خطاب أردوغان “التاريخي”.. تأكيد على أهمية الأخوة التركية الكردية العربية
خطاب أردوغان "التاريخي".. تأكيد على أهمية الأخوة التركية الكردية العربية

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن اللحظة الراهنة تمثل ميلاد صفحة جديدة قوامها وحدة الأتراك والأكراد والعرب، معتبرًا أن انتصارات الأمة عبر التاريخ ما كانت لتتحقق إلا بتحالف هذه الشعوب.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، السبت، ووصف بـ “التاريخي”، حيث جاء غداة بدء تنظيم “PKK” الإرهابي تدمير أسلحته فعليا، في إطار حل نفسه ونزع سلاحه.
وأكد الرئيس أردوغان أن عملية نزع السلاح الأخيرة للتنظيم الإرهابي تمثل بداية النهاية لآفة الإرهاب التي استمرت 47 عامًا، مشددًا على أن الشعب التركي بأكمله، بمختلف مكوناته من الأتراك والعرب والأكراد، قد انتصر في هذه المرحلة التاريخية.
وأوضح أردوغان أن التغيرات التي شهدتها سوريا والعراق في السنوات الأخيرة ساهمت في تهيئة الظروف للتعامل مع الإرهاب بشكل أكثر فاعلية، مضيفًا أن قضية الإرهاب ليست مسألة داخلية تخص تركيا فحسب، بل هي قضية تخص أيضًا إخوتنا الأكراد في العراق وسوريا، الذين أبدوا دعمهم لهذه التطورات ورحبوا بها.
وأشار إلى أن المجازر الإرهابية الهمجية التي تحدث في غزة ناتجة عن غياب التحالف الحقيقي بين الأتراك والأكراد والعرب، محذرًا من أن انقسام هذه الشعوب لا يؤدي إلا إلى الهزيمة والانكسار والحزن.
وشدد أردوغان على أن يوم أمس يمثل بداية فجر جديد لتركيا العظيمة والقوية، مبينًا أن ما تحقق لم يكن نتيجة مساومات أو صفقات مصالح ضيقة، بل ثمرة إرادة صلبة وإصرار على بناء وطن خالٍ من الإرهاب.
وأضاف الرئيس التركي أن روح ملاذكرد وتحالف القدس ونواة حرب الاستقلال تتشكل من جديد في هذا العصر، لافتًا إلى أن التاريخ يكرر نفسه اليوم حين يتعانق التركي والكردي والعربي بروح المودة والتضامن دون أي حواجز.
وقال أردوغان إن بغداد، التي تغنى بها الشعراء في حكايات ألف ليلة وليلة، بناها الأتراك والأكراد والعرب معًا، تمامًا كما فُتحت القدس تحت راية صلاح الدين الأيوبي، واحتضنت دمشق وديار بكر وماردين وإسطنبول كل هذه الشعوب في تاريخ مشترك من الأخوة والنضال.
وتابع قائلاً: “لقد كنا دائمًا نقاتل جنبًا إلى جنب عندما يقتضي الأمر، ونقسم لقمة الخبز بخناجرنا عند الحاجة. واليوم، نختار أن نحل كل قضية بالحوار، لا بالسلاح ولا بالعنف، بل بالمحبة والأخوة.”
واختتم أردوغان بالتأكيد على أن كل مواطن في هذا البلد، سواء كان تركيًا أو كرديًا أو عربيًا، سنّيًا أو علويًا، غنيًا أو فقيرًا، هو مواطن من الدرجة الأولى أمام الدولة، داعيًا الجميع إلى اغتنام هذه اللحظة التاريخية لتأسيس سلام دائم، وبناء مستقبل مشترك يليق بتاريخ الأمة ومكانتها.