ويأمل كل من أردوغان الذي قضى 20 عاما في السلطة، وخصمه كليجدار أوغلو المدعوم من 6 أحزاب، في حسم الانتخابات من جولتها الأولى في 14 مايو/أيار القادم، بحسب تقرير لـ “الجزيرة نت”.
مختلف الأجيال
وقد اختار الرئيس التركي موقع المطار القديم -وهو المهجور منذ عام 2018 لصالح مطار إسطنبول الضخم على شواطئ البحر الأسود- في إشارة إلى المشاريع العملاقة التي طبعت فترة حكمه.
وفي اليوم السابق، اختار كليجدار أوغلو الجانب الآسيوي للمدينة، وعقد تجمعه في حديقة تطل على بحر مرمرة.
وبموجب القانون الانتخابي، بإمكان المرشحين عقد تجمعات حتى السبت المقبل، عشية التصويت، وسيعقدان خلال ذلك تجمعين في العاصمة السياسية أنقرة. ولكن يحظر منذ الأربعاء نشر نتائج استطلاعات الرأي.
ووفق التقرير الذي بثته وكالة الصحافة الفرنسية فإن جمهور أردوغان من كل الأجيال، وقد أتى كثيرون مع عائلاتهم لدعمه على مدى ساعة ونصف برفقة أطفال، كما حضرت مجموعات من الشباب.
وأعلن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان عن “اجتماع القرن”، مؤكدا حضور أكثر من مليون شخص جاء عدد كبير منهم عبر 10 آلاف حافلة مستأجرة من 39 بلدية في إسطنبول.
مشاريع ضخمة
وقال الرئيس التركي منتقدا خصومه “لم يزرعوا حتى شجرة أو يضعوا حجرا واحدا”، وأضاف -وسط صيحات تأييد أنصاره- “لقد أعدنا تشكيل البلد”.
وهذا ما دفع صالح أوزتورك -وهو موظف يبلغ 45 عاما- للقدوم ودعم أردوغان. يقول صالح “أنا معجب بما قام به، المشاريع الضخمة”، مشيرا إلى المستشفيات والجسور والطرق السريعة، ومضيفا “إذا فازت المعارضة سينتهي أمرنا”.
بدوره، يقول جمعة دمير (44 عاما) حاملا بالونات بيضاء “لقد فعل كل ما يجب القيام به”.
ويتابع الرجل الذي جاء مع زوجته زبيدة وابنتيهما الصغيرتين “كنا في حال سيئة من قبل، واليوم لدينا كل شيء: الحرية والرفاه”.
بدورها، تبتسم خيرية كيفال (68 عاما) قائلة “يشرفني أن أكون هنا”، وتضيف المرأة التي تعاني إعاقة وجاءت في حافلة استأجرها حزب العدالة والتنمية “لقد عرف كيف يخدم البلد”.
حديث المعارضة
وفي اليوم السابق، وأمام عشرات الآلاف من المؤيدين المتحمسين بالقدر نفسه، بشّر كمال كليجدار أوغلو برياح التغيير.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك -وهو أكبر قوة معارضة حاليا- “هل أنتم مستعدون للتغيير؟ هل أنتم مستعدون لتحقيق الديمقراطية؟”.
وأضاف “معا سنحكم البلد بالحكمة والفضيلة. سأُحضر الربيع، أعدكم”.
وخلال التجمّع، تحدث بإسهاب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري الذي انتزع إدارة المدينة العملاقة من حزب العدالة والتنمية عام 2019.
يذكر أن إمام أوغلو الذي يحظى بشعبية كبيرة، مُنع من الترشح للرئاسة على خلفية صدور حكم قضائي بحقه، واستأنفه. وهتف الحشد “حقوق، قانون، عدالة”.
الحرية والمرأة
وقال العامل المتقاعد يونس منصور (75 عاما) حاملا العلم التركي “بسبب أردوغان يقبع أبرياء في السجن”، معربا عن أمله في أن يؤدي انتصار المعارضة إلى عودة “الحرية والديمقراطية”.
ويبدي ثابت (55 عاما) ثقته في أن “كليجدار أوغلو سيفعل الصواب”.
ورغم أنه يبلغ 74 عاما، اجتذب كليجدار أوغلو الكثير من الشباب ومنهم ألينا إردم (20 عاما) التي تقول بحماسة “إنه مثلنا. إنه يفهم الناس”.
وتقول ماجدة طوسون (24 عاما) الموظفة في سوبر ماركت إن “كليجدار أوغلو سيرفع مكانة المرأة”.
وترى الشابة التي جاءت من حيّ أيوب المحافظ، أن مواقف حزب الشعب الجمهوري شديدة العلمانية والمناهضة للحجاب “باتت شيئا من الماضي”.
وتضيف “لست قلقة على الحجاب” بل من إعادة انتخاب أردوغان.
هذا وتتجه تركيا إلى انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية في آن واحد، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، في مشهد يوصف بالتاريخي لكونه يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف “الجمهور”، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف “الأمة” أو ما يعرف بـ “الطاولة السداسية”، وزعيم حزب البلد محرم إنجه عن حزبه والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف “الأجداد”.
في المقابل، يخوض 24 حزباً الانتخابات البرلمانية في سباق للحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
وفي الوقت الذي اختتمت فيه عملية الاقتراع في الخارج، من المتوقع أن تبدأ في تركيا اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح الأحد 14 مايو/ أيار.