل السوريين؟
كيف تفاعل المسؤولون الأتراك مع دعوات ترحيل السوريين؟
تواصل المعارضة التركية منذ أسابيع، تكثيف دعواتها للحكومة بترحيل اللاجئين السوريين على أراضيها، الأمر الذي دفع مسؤولين في الحكومة وفي حزب العدالة والتنمية للتعليق على الأمر.
وفي كلمة له خلال فعالية، دعا فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، إلى تذكّر مواقف اللاجئين السوريين، مستشهداً بالرضيع “أيلان” الذي قذفته الأمواج إلى الشاطئ، خلال رحلة لجوئه إلى أوروبا.
وانتقد ألطون ازدواجية المعايير الناجمة عن التمييز بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين، لافتاً إلى أن التاريخ سيذكر ذلك.
وأضاف أنه لا يمكن الحديث عن القيم الدولية وحقوق الإنسان دون استقبال جميع اللاجئين دون تمييز.
بدوره، قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن البعض يتحولون إلى “أبطال عندما يتعلق الأمر باللاجئين، فيتحدثون عن الأمن القومي ومصالح الدولة وغيرها.”
وتساءل أقطاي قائلاً: “هل لديهم أي مشاريع جديرة بالاهتمام لتنمية أكبر لهذا البلد وهذا المجتمع، سوى التحريض على العنف والكراهية؟”
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد في كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، أمس الأربعاء، على أنهم “حكومة تحتضن اللاجئين لا تطردهم.”
وأضاف قائلاً: “سنضمن عودتهم مع الانتهاء من بناء المنازل المؤقتة لهم شمالي سوريا”.
وتابع: “عندما تتوفر البيئة الآمنة لهم (اللاجئين السوريين) فإنهم سيعودون بشكل طوعي”.
أما وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، قال إنه يجب أولا ضمان سلامة السوريين قبل إعادتهم لبلادهم.
وأوضح أنه يجب النظر إلى ملف اللاجئين من منظور سياسي، وإنساني، واجتماعي.
وأضاف: “نتحدث عن عودة كريمة للاجئين، علينا ضمان عودة اللاجئين لبلادهم، وعلينا القيام بذلك بحكمة، بشكل يتوافق مع حقوق الإنسان، والقانون الدولي، والدستور التركي”.
وردا على سؤال حول احتمال التغير الديموغرافي بسبب اللاجئين السوريين، قال تشاووش أوغلو إن تواجد السوريين في بعض الولايات التركية الحدودية مع سوريا كثيف، لكن التركيبة الديموغرافية في عموم تركيا لم تتغير.
وأكد على أهمية ضمان سلامة السوريين أولا قبل إعادتهم، مضيفا: “يجب ضمان الاحتياجات الأساسية لهؤلاء (اللاجئين) بعد عودتهم لديارهم، مثلا أماكن الإقامة، وتعليم الأطفال، والمشافي، والمشاريع التي تؤمن فرص العمل”.
وردا على دعوة نظام الأسد السوريين للعودة، أفاد أن النظام لا يؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرته بالشكل الكافي، مؤكدا على وجود مشاكل حقيقة هناك، بحسب تقارير مراقبين دوليين.
تأتي هذه المستجدات تزامناً مع حملة مكثفة تقودها المعارضة التركية على أرض الواقع وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تستهدف اللاجئين والمهاجرين في تركيا، وفي مقدمتهم السوريين. حيث تحاول الضغط على الحكومة قبيل الانتخابات المقبلة، لتعديل سياساتها بخصوص اللاجئين، مطالبة بإعادتهم إلى بلادهم وقطع مختلف أنواع الدعم عنهم.