شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

ما المخفي وراء الهجوم الاقتصادي؟ نحن في عصر “القوي هو من يضع قوانين اللعبة” تدخل سيصفّر الحسابات.. عاجل للغاية مهما كلف الأمر!

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

إن الجميع الهجمات الموجهة نحو بلدنا، وكل المحاولات الرامية لتنفيذ عمليات من الداخل، وجميع المخططات والمشاريع الخارجية التي تستهدف شل حركتنا، لا سيما من ناحية الجنوب؛ إنما ترمي إلى “إيقاف تركيا”.

إن عقوبات التكنولوجيا العسكرية وعواصف الضغط الدولارية والاقتصادية القادمة من واشنطن ومحاولات عزلنا في المنطقة بأكملها إنما هي جزء من تصفية الحسابات الكبرى التي شهدنها ليلة 15 يوليو.

لقد كان غرضهم هو ذاته عندما احتلت العراق، ونفذت خطة قوة المطرقة، وأنشأت الولايات المتحدة حامية لها جنوب أراضينا، ونزع فتيل الحرب في سوريا وصارت الصراع بين الدول هنا كالطريق المسدود، وبالتوازي مع ذلك عندما وضعت المسافات بين تركيا والغرب واتخذت جميع الكيانات الفوق غربية، بما في ذلك الناتو، مواقف معادية لتركيا؛ لقد كان الغرض واحدا: إيقاف تركيا… الوقوف في وجه القوة التي ستعيد إنشاء المنطقة بعد مائة عام لتغير التاريخ.

شرق المتوسط، الخليج العربي، البحر الأحمر: معركة القيامة في مهد الإنسانية

لقد تحول أقرب حلفائها إلى أشرس أعدائنا، كما شكل من هم على الضفة المقابلة من بحر إيجة من الذين تحركنا معهم سويا عقب الحرب العالمية الأولى خطا مشتركا ضد بلدنا واعتبرونا تهديدا وأطلقوا مصطلح “التهديد” في كل مكان ووضعوه في أذهانهم، كما أنهم دقوا النواقيس ضد هذا البلد الذي بدأ يصعد من جديد، فهذا هو نفسه الكفاح العظيم بين مخططاتهم لتجميد التاريخ وتحريكنا نحن لعجلته..

لقد بدأت الحرب الإقليمية بحرب العراق، واستمرت بالحرب في سوريا، والآن تتمركز شرق المتوسط. إنهم يحاولون رسوم ملامح خريطة جديدة من إيران إلى البحر المتوسط، من شرق البحر الأسود إلى الخليج العربي، من الخليج العربي إلى البحر الأحمر. ويشمل هذا المخطط جميع الدول. إننا أمام حرب وتصفية حسابات عالمية على أراضي العالم القديم من الأناضول إلى بلاد الرافدين، ومن فلسطين إلى مكة، ومن شمال أفريقيا إلى اليمن؛ إذ إنهم يحاولون تنفيذ مخطط هدم كبير للغاية في مهد الإنسانية ومركز الأديان والحضارات والتاريخ البشري.

اقرأ أيضًا:   إرسال قوات 7 دول إلى شرق الفرات،حصار وطننا تركيا مرة أخرى بعد قرن من الزمان

لقد حركنا قوة كبرى: ولهذا السبب يهاجموننا…

إنهم يريدون ألا يفطن أي شعب أو دولة في المنطقة لهذا الأمر، لا يريدون أن يستيقظ أحد ليرى مخطط الخريطة الكبرى هذا أو يقاوم. ولا ريب أن موجة دمار كبرى ستواجهها كل البلدان والمجتمعات التي لم تستيقظ وتدرك حجم الخطر وتتخذ التدابير اللازمة وتقاوم وتحشد قواها.

لو لم نستعد لأشرس الصراعات ونقلب الطاولة على نذير الشؤم ونتبنى لغة مشتركة من المغرب إلى سواحل الهادئ ونحرك تلك القوة، فإنهم سيروجون في المنطقة بأسرها لمعركة الدول والمدن والهويات.

إن تركيا هي من يمثل ويقود صحة ولغة إحياء كهذا.. إنها قوة قادرة على تحريك المنطقة بأسرها.. إنها تنقل خبراتها التي اكتسبتها على مدار ألف عام إلى الحاضر لتنشر “مرة أخرى” دعوة قوية للغاية في المنطقة بأكملها، وهو ما يخشونه، فهذا هو سبب الهجوم علينا، وهذه هي الفكرة التي وراء جميع مخططات إيقاف هذا البلد.

نحن أمام مخطط حصار جديد للغاية

يريدون اليوم إعادة إشعال فتيل حرب سوريا. يريدون تدمير المبادرة التي تتبناها تركيا وروسيا وإيران والقضاء على الآمال الرامية لإنهاء الحرب السورية والإدارة القادرة على لم شمل السوريين، وإن كانت هذه الإرادة ضعيفة. إنهم يجهزون شرق المتوسط الآن لأعتى الأمواج، يحشدون أساطيل العالم في هذه المنطقة، بالضبط جنوب سواحلنا.

لقد خططوا لمرر إرهابي يمتد من إيران إلى المتوسط، وحاولوا حصار تركيا عبر ذلك الممر، وخططوا لفتح “جبهة تركيا” لمئات الكيلومترات من تلك المنطقة مباشرة عقب هجوم 15 يوليو، وها هم اليوم يستعدون لإغلاق شرق المتوسط أمامنا وحصارنا من هناك ونثر التراب في أعيينا التي تنظر ناحية الجنوب وإشعال صراع أكبر بكثير من حرب سوريا في تلك المنطقة.

ماذا يحاولون إخفائه بالهجوم الاقتصادي؟ أي نوع من محاولات التضليل هذه؟

إن أزمة شرق المتوسط أخطر بكثير من الحرب السورية التي لربما يكون فتيلها قد أشعل فقط من أجل تمهيد الطريق أمام تصفية حسابات شرق المتوسط. وفي الواقع فسوريا هي جزء من شرق المتوسط. فهذا يعني أن كفاح صعب على مشارف أبوابنا. وليس من قبيل المصادفة أبدا أن يحاولوا إشغالنا بالمشاكل الداخلية من جديد عن طريق الضغوط الاقتصادية قبيل أزمة كهذه.

اقرأ أيضًا:   تحالف الجمهور هو محور تركيا، هو انقلاب مضاد يُستهدف من الداخل والخارج؛ لكن لن ينهار

لقد كانوا في السابق يضغطون علينا بورقة الإرهاب ويجعلوننا نوجه انتباهنا إلى شؤوننا الداخلية ليشلوا حركتنا ويرسموا ملامح المنطقة على هواهم، وكانوا ينفذون كذلك العمليات المعلنة والمستترة. واليوم فهم عاجزون عن فعل ذلك من خلال الإرهاب وتنظيم غولن الإرهابي، ولهذا يروجون لموجة رعب من خلال الاقتصاد. فما يخططون له هم أن ندفن رؤوسنا في رمال مشاكلنا الداخلية وننفذ أوامرهم ونقف من الأحداث موقف المتفرج…

عين العرب، تل أبيض، سنجار.. التدخل الذي سيصفّر الحسابات

لا يمكن لتركيا أبدا أن تبقى على خط الدفاع، لأنها لن تستطيع أبدا التغلب على أي من تلك المشاكل بحملات الدفاع التقليدية. ولهذا ليس أمامنا أي خيار سوى الرد بالتصميم ذاته على محاولات رسم ملامح الخرائط الرامية لاستهداف كيان وطننا ومنطقتنا بشكل مباشر وأسْر مستقبلنا، وكذلك فرض خرائطنا التي رسمناها بأيدينا.

وإذا كنا قد رددنا على هجوم 15 يوليو بعملية درع الفرات، وتدخلنا في عفرين لإغلاق باب البحر المتوسط أمام ممر الإرهاب، ونعمل حاليا على إغلاق البوابة الشرقية بعملية قنديل؛ فإن الطريق الوحيد لإفشال أهدافهم التي يريدون الوصول إليها بالهجوم الاقتصادي هو تدخل جديد يصفّر جميع حساباتهم.

عين العرب، تل أبيض، سنجار.. يجب أن يكون لنا في هذه المناطق الثلاث مساحات للتدخل العاجل والعازم.

جاد وعاجل للغاية: لم مكان للتردد..

يجب ألا نتردد أبدا أو نخسر الوقت أو نشعر بالقلق بشأن “من سيقول لنا ماذا؟” وحينها فقط سيتم على الفور تأجيل الهجوم الاقتصادي وما يخططون لتنفيذه من خلال إدلب وشرق المتوسط، ليتم تصفير الحسابات.

في الوقت الذي دعوت فيه للتدخل في “ممر الإرهاب” وتنفيذ عملية عفرين (وأنا شخص أعرب عن هذا الخطر للمرة الأولى ولمرات كثيرة، ولهذا تعرضت لاتهامات خطيرة..) كنت قلت “يجب القيام بهذا مهما كلف الأمر، حتى لو كان يعني الانتحار”. ذلك أن الخطر كان كبيرة للغاية، واليوم لا أزال أقول الشيء ذاته.

اقرأ أيضًا:   لماذا دعم الغرب قبرص "الرومية" في مواجهة تركيا "الإسلامية"؟

يجب التدخل في تلك المناطق، مهما كلف الأمر، وذلك من أجل عدم خسارة بوابتنا الجنوبية وشرق المتوسط، وللقضاء على مساحات “العمليات الداخلية” المحتملة التي سيروجون لها مستقبلا.

نحن في عصر “القوي هو من يضع قوانين اللعبة”

نحن في عصر “القوي هو من يضع قوانين اللعبة”، فهذا ليس عهد “طاولات التفاوض” بل عهد “يمكنك تأسيس القوة في أي مكان تطاله يداك”. إننا في عصر تحدد فيه تصفية الحسابات بين القوى كل شيء، عصر يصعب في الأمر ويزيد ثمنه بمرور الوقت، عصر أصبحنا فيه ندرك أنه لا يمكن الدفاع عن بلادنا عند النقطة صفر من حدودنا.

لو كانوا يأتوننا بحساب، فسنتحرك، بل علينا أن نتحرك، نحن كذلك بحساب. لو كانوا يرسمون خريطة، فسنتدخل في هذه الخريطة. لو كانوا يحاصروننا، فسنخرق هذا الحصار، وعليها أن نقضي عليه تماما، لأننا قادرون على ذلك ولدينا القرار والإرادة لفعله. لقد أصبحنا نعرف جيدا حجم الألاعيب التي تشهدها المنطقة. لو لم نتحرك اليوم فإننا لن نخسر المنطقة فقط غدا، بل سنخسر معها أراضي الأناضول.

كلمات أردوغان القدر والذاكرة العميقة

بينما كنت ليلة أمس الأول أستمع إلى كلمات الرئيس أردوغان في كلية رئاسة الجمهورية وأفكر فيما يقوله وأزن كل عبارة، فكرت مرة ثانية كيف أننا نحمل مسؤولية إدراك وذاكرة عميقة، وأننا نحمل حملا ثقيلا للغاية، وكيف أن ذلك يعتبر قدرا وجينات سياسية.

لقد خضنا في الأناضول كفاحا مثلما نخوضه اليوم، وهم كفاح مستمر منذ ألف عام. لا تنسوا ابدا ولا تشكوا ولو لطرفة عين أن التاريخ قد عاد. سيتواصل الكفاح اليوم بالصعود لا بالخسارة، فما يحدث هو إرهاصات لذلك. فالإرادة التي جعلت أردوغان يقول تلك العبارات قد رسمت لنا هذا الطريق.

وليس أمامنا طريق آخر.

إبراهيم قراغول – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *