اكتشاف جمال “كبادوكيا” التركية على ظهور الخيول العربية
تبدأ جولة زائريها عبر الانطلاق من ساعات الصباح الباكرة على ظهور الخيول العربية، متجهين نحو اكتشاف الظواهر الصخرية الطبيعية، والوديان المنتشرة هناك والمشهورة بسحر جمالها.
إنها منطقة “كبادوكيا” التاريخية في ولاية “نوشهير” وسط تركيا، التي يحظى السياح المحليون والأجانب الذين يزورونها بقضاء عطلة مميزة عبر المشاركة في معسكرات ليلية مقامة في الهواء الطلق، واكتشاف جمال المكان على ظهور الخيول العربية.
وإلى جانب الجولات المقامة على ظهور الأحصنة، تنظّم الشركات السياحية هناك معسكرات تمتد ما بين 3-4 أيام وليلة، في الهواء الطلق وبين الظواهر الطبيعية والمداخن الجبلية التي تتميز بها “كبادوكيا”.
وتُصنّف منطقة “كبادوكيا” التي تعني باللغة الفارسية “أرض الخيول الجميلة”، ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ويحظى السياح خلال جولاتهم في “كبادوكيا”، باكتشاف المداخن الجبلية الطبيعية التي تكونت قبل ملايين السنين نتيجة ملامسة الرياح والأمطار للحمم البركانية الصادرة من جبال “أرجياس”، و”حسن ضاغي” و”غوللو ضاغ” المجاورة.
ومع حلول المساء ينتقل السياح إلى الخيم المنصوبة بين المداخن الجبلية، من قبل الشركات السياحية المنظمة للجولة.
وتقوم الجهات المنظمة بطهي الطعام وإعداد الشاي على الحطب وتقديمه للسياح، على موائد مقامة بين الخيم بالقرب من المداخن الجبلية، في أجواء طبيعية بعيدة عن ضوضاء المدن وصخب التكنولوجيا.
ويمضي السياح ليلتهم تحت سقف السماء المزين بالنجوم، مجتمعين حول النيران الموقودة هناك، بالتزامن مع استماعهم إلى أنواع مختلفة من الآلات الموسيقية التي تتنوع بحسب تنوع بلدان المتواجدين هناك.
ويقول عرفان اوزضوغان، أحد المنظمين لجولات الخيول والمعسكرات الليلية، منذ 3 سنوات، إنه بإمكان السائح المشارك في الجولة الطويلة على ظهور الأحصنة، اكتشاف ورؤية كامل “كبادوكيا” عن قرب.
وأوضح “أوزضوغان” أن المشاركين في الجولات المستمرة لعدة أيام، يعودون إلى بلدانهم بمشاعر إيجابية وبنفوس مطمئنة، ويوجهون الشكر لهم بعد عودتهم عبر رسائل البريد الإلكتروني.
وتابع قائلاً: “تتضمن الجولات السياحية هذه رؤية المداخن الجبلية عن قرب، والتجول في الوديان والتلال المحيطة على ظهور الأحصنة، ويعرب لنا السياح الذين يكتشفون الطبيعة هنا معنا، عن امتنانهم من الجولة، لما عاشوا من أجواء تقليدية وطبيعية بعيدة عن التكنولوجيا”.
من جهته، قال أرجان ديلاري، صاحب إحدى الشركات المنظمة لجولات الأحصنة والمعسكرات الليلية، إنه يتوجب على السائح المحلي أيضاً اكتشاف هذه المناظر الطبيعية ورؤية جمال “كبادوكيا”، مثلما اكتشفه ورآه السائح الأجنبي.
وأضاف أن الأحصنة المستخدمة في الجولات، هي من الخيول العربية المتقاعدة من ساحات السباق، والتي يتم إحضارها من مختلف المناطق التركية، إضافة إلى أنواع أخرى من الأحصنة ذات الأعراق المختلفة، هم يقومون بتربيتها.
ويقول الأسترالي غريك تشلجيار، أحد المشاركين في جولات الأحصنة والمقيمين في معسكر بوادي “غوركون دره” بـ “كبادوكيا”، إنه سيوصي أصدقاءه عقب عودته إلى بلده، بزيارة “كبادوكيا”.
ووصف السائح الأسترالي منطقة “كبادوكيا” بأنها “مكان مدهش، ومن المستحيل أن تكون هناك جولة سياحية أجمل من تلك التي قمت بها هنا. لقد سمعت بأن هذه المنطقة متميزة بجمالها، لذلك أتيت إليها واكتشفت الظواهر الجغرافية المثيرة على ظهر الأحصنة.”
يُشار إلى أن منطقة “كبادوكيا” تعد إحدى أهم المقاصد السياحية الرئيسية في تركيا، وذلك رغم سماح وزارة الثقافة والسياحة التركية بفتح 10 بالمئة فقط من المدن الغامضة تحت الأرض هناك، أمام السياح والزوار، حيث استقبلت العام الماضي أكثر من مليون ونصف المليون سائح.
وتضم “كبادوكيا” بيوتاً ومدناً تحت الأرض نحتها البشر كملاجئ يأوون إليها في الغزوات والحروب التي كانوا يتعرضون لها، فهي تحوي دهاليز عميقة وطويلة، ومستودعات للطعام، وحظائر للحيوانات، أغلق العديد منها في وجه السياح لعدم الضياع في دهاليزها المتشعبة داخل الأرض.
ويتوقّع علماء الآثار أن أولى المستوطنات البشرية تحت الأرض في منطقة “كبادوكيا” بدأت قبل 10 آلاف عام تقريباً.