كنائس في السعودية.. الرياض تتفق مع الفاتيكان على تشييد الكنائس المسيحية في بلاد الحرمين
كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الحكومة السعودية وافقت على بناء كنائس داخل المملكة، بموجب اتفاق تم إبرامه مع الفاتيكان، مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن ما أسمتها بـ«مصادر بابوية» أن الاتفاق تم إبرامه بين رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان والكاردينال الفرنسي للكنيسة الكاثوليكية «جان لويس توران»، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ «محمد بن عبد الكريم العيسى».
وينص الاتفاق على أنه سيتم إنشاء لجنة مشتركة منسقة تضم ممثلين اثنين لكلا الجانبين لتنظيم اجتماعات مستقبلية.
ومن المتوقع أن تعقد اللجنة مرة واحدة كل عامين، وسيتم عقد اجتماعاتها بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي، وفقا للصحافة السعودية، بحسب مصادر نقلت عنها صحيفة «القدس العربي».
ووفقا لأحد كبار ممثلي بابا الفاتيكان في الشرق الأوسط، وهو المطران اللبناني «بول منجد الهاشم»، فإن «مناقشات تجري للسماح ببناء الكنائس في المملكة، ولا يمكننا التنبؤ بالنتائج».
وأضاف «الهاشم» متحدثا لوكالة الأنباء الفرنسية: «هناك حوالى ثلاثة أو أربعة ملايين مسيحي في السعودية، ونأمل أن تكون لديهم كنائس».
وفي الفاتيكان، قال المتحدث باسم البابا، الأب «فيديريكو لومباردي»: «إذا نجحنا في الحصول على تصريح لبناء أول كنيسة (في السعودية)، فسيكون ذلك نتيجة لأبعاد ذات طبيعة تاريخية».
وقالت «ديلي ميل»، إن الكاردينال الفرنسي «جان لويس توران» زار السعودية والتقى برموز من العائلة المالكة، وتحدث عن وجوب تعامل البلاد الإسلامية مع أتباع الديانات المختلفة على قدم المساواة.
كما التقى «توران» ، الذي ينظر إليه على أنه محفز للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والإسلام، مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في العاصمة، الرياض، في 18 أبريل/نيسان الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، التقى رئيس الكنيسة المارونية اللبنانية «بشارة الراعي»، بالملك «سلمان»، وولي العهد «محمد بن سلمان» في زيارة، اعتبرت تاريخية، للرياض.
وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخرا، التقى ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بمجموعة من القادة اليهود والمسيحيين الكاثوليك في نيويورك، ووصفت وسائل إعلام هذا اللقاء بأنه «حوار نادر بين الأديان».
وقالت «ديلي ميل» إن «بن سلمان» يسعى إلى إبراز صورة «جديدة كليا» للسعودية في الغرب، بعد أن ارتبطت في مخيلتهم لعقود بالأيدلوجية الجهادية وإخضاع النساء.
وفي أبريل/نيسان 2017، كشف القس الأمريكي «براندن» أنه قدم أوراق تأسيس أول كنيسة في السعودية رسميا، وأنه تم قبولها.
وأضاف، في لقاء مع قناة أمريكية، أن تلك الكنيسة تم بنائها فعليا بشكل جزئي في الرياض ويصلي بها المئات وتسمي بـ«كنيسة الأمل».
وأثار الأمر، حينها، جدلا واسعا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل السعودية. (طالع المزيد).
لكن الإعلام السعودي، بعدها، تفاعل مع الأمر بسخرية، معتبرا أن الحديث عن «كنيسة الأمل» في الرياض لم يكن سوى «كذبة أبريل»، وسط تشكيك في هذا التوجه.
ولا يوجد في السعودية – التي تعد قبلة المسلمين باحتوائها على الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة- أي كنائس أو دور عبادة لغير المسلمين؛ إذ تحظر المملكة بناءها استنادًا لآراء وفتاوى رجال الدين ذوي النفوذ بالبلاد.
ويستشهد مؤيدو هذا التوجه بأحاديث منسوبة إلى النبي «محمد»، صلى الله عليه وسلم، تتحدث عن عدم وجوب أن تكون «جزيرة العرب» مقرا للدين الإسلامي فقط.
لكن السعودية، التي يوجد بها قواعد أمريكية، تسمح للجنود الأمريكيين بأداء طقوسهم وصلواتهم داخل تلك القواعد، وحدثت تقارير سابقة عن وجود كنائس مشيدة بالفعل داخل تلك القواعد الموجودة في مدينة الظهران وغيرها.
لكن السعودية قد ترمم كنائس أو أماكن أثرية أخرى لأغراض سياحية فقط، إذ تعمل المملكة على تطوير القطاع السياحي المرتبط بالآثار، وتعزيز وارداتها من ذلك القطاع في إطار خطة تغيير عملاقة تستهدف تنويع الدخل؛ بدل الاعتماد على مبيعات النفط.
وإضافة لنحو عشرين مليون سعودي يعتنقون الديانة الإسلامية، يوجد أتباع ديانات ومذاهب أخرى من مختلف دول العالم، يشكلون جزءًا من نحو عشرة ملايين وافد أجنبي يعيشون في السعودية، ويمارسون طقوسهم الدينية في منازلهم.
ويوجد في السعودية من يؤيد بناء الكنائس بالفعل، ودور عبادة أخرى؛ إذ يقولون إن حظرها يستند لتفسيرات غير منطقية لرجال الدين، مستشهدين بوجود كنائس قديمة يعود بناؤها لقرون، إضافة لكنائس تم بناؤها حديثًا في عدة بلدان إسلامية، وبينها الكويت المجاورة.
لكن الفاتيكان، التي أبرمت الاتفاقية مع السعودية، بحسب «ديلي ميل»، لا تسمح بناء المساجد داخلها، باعتبارها رمزا عالميا للمسيحية الكاثوليكية.
تركيا بالعربي | الخليج الجديد