شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

لو سكتت تركيا ستقوم القيامة! الساحة امتلأت بأذناب التدخلات الخارجية. اللجوء سيكون أسرًا وسلبًا ونهبًا

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تعتبر تركيا “عقلية عليا” و”محورًا” وضميرنا الإقليمي والمسؤولية التي حمّلها إيانا التاريخ والكفاح وتصفية الحسابات التي نخوضها في هذه المنطقة منذ مئات السنين. وهي كذلك هوية سياسية ترتقي في المنطقة وعالم اليوم.

تركيا هي الطموح، هي الفكر، هي المثال الأعلى، هي الأمل..

لا شك أن هناك “عقلية عليا عالمية” تعلن الحرب على بلدنا وأمتنا وتاريخنا ومستقبلنا. فهذه العقلية وتحالف القوى موجود لا محالة بين محاولات الانقلابات والحروب الأهلية ومساعي التركيع بالهجمات الإرهابية ومخططات الحصار.

“جبهة التدخل” من خلال “الاحتلال الداخلي”

اللجوء للذاكرة السياسية

إن هذه العقلية وتحالف القوى هذا متورط في محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز وإرهاب بي كا كا والحصار من شمال سوريا والجبهة السعودية-الإماراتية المضادة لبلدنا تركيا. وليس لدينا أدنى شك في أن هذه العقلية ستكون كذلك هي المتورطة في “جبهة التدخل” الجديدة التي سيشكلونها من خلال “المحتلين الداخليين”، وكذلك ستكون هي الداعمة لكل أنواع الهجمات الجديدة التي ستوجه نحو بلدنا وشعبنا على هيئة موجات متتالية.

لا يمكننا أبدًا مواجهة هذا التحالف من خلال التكتيكات التقليدية، بل علينا إفراز عقلية وموقف وقوة والرجوع إلى طموحاتنا التاريخية وذاكرتنا السياسية. إنها ليست قضية داخلية، بل إنها تصفية حسابات تاريخية وإحياء تاريخنا السياسي الممتد على مدار مئات السنين اليوم من جديد.

الخضوع هو خسوف عقلي وعمى سياسي

يقولون لنا “كونوا خاضعين”، “لا تفسدوا علاقتكم بالغرب”، “لن يحميكم سوانا”، “لن يكون لديكم أي خيار آخر في القرن الحادي والعشرين”، “ليس لكم صديق سوانا”. بيد أن كل التهديدات والمشاكل الأمنية ومسودات الخرائط الجديدة المطروحة على الطاولة تعد دائما داخل مقراتهم.

إنهم ينفذون مخطط خسوف عقلي وعمى سياسي لأسر عقولنا. فكل ما يقولونه ويقطعونه على أنفسهم من وعود كذب، كما أن صداقتهم وشراكتهم كذب. لقد دمروا منطقتنا تدريجيا على مدار ثلاثة عقود، كما نقلوا المعركة خطوة بخطوة حتى حدودنا وإلى داخل أراضينا.

اقرأ أيضًا:   أمريكا بقيت على حالها.. تركيا تغيرت

وعودهم على مدار 30 عاما كانت كذبا

إن ما قالوه على مدار 3 عقود كان كذبا. هم الذين رتبوا لمحاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو/تموز، وهم الذين حاولوا اغتيال زعيم هذه الدولة، وهم الذين هاجموا تركيا من خلال تنظيمي غولن وبي كا كا الإرهابيين. ولقد كانت وعودهم السياسية وتعاونهم كذبا بينما كانوا يفعلون كل هذا.

لقد كانت كل مشاريع الديمقراطية والحرية التي استهدفت تركيا والمنطقة على مدار 3 عقود ذات محاور أمنية مبنية على احتلال أراضي المنطقة وتمزيقها. ولقد كان الكذب يفوح من كل عبارة قالوها بينما كانوا يروجون لهذا الأمر بيننا.

اللجوء سيكون أسرا وسلبا ونهبا

لن نستطيع أبدا أن نبني مستقبلا لو لجأنا إليهم. فاللجوء يعني الخيانة والاستسلام والوقوع في الأسر والسلب والنهب. اللجوء يعني خسران طموحاتنا التاريخية والجغرافية ورموز هويتنا وتوقعاتنا وآمالنا، كما أنها يعني أن نخسر قرنا آخر من تاريخنا.

إذن، ما هو هم تركيا ودعوتها وكفاحها وهدفها؟

نخوض صراع قوى غير عادي خلال السنوات الـ15 الأخيرة. فنحن نمتلك قدرة على المقاومة الشرسة والتحدي الشديد في مجال الاستقلال والتحرر والعودة إلى منبع حضارتنا والتمسك بهويتنا وتصور عالم جديد خاص بنا وكتابة تاريخ الصعود من جديد من قلب الأناضول.

لغة تركيا هي اللغة المشتركة لـ”الحزام الإسلامي الأوسط”

في الوقت الذي انهار فيه النظام العالمي تماما وتفرقت فيه الكيانات فوق الوطنية وصُفرّت فيه كل المعاهدات الدولية والقيم الأخلاقية التي تلزم الأمم والدول وقُصرت فيه قوة المحور الأطلسي الذي يرسم ملامح العالم منذ قرون وينزل فيه الجميع طموحاتها من على الأرفف التي غطاها الغبار لتنفيذها هذه الأيام، فإن تركيا أيقظت جيناتها السياسية من خلال خطاب سياسي وبناء قوة ذات تأثير كبير للغاية، وبدأت تهز المعادلة الإقليمية والدولية.

اقرأ أيضًا:   إرسال قوات 7 دول إلى شرق الفرات،حصار وطننا تركيا مرة أخرى بعد قرن من الزمان

إن الخطاب السياسي الذي تتبناه تركيا هو الخطاب الواقعي الوحيد الموجود على ساحة “الحزام الإسلامي الأوسط” ضمن المحور الرئيس في العالم الممتد من سواحل الأطلسي حتى سواحل الهادئ، بغض النظر عن علاقة هذا الحزام بتركيا.

إن هذا هو موقف تركيا من أدغال أفريقيا إلى الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا، ومن شوارع الشرق الأوسط إلى قلب القارة الصفراء.

اللغة والموقف والعقل التركي هو الذي يحدد كل شيء

من الواضح أن محاولة بناء القوة الوحيدة هي بناء القوة التي تتزعمها تركيا. كما أن الفكرة السياسية التاريخية الوحيدة التي تلفت الانتباه هي الفكرة والهوية التاريخية التي تتبناها تركيا. ولقد تحولت لغة تركيا وعقلها ومواقفها إلى الشيء الذي يحدد ملامح كل شيء؛ إذ إن حلفاءنا وأعداءنا في المنطقة أصبحوا يتخذون مواضعهم وفق هذا الموقف.

وهكذا تبنى القرون وترسم ملامح المنطقة. فهكذا أسس السلاجقة والعثمانيون قوتهم وسادوا المنطقة. وهو ما سيعجز عن إدراكه كل متعجل لا يفكر إلا في الحسابات التافهة المؤقتة.

الساحة امتلأت بالعناصر أذناب للتدخلات الخارجية

يحاول البعض في هذا الوقت تحديد عرقلة تركيا وجرها نحو الأسفل، فهو يشتاقون إلى تركيا القديمة التي كانت واقعة تحت الوصاية، ولهذا فإنهم يتلونون حتى يعودوا إلى تلك الأيام الخوالي. إنهم يستصغرون أفكار تركيا وطموحاتها ولغتها. فهم ملأوا الساحة بالكثير من العناصر المؤيّدة للوصاية الخارجية.

إن العبارات والمصطلحات التي يستخدمونها ليست محلية على الإطلاق، كما أن اعتراضاتهم وتحفاظتهم وغضبهم ومواقفهم الخجولة ليست وطنية أبدا أو جزءا من كفاح تركيا. ففي الوقت الذي نبني فيه المركز فإنهم يقيمون جبهة أخرى في الأرجاء. وفي الوقت الذي نحاول فيه تعزيز قدرات الكيان الأساسي لتركيا، فإنهم يلجؤون إلى قوة نفوذ الأوساط الأطلسية ويقيمون “جبهة خارجية”.

اقرأ أيضًا:   لحظات مميزة في برنامج "من يريد أن يكون مليونيرًا؟"

أشرس الوصايات في المجال الثقافي

تنظرون فترون أن تلك الجبهة تضم غولن وبي كا كا وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى، تضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والإدارة الجديدة في السعودية.. فجميعهم اجتمعوا تحت مظلة جبهة واحدة، وهو ما نطلق عليه “العقلية الدولية العليا”.

ولهذا فإننا لن نستطيع خوض كفاح ضد أي خطر دون أن نرى تركيا كـ”عقلية عليا” وننشئ عقلية وقوة كهذه. إن العقل السياسي نجح في ذلك، فأوجد لغة خاصة، لكن العقل الثقافي تخلف كثيرا عن هذا الركب. كما أننا نرى أن تركيا تتعرض لوصاية ثقافية أقوى بكثير من الوصاية السياسية.

لو سكتت تركيا ستقوم القيامة!

لا تنسوا أن تركيا لو سكتت أو نجحوا في تكميم فيها فإن القيامة ستقوم.

تذكروا أن هذا حدث قبل قرن من الزمان؛ إذ حاولوا طردنا خارج سياق التاريخ. لكننا نقاوم ونحن صابرين منذ مائة عام بعدما انطلقنا في مسيرتنا المباركة. لكننا نرى اليوم أن الذين يجب عليهم دعم هذه المسيرة يتم تحريكهم بأجندات مختلفة تماما.

لن نسمح أبدا بأن تقوم القيامة من جديد في وقت استعادت تركيا فيه عافيتها وصارت رائدة في منطقتها وأعادت إنشاء بعض الأشياء من جديد. فهذا هو أكبر حساب في تركيا حاليا.

وإن هذا الحساب مستمر منذ مئات السنين.

إبراهيم قراغول – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *