مصر والأردن وفلسطين تضع يدها بيد إسرائيل و تستبعد تركيا في المتوسط!!
حذر خبراء ومحللون اقتصاد مصريون وأتراك من أن إعلان القاهرة لتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط هو جزء من تأزيم الوضع في منطقة شرق المتوسط المتأزم في الأصل؛ لأنه يستبعد تركيا من ناحية، ويمنح إسرائيل دورا إقليميا اقتصاديا محوريا.
وأعلن كل من وزراء الطاقة المصري والإسرائيلي والقبرصي واليوناني والإيطالي والأردني والفلسطيني في القاهرة، الاثنين، إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط.
وكشفت وزارة البترول المصرية في بيان، أن من أهداف المنتدى الجديد العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تحترم حقوق الأعضاء، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية؛ بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.
حروب الطاقة
رأى المستشار السياسي والاقتصادي الدولي، حسام الشاذلي، أن “تأسيس منتدى غاز شرق البحر المتوسط هو حدث ذو دلالة هامة على جميع الأصعدة، وخاصة في ظل زيادة الحاجة المطردة للغاز الطبيعي لدفع عجلة النمو في بعض الدول ولتغطية الحاجات الأساسية في دول أخرى قد باتت أسعار الطاقة فيها تمثل مشكلة كبيرة مثل مصر”.
وأضاف لـ”عربي21″: “بالرغم من كميات الغاز الطبيعي الكبيرة، والتي سيساعد على زيادتها التكنولوجيا الحديثة التي حلت مشاكل التنقيب تحت المياه، فباتت الكميات المتوقع استخراجها أكبر، فإن تأسيس هذا المنتدى يحمل أبعادا أخرى أخطر وأعمق؛ فهو يربط مصالح إسرائيل رسميا ولأول مرة بمصالح مصر والأردن وفلسطين، بل ويعد العدة لبناء جبهة معادية لتركيا، ويضع مصر مع إسرائيل في خندق واحد معاد لتركيا”.
وبشأن المعوقات التي تواجه هذا المنتدى أكد أنه “لا يمكن تجاهل أن التأثير الاقتصادي لهذا التجمع على الدول الأعضاء مرتبط ارتباطا مباشرا بالجغرافيا السياسية للمنطقة وبالمعايير المنظمة لاتفاقيات التجارة والتصدير وكلها محاور تمثل عوائق أمام انتقال الأعضاء من الاكتفاء الذاتي إلى التصدير كما هو متوقع في عام 2020، ولهذا فأنا أزعم أن التأثير الاقتصادي لنشاط المنتدى على الحالة الاقتصادية للدول الأعضاء قد يكون على المدى الطويل”.
هيمنة إسرائيل
أما على الصعيد السياسي فأكد الشاذلي أن “المنتدى سيجعل من إسرائيل كيانا محوريا في الاقتصاد الإقليمي ولاعبا رئيسيا علي الصعيد الدولي؛ بسبب الإمكانيات التكنولوجية والتمويلية المتوفرة لدى إسرائيل والتي لا تتوفر لأي من أعضاء المنتدى الذين يصارعون مشاكل اقتصادية كبيرة، ويقيمون اقتصادهم على القروض والمعونات كما هو الحال في مصر واليونان”.
وتوقع الخبير الاقتصادي والسياسي أن تكون “جميع الحروب القادمة حروبا على مصادر الطاقة وخاصة في ظل استنفاد مصادر الطاقة التقليدية ونضوبها كليا بحلول عام 2040 طبقا لتقرير الأمم المتحدة، أما على الصعيد السياسي المصري فهذا المنتدى هو استمرار لمنظومة الاقتصاد المسموم، والتي تعتمد على آليات الاستعراض الاقتصادي الدولي التي ينتهجها النظام ليوفر بوابة مفتوحة للقروض الدولية مع تجاهل حالة المواطن ومستوى معيشته”.
استباق أكل الكعكة
وقال المحلل السياسي والاقتصادي التركي، يوسف أوغلو، لـ”عربي21″ إن “تأسيس مثل هذا المنتدى يدل على أن الكل يريد أن يقتسم الكعكة، بعد العثور على احتياطيات ضخمة من الغاز في شرق المتوسط قبل نحو 10 سنوات، وقد تم محاولة طمس الكثير من الحقوق”.
واعتبر أن “مثل هذا المنتدى الذي يضم إسرائيل إلى جانب مصر، هو محاولة ما يسمى باستباق أكل الحصص والحصول على أكبر مكاسب ممكنه، ولكن هذا المنتدى سوف يصطدم بالواقع الحقيقي، بأنه بدون تركيا لا يمكن تنفيذ أي شيء على الأرض، فبدون تركيا، وبدون ترسيم الحدود بشكل رسمي لا يمكن للدول الست أن تلعب أي دور ذي مصداقية دولية”.
وأضاف: “خلال السنوات الماضية لم يتم توقيع اتفاقيات ترسيم الحدود بين دول شرق المتوسط وخصوصا تركيا وقبرص الشمالية، وتم استثناؤهما في الكثير من القضايا، لكن تركيا الآن تفرض نفسها بقوة، وتقول للجميع إنها لن تعترف بأي حدود يتم التوافق عليها دون وجودها”، لافتا إلى أن “تركيا قامت بتسيير بارجة تركية للتنقيب عن الغاز الطبيعي والتي ستبدأ نشاطها نهاية هذا الشهر من أجل استكشاف حق تركيا في الغاز الطبيعي”.
وفي ما يتعلق باستثناء تركيا، أكد كاتب أوغلو أن “استثناء تركيا سببه أنها لا تلبي مطالب أمريكا وإسرائيل وفق مخططاتهما؛ لأن تركيا معنية بشعبها وشعوب المنطقة ومصلحتها القومية والوطنية والإقليمية، في المقام الأول كما تفعل أمريكا والدول الأخرى، والحفاظ على ثروات شعوب المنطقة، أما إسرائيل ومن وَرَاَءها يريدون أن يكون هناك استغلال على حساب ثروات وشعوب هذه المنطقة”.
وعن الدول الداعمة لهذا النادي قال: “إن هناك جهات داعمة مثل أمريكا واللوبي الصهيوني”، لافتا إلى أن “هذا الملف حساس وخطير، وقد أخذت تركيا كافة الإجراءات لحماية حقوقها بالطرق السياسية والدبلوماسية، وحتى إذا اضطر الأمر لاستخدام القوة فستفرض تركيا قوتها في أي وقت تقرره”، مؤكدا أن “استثناء تركيا سيؤزم المنتدى ولن يكون هناك أمن ولا استقرار في شرق المتوسط”.