أردوغان ينتقد أطرافاً خارجية تحاول “استغلال” قضية “إمام أوغلو”
أردوغان ينتقد أطرافاً خارجية تحاول "استغلال" قضية "إمام أوغلو"
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أطرافاً خارجية اتهما بمحاولة استغلال الحكم القضائي الصادر بحق رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، متهماً إياها بـ “محاولة التلاعب” بالسياسة الداخلية لبلاده.
أردوغان وفي خطاب ألقاه أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، قال إن القوى الأجنبية تحاول استغلال القضية للتلاعب بالسياسة التركية قبل التصويت.
وتوجه أردوغان لأنصار حزبه قائلاً: “هل تبحثون عن مهندسين سياسيين؟ هل تبحثون عن أجانب يستخدمون جريمة فردية للتلاعب بالسياسة في بلدنا؟”.
وفي أول تعليق مباشر له على الحكم القضائي بإدانة “إمام أوغلو”؛ قال أردوغان إنه لا يكترث بمن سيكون مرشح المعارضة في انتخابات العام المقبل.
وأضاف “لم تصدر المحكمة قرارا نهائيا بعد؛ ستذهب القضية إلى محكمة الاستئناف ومحكمة النقض”، وأضاف “إذا ارتكبت المحاكم أي خطأ فسوف يتم تصحيحه”.
وتساءل الرئيس التركي في رده الأول على الحكم الذي صدر بحق رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بالسجن ومنعه من ممارسة العمل السياسي، “ماذا وراء العاصفة التي اندلعت بسبب حكم في هذه الأيام؟”. وأضاف “هذا الجدل لا علاقة له بنا ولا بي ولا بأمتنا”.
وعبّر عن أسفه لأن “البعض يحاولون ممارسة لعبة العروش من خلالنا”، مشيرا إلى أن ردود الفعل على الحكم ناجمة عن التنافس الداخلي في المعارضة التركية.
ماذا جرى؟
وحكمت محكمة الأسبوع الماضي على إمام أوغلو بالسجن لأكثر من عامين ومنعته من تولي منصب رسمي للمدة نفسها بتهمة “إهانة مسؤول عام” في 2019.
وأدانت دول غربية الحكم وعلى رأسها الولايات المتحدة التي قالت وزارة خارجيتها إنها أصيبت “بخيبة أمل عميقة” بينما وصفته ألمانيا بأنه “ضربة قوية للديمقراطية”.
ونشأت القضية بعد الانتخابات البلدية والتي ألغيت وفاز إمام أوغلو فيها من جديد بعد إعادتها.
وكان إمام أوغلو -الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد- قد فاز بمنصب رئيس البلدية في الانتخابات المحلية التي عقدت عام 2018، على منافسه بن علي يلدرم، رئيس الوزراء السابق ومرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك في منافسة شابتها اتهامات بالتزوير.
وإثر بت لجنة الانتخابات العليا بالطعون المقدمة من حزب العدالة والتنمية، طلب الحزب إبطال الانتخابات في إسطنبول وإعادتها، وهو طلب استجابت له لجنة الانتخابات؛ مما دفع إمام أوغلو لوصف أعضاء اللجنة “بالأغبياء”، أو “الحمقى”.
وبعد إدانة رئيس بلدية اسطنبول، خرج عشرات الآلاف إلى شوارع المدينة تعبيرًا عن تأييدهم له.
ورأى بعض المحللين أن الحكم يمكن أن يحفز الحملات المتعثرة لأحزاب المعارضة التركية التي لم تتفق بعد حول من سينافس أردوغان العام المقبل.
وسيستمر رئيس البلدية البالغ من العمر 52 عاما في منصبه في حين تنظر المحاكم في استئنافه. لكن مسؤولا كبيرا قال إن إمام أوغلو لن يسمح له بأن يشغل منصب الرئيس في حال فوزه بالانتخابات. وقال المسؤول إنه سيتعين بعد ذلك إجراء انتخابات رئاسية ثانية.
أكرم إمام أوغلو
ويعد أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الكبرى ومدرس الرياضات السابق وعضو حزب الشعب الجمهوري أحد أكثر الأسماء تداولاً في أروقة المعارضة بوصفه أحد المرشحين التوافقيين المحتملين عن تحالف الستة.
وشغل إمام أوغلو منصب رئيس بلدية حي بيليك دوزو في إسطنبول قبل منصبه الحالي الذي فاز به إثر انتخابات 2019 المحلية، والتي تغلب فيها على بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
يعد رئيس بلدية إسطنبول أحد المرشحين المفضلين لميرال أكشنار، وتعرض إمام أوغلو لانتقادات واسعة من قبل الإعلام الموالي للحكومة وإعلام المعارضة على حد سواء بسبب سوء إدارته لعدد من الكوارث والأزمات التي شهدتها المدينة مؤخرا.
كما أن هناك جدل في صفوف المعارضة التركية حول ترشيح إمام أوغلو كمرشح توافقي عن تحالف “الطاولة السداسية” التي تضم أحزاب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) بزعامة كمال كليتشدار أوغلو، والجيد بزعامة ميرال أكشنار، والمستقبل بزعامة أحمد داوود أوغلو، والنهضة والديمقراطية بزعامة علي باباجان، والديمقراطية بزعامة غول تكين أويصال.
وقبل أشهر، كشفت صحف تركية عن وجود مساعٍ أمريكية بريطانية، لترشيح إمام أوغلو، للانتخابات الرئاسية في تركيا، مستدلة على ذلك بلقاء إمام أوغلو بالسفيرين الأمريكي جيف فليك، والبريطاني، دومينيك شيلكو، خلال أقل من أسبوعين.