شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

ياسر التركي يكتب: أوائل شهداء الجوية العثمانية يرقدون في دمشق

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تضم مدينة دمشق العريقة الكثير من الآثار التركية العثمانية، وعلى سبيل الذكر هناك سوق مدحت باشا وساحة المرجة وجامع لالا باشا وجامع تنكز والتكية السليمانية وغيرها العديد من الآثار، إلا أنني أود الحديث في هذه المقالة عن أضرحة الطيارين العثمانيين الثلاث في دمشق.

ففي كل زيارة كنت أقوم بها إلى الجامع الأموي بدمشق، كان لابد لي من زيارة ضريح القائد صلاح الدين الأيوبي، الواقع في شمال الجامع الأموي، بالإضافة إلى زيارة ثلاث أضرحة بجوار ضريح الأيوبي كان الكثير من السوريين يجهلون قصة أصحابها الشهداء الراقدون في دمشق.

فالأضرحة الثلاثة تعود إلى أوائل شهداء سلاح الجو العثماني وهم الملازم الأول صادق بك ومعاونه الرقيب فتحي بك والملازم نوري بك، وكانت السفارة التركية بدمشق قد قامت بأعمال الترميم لها في عام 2009.

اقرأ أيضًا:   الذكرى 58 للانقلاب على "مندريس"..الرجل الذي أعاد لتركيا هويتها

وتقول المصادر التركية، إن طاقم الطائرة التركية الأولى التي تحمل اسم Muavenet-i Milliye أي ( الدعم الوطني)، والتي تتألف من الملازم أول صادق بك ومعاونه الرقيب فتحي بك، قد أقلعت صباح الثامن من شباط / فبراير عام 1914، من إسطنبول بوداع حاشد من المواطنين وعلى رأسهم السلطان محمد رشاد وكبار مسؤولي الدولة، حيث كان من المخطط لمسار الطائرة الإقلاع من إسطنبول لتحط في مدينة الإسكندرية في مصر مرورا بالمدن التالية:

أسكي شهير، وقونيا، وأضنة، وحلب، وحمص، وبيروت، ودمشق، والقدس، والقاهرة، قاطعة مسافة ألفين و515 كيلومتر.

وفي تاريخ 24 شباط/ فبراير عام 1914، حطت الطائرة في ساحة المرجة بدمشق، وسط استقبال رسمي وشعبي، وبعد ثلاث أيام أقلعت الطائرة مجددا لاستكمال رحلتها إلى مصر، إلا أنها ولسوء الحظ سقطت في قرية كفر حارب بالقرب من بحيرة طبريا في الجولان السوري، نتيجة هبوب رياح شديدة، واستشهد الطياران، ونقلت جثتاهما إلى دمشق وسط الحشود الحزينة، ودفنا إلى جوار قبر صلاح الدين الأيوبي.

اقرأ أيضًا:   تاريخ إسطنبول منذ العثمانيين: الحضارات القديمة والمدينة الحديثة، توافقٌ أم صراع؟

وأما الطائرة الثانية، والتي يتكون طاقمها من الملازم أول نوري بك ومعاونه حقي بك، فقد هبطت في منطقة المزة في دمشق بتاريخ 27 شباط عام 1914. وفي 8 من شهر آذار/ مارس سقطت الطائرة في البحر أمام مدينة يافا في فلسطين، واستشهد نوري بك ونجا معاونه، ودفن إلى جوار رفيقيه الأولين “صادق” و”فتحي”.
شهداء الجوية العثمانية

الزائر للأضرحة يلاحظ كتابة المعلومات التالية على شواهد القبور. كُتِبَ على شاهدة القبر الأول: “هذا قبر راصد طيارة معاونت مليه الملازم الأول المدفعي ومرافق نظارة الحربية العثمانية الشهيد صادق بك، تاريخ السقوط 3 مارت 1330هـ”.

وكتب على شاهدة القبر الأوسط: “هذا قبر الطيار الشهيد اليوزباشي العثماني فتحي بك الذي أحرز رتبة الشهادة يوم سقوطه 3 مارت 1330هـ”.

اقرأ أيضًا:   إثيوبيا.. إقبال فوق المتوقع على تعلم اللغة التركية

وكتب على شاهدة القبر الثالث: “هذا قبر الطيار العثماني الشهيد الملازم أول نوري بك الذي نال رتبة الشهادة بسقوطه مع طيارته الشهيرة في يافا ونقل جثمانه إلى دمشق تاريخ السقوط 8 مارت 1330 هـ”.

وتخليداً لذكراهم أطلقت تركيا اسم “فتحية” على إحدى المدن التركية جنوب غربي البلاد، وأصدرت مجموعة من الطوابع البريدية تحمل صور الطيارين الشهداء، كما أقيم نصب تذكاري في مدينة فتحية التركية، وفي هضبة الجولان السوري بالقرب من بحيرة طبريا في قرية السمرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *