بايدن: سنعمل في الأيام المقبلة مع تركيا ودول أخرى لوقف إطلاق النار بغزة

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده ستكثف جهودها الدبلوماسية في الأيام المقبلة بالتعاون مع تركيا ودول أخرى من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وفي كلمة ألقاها في البيت الأبيض بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة الأمنية على الاتفاق، أكّد بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان، واصفا ذلك بأنه “نبأ سار”.

وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستبذل جهدًا آخر في الأيام المقبلة مع تركيا ومصر وقطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”.

وأضاف أن سكان غزة عانوا أكثر من اللازم، ويستحقون أن يروا نهاية للقتال تماما كما يفعل سكان لبنان.

وأوضح بايدن أن أمام “حماس” الآن خيارا يتعين عليها اتخاذه وإن طريقها الوحيد للخروج هو إطلاق سراح المحتجزين، وأكد أنه سيقضي الوقت المتبقي له في منصبه في العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف وغيره من الأهداف، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية وتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وفي بيان مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد بايدن أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.

وقال بايدن وماكرون في البيان المشترك “إن الإعلان اليوم سيوقف القتال في لبنان ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان”.

وأضافا أن من شأن هذا الاتفاق أن “يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق”.

وأشار الرئيسان أن باريس وواشنطن ستعملان على ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار تنفيذا تاما.

وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق الثلاثاء أنه مستعد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وسيرد بقوة على أي انتهاك من جماعة حزب الله.

تعليق تركي 

وفي أول تعليق رسمي تركي، أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن ترحيبه باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم.

وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، شدد أردوغان على أهمية التزام جميع الأطراف، لا سيما إسرائيل، بتنفيذ بنود الاتفاق بدقة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الهدوء في لبنان.

وقال أردوغان: “نتوقع من جميع الأطراف، وخاصة إسرائيل، الالتزام الكامل بمسؤولياتها لضمان استقرار الأوضاع على الأرض”.

كما أكد استعداد تركيا لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لوقف المجازر في غزة والعمل على إرساء هدنة دائمة هناك.

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل دخل حيز التنفيذ عند الرابعة صباحاً بتوقيت بيروت (+2 ت.غ)، منهياً مواجهات استمرت منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واشتدت حدتها خلال الشهرين الماضيين.

بنود الاتفاق

وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن حزب الله وكل التنظيمات المسلحة بلبنان ستتوقف، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة إسرائيل في البداية.

وفي مقابل ذلك تتوقف إسرائيل عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان جوا وبرا وبحرا.

وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي لبنان.

كما ينص الاتفاق على أن استيراد السلاح وصناعته وكل ما يتعلق به ستكون في إطار سيطرة حكومة لبنان.

وحسب القناة يؤكد لبنان وإسرائيل، بموجب الاتفاق، أهمية قرار مجلس الأمن 1701.

يشار إلى أن إسرائيل وسّعت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق عدوانها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن  نحو 3800 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.