إسطنبول بأورطه كوي.. سحر مميز في كل الفصول
إسطنبول بأورطه كوي.. سحر مميز في كل الفصول
في كل الفصول والمواسم، تتمتع مدينة إسطنبول العريقة بسحر مميز، يجعلها مقصداً للمقيمين والسائحين من كل مكان حول العالم.
هذا السحر يزداد خلال ساعات المساء والليل، حيث تكتسب المدينة جمالاً أكثر روعة وتميّزاً عندما تمتزج المشاهد الطبيعية بالأضواء البهية التي تزيّنها.
منظر إسطنبول ليلاً مع الأضواء الممتدة على مبانيها ومراكزها التاريخية والحيوية، الواقعة على ضفّتي البوسفور الآسيوية والأوروبية، يمثّل سحراً لا مثيل له، يجذب كلّ حالم بقضاء وقتٍ جميل يُحفر في الذاكرة.
وتوفر منطقة أورطه كوي الواقعة على الجانب الأوروبي لإسطنبول، تلك اللقطة الحالمة لكلّ عاشق لها، ذلك أنها تمثّل عين إسطنبول على مضيق البوسفور، حتى بات التقاط الصور منها من الثوابت، لتصبح أيقونة لكل سائح وزائر للمدينة لتتويج زيارته إليها.
وعلى هذا الأساس، يعتبر التقاط الصور و”السلفي” من أورطه كوي بشكل يبرز مشهد جسر شهداء 15 يوليو/ تموز، من الأسباب المهمة التي تدفع الزائرين والسائحين لزيارة المنطقة السياحية.
** لقطات وأضواء
المشهد من أورطه كوي ليلاً، يظهر الجانب الآسيوي من المدينة، وقد أنارتها الأضواء على امتداد المباني المنتشرة على هذا الشطر بانعكاسٍ ساحر يمتدّ من الشمال إلى الجنوب.
الأضواء تتصل بالجانب الأوروبيّ عبر الجسر المعلق، وهو أول جسور البوسفور، الذي يزهو بإضاءة من مختلف الألوان الخلابة، تتبدّل بشكلٍ يراعي المناسبات التي تمرّ على تركيا والعالم، لتشكل تواصلاً ضوئياً إضافةً إلى التواصل البرّي.
المشهد البديع للجسر المعلق وحركة مرور السيارات وصولاً إلى الجانب الآسيوي، ترسّخ في الوجدان لما يمثله من لقطة مميزة وأيقونة لعشاق التصوير من قاصدي المنطقة للاستمتاع بفرادته.
الجلوس على الشرفة المخصصة في المنطقة، يوفّر إمكانية التمتّع بذلك المشهد بالتزامن مع عبور السفن والمراكب بمختلف أنواعها عبر مضيق البوسفور، فضلاً عن تبدّل الأضواء والألوان وخاصة في العطل وفي أيام الربيع والصيف الذي يبلغ فيه الموسم السياحي ذروته.
** أورطه كوي
منطقة أورطه كوي، وتعني بالعربية “القرية الوسطى”، هي عين إسطنبول على البوسفور، تقع في الشطر الأوروبي من المدينة، وتطل على المضيق والجانب الآسيوي.
مضيق البوسفور يعدّ الممرّ المائي بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويفصل بين القارّتين الآسيوية والأوروبية، وهو أحد أجمل مناطق المدينة، بل العالم كله، لما له من إطلالة جميلة، وأهمية استراتيجية كبيرة.
هذا المشهد الذي تهديه أورطه كوي لإسطنبول، يغري عدسات الإعلام والدراما التركية، التي تركز عليه باعتباره لوحةً جمالية طبيعية وجزءاً بارزاً من هوية المدينة التي تأسر ألباب الزائرين.
ومع تلاشي مظاهر جائحة كورونا، عاد الزوار يتدفقون مجدداً إلى المنطقة للاستمتاع بالمنظر الفريد، مع ما يظهره في الخلفية من معالم آسرة مثل برج تشاملجا الإذاعي، وجامع تشاملجا الأكبر في تركيا، القابعين فوق تلة تشاملجا الشهيرة بـ “تلّة العرائس” في الشطر الآسيوي.
ولا يمكن التطرّق إلى إطلالة أورطه كون، دون الحديث عن بروز الآثار الإسطنبولية في خلفيتها، فمنطقة أورطه كوي تسمح للوافدين بمشاهدة مسجد السلطان أحمد، ومتحف آيا صوفيا، وأبرز معالم إسطنبول المنتشرة في محيط المنطقة.
** أطعمة مميزة
زيارة أورطه كوي لا تخلو كوي من طقوس خاصة بالأطعمة والمأكولات، فقد بات شائعاً أنها لا يمكن أن تكتمل إلا بتناول “الكومبير” الشهي وحلويات “الوَفل” الغربية، التي تعدّ من الأطعمة المميزة في المنطقة.
عشرات المحلات التي تبيعها الكومبير والوفل تنتشر في المكان، ولا يكاد يمرّ زائر إلا وهو يحمل بين يديه إحدى هاتين الأكلتين، قبل أن يجد له مكاناً على الساحل، يراقب منه البوسفور وحركة البواخر التي تجول بالسيّاح.
و”الكومبير” هو أكلة بسيطة وشهية، يتم تقديمها في مطاعم تركية كثيرة، تتكوّن من ثمرة كبيرة من البطاطا، مشوية بالفرن، يتم شقّها من المنتصف، وعجنها مع الزبدة والجبن، تمهيداً لإضافة أنواع مختلفة من السلطات الباردة كالزيتون والذرة والخس والجبن والمايونيز، والبقوليات والمنكهات الأخرى.
أما “الوفل”، فهي حلويات غربية تخبز في جهاز خاص، وتوضع عليها أنواع من الشوكولاتة والفواكه، والمربيات، وأحياناً مثلجات.
وبطبيعة الحال، يعمد زوار المنطقة إلى تتويج زيارتهم بالتقاط الصور التذكارية، لتخليد اللحظات الجميلة التي قضوها على ضفاف درّة القارّتين الآسيوية والأوروبية، إسطنبول!